من آفات الحكم ان تكون الحكومة اية حكومة خاضعة للتقارير الهوائية والمقصود بهوائية هي تلك التي كتب على حسب هوى الحاكم وتصبح المشكلة مركبة عندما يكون الحاكم من النوع الذي يريد ان (يسمع الكلام البضحكه لا الكلام الببكيه) ففي هذه الحالة تجد المرؤوس (يدبج) لرئيسه التقرير الذي يرضيه حتى ولو كان مجافيا للواقع لنعطي مثالا تطبيقيا لذلك , اذ بعد ان خرج البترول من الميزانية قالت الحكومة انها سوف تتجه بكالياتها للزراعة التي سبق وان اهملتها في زمن ريع البترول وفي الزراعة قالت انها سوف ترجع لمصادر العملات الحرة القديمة وعلى رأسها القطن فصدرت التقارير التي تقول ان الموسم الزراعي 2012 / 2013 سوف يشهد زراعة ثمانمائة الف فدان قطن طويل وقصير التيلة اربعمائة الف في الجزيرة والباقي من المشاريع المروية الاخرى حلفا السوكي الرهد والقطاع المطري ولم يقل لنا احد هل المدخلات تم توفيرها؟ هل المياه كافية ؟ هل توجد اسواق ؟ المهم الجماعة دبجوا التقارير التي تقول للحكومة (ولايهمك البترول في السما وقطنا كتير بملا الخزنة) لايفرق من يكون هؤلاء الجماعة , ادارات المشاريع الزراعية ام وزارة الزراعة ام النهضة الزراعية المهم هذه هي الخطة التأشيرية التي رفعت للحكومة الان (اليوم العلينا دا) الكلام التأشيري والهوائي انتهى ودخل الكلام الحوش وبدأ الموسم الزراعي اتدرون كم المساحة المتوقعة لزراعة القطن ؟ اسالوا العنبة الرامية في الجهات التي رفعت التقارير .مافي زول طالبني حليفة لكن ممكن احلف انه ولا واحد على عشرة من تلك المساحة سوف يزرع وماعندي مانع من ان اصوم رمضانا كاملا جديدا , عندما صدر تقرير الثمانمائة الف فدان كتبنا في هذا المكان قائلين (الكترااااااابة) وعددنا الاسباب التي قلنا ان بسببها سوف يحجم المزارع عن زراعة القطن هذا العام ولاداعي لتكرارها هنا وبالطبع لم نكن نرمي مماكتبناه ان تأخذ الحكومة كلامنا مأخذ الجد لاننا نعرف رأي الحكومة في الصحافيين المطاليق بل قلنا اقصى ما نتمناه هو ان تحاول الحكومة ان ترى الواقع بعيدا عن التقارير المدبجة على العموم خليكم معنا في انتظار النتائج النهائية التي سوف تكشف المساحة المزروعة قطنا هذا العام ولكن الى حين ذلك نقول برضو حصل خير لانه اصلا لا داعي لزراعة تلك المساحة المؤشرة قطنا لسبب بسيط وهو ان القطن قد تراجعت اسعاره العالمية من 220 سنتا للرطل الي 70 على حسب افادة وزير الزراعة المستقيل العائد من الاستقالة (رهيب والله رهيب) وفي تقديرنا ان التراجع اكبر من ذلك ثم ثانيا القطن الذي حصد في الموسم الماضي مازال قابعا في المخازن (زول هببه مافي) حتى المصريين الذين كانوا سوقا للقطن قصير التيلة هذا العام عملوا نائمين لان قطنهم هم الاخرين بائر فاذن ماكان في داعي واصلا مافي قدرة لحكاية الثمانمائة الف فدان اللهم الا اذا كان القصد تضحيك الحكومة . اما الذين يقولون ان القطن محصول اجتماعي ومحصول قاطرة لانه يشغل ايدي عاملة كثيرة ويحرك الصناعات الزراعية وقطاع النقل والزيوت و... عليهم ان يقولوا ماذا قدموا للمزارع الذي ينتج القطن الذي يحرك كل هذه القطاعات ؟ لاشئ بالمرة بس دايرين ناس المدخلات من بذور ورش وتحضير ارض وغيره يأكلوا ثم ناس البيع والنقل والتصنيع ويروح فيها المزارع , فخليكم مع تقارير حلاوة قطن التي تذوب مع اول شعاع حقيقة. .