قعدات تلفزيون العيد أراهن علي أن مشاهدة تلفزيونات السودان.. وأعني قنواتنا الفضائية لا تزال تسجل أدنى مشاهدة على مستوى العالم.. لما ظلت ترتديه من تقليد ظل ملازماً لها منذ زمان ليس بالقصير فكانت اكثر تنفيراً للمشاهد حتى السوداني إلا قليلاً لمن هم خارج السودان من السودانيين.. ولا تزال شاشاتنا في الاعياد لا تخلو من الجلسات داخل الاستديوهات.. فتمتلئ بالجلاليب والعمم المزركشة والملافح والعصى وشئ من البدل والكرافتات.. ويدور الكلام.. والتعليق وكان يمكن أن تكون هذه الجلسة في بيت أي واحد من الخمسة أو الستة ضيوف داخل الاستديو ومعظم المواضيع المتناولة نجدها لا تهم غالبية المشاهدين في شئ.. مجرد "ونسة" تدور بين الضيوف ومقدمي البرنامج الذين يفوق عددهم "الواحد" إمعاناً في زحمة الاستديو اما اذا كان ضيوف البرنامج من النساء فالحديث ولا حرج اذ يصبح البرنامج عبارة عن عرض ازياء وثياب وذهب.. ورسومات الحناء وفنونها.. ولا موضوع.. عدم التنسيق والتقدير للظروف كان طابع برنامج هذا العيد الذي اكتسي باحزان فقد البلاد لمجموعة من ابنائها البررة في حادثة طائرة تلودي ومع متابعة الكاميرات للمسؤولين يؤدون واجب العزاء في بيوت الشهداء.. ومع شريط التعازي من مختلف الجهات تجد شريطا آخر يعرض الحفل الساهر للمطربين والمطربات مساءً في الصالات ومع تغيير بعض البرنامج الفرايحية تحولت بعض القنوات إلي عرض رياضي للأهداف العالمية والمسابقات، قناة الشروق الفضائية بدت أكثر اهتماماً بمتابعة ملابسات الحادث وعمل اتصالات لمعرفة ما حدث بالضبط من بعض الشخصيات وفي اليوم الثالث.. دورت الاغاني والجلسات والانس الممل.. المسيخ.. ودوّر المشاهد للقنوات الاخري.