محمد أحمد بشيري حليمة فيس- وحنان تويت لأول وهلة خطر لي أن الخبر الطريف- المنشور بالصفحة الثامنة بعدد "الأربعاء 22أغسطس الجاري بالسوداني الغراء، وتحت عنوان "خمسة الاف فتاة يقدن حملة فيسبوكية ضد الخادمات الأجنبيات، وأفرغن غضبهن الطاغي عليهن بتكاسلهن عن العمل خلال العيد.. وهروبهن باعذار واهية، خطر لي ان هذا الخبر منقول مسطرة من إحدي الصحف الأجنبية أو العربية-إذ تبادر إلى ذهني تساؤل من نوع من أين لنا بهذا العدد من فتياتنا الفيسبوكيات، ولكن وبعض الإطلاع علي تفاصيل الخبر، وتحديد جنسيات الخادمات المشار إليهن.. تأكد لي وبما لا يدع مجالاً للشك أن الفيسبوكيات ماجدات سودانيات دماً ولحماً، فالحمد لله على هذه الطفرة العلمية المتقدمة.. وأيقنت في قرارة نفسي أن بلادنا موعودة بالتقدم والنماء، خاصة وان هناك إشارة في ذيل الخبر. بأن هؤلاء الفتيات سيقدن حملة تخرج بقرار بوقف استقدامهن من بلادهن، الامر الذي يوحي بان الخادمات الاجنبيات المشار اليهن استقدمن بواسطة جهات متخصصة، وبطرق قانونية وشرعية.. وأنهن مستوفيات كافة الشروط المتعلقة بالدخول والإقامة.. وتصاريح العمل من جهات رسمية- وفوق هذا وذاك الشروط الصحية والتي أصبحت لازمة وضرورية للغاية في مثل هذه الحالات. وإذا كانت هذه الثورة العارمة من فتياتنا ضد المتكاسلات من الخدمات المستوفيات لشروط العمل- فمن لنا بثورة اشد ضراوة ضد المتسللات بطرق غير قانونية يحملن اطناناً من الموبقات والامراض الفتاكة والسلوك المنحرف.. خاصة انهن يجدن من يستخدمهن- ويدخلن البيوت وكأنهن من بقية أهل الدار. -أزمة أتوكيت بغض النظر عن الاسلوب.. والسلوك الخارج عن أدب التصريحات الرسمية.. إلا أن المواطن السوداني لم تهتز له شعرة.. ولم تنتفخ أوداجه غضباً ثأراً لكرامته كعهده في هذه المواقف- لان من اعتادوا إطلاق تصريحات تتهم وطنا بحجم السودان بالسرقة-أواني تنضح بما فيها.. بل إنهم في أحيان كثيرة يكتمون سخريتهم من مثل هذه الإتهامات التي تنفلت بين حين وآخر من كبار المسؤولين بدولة جنوب السودان- يتهمون البلاد بسرقة بترولهم، ولمعلومية هؤلاء الطلاب بمدارس محو الأمية الدبلوماسية وحتي يشبوا عن الطوق- ان الدولة التي يكيلون لها الإتهامات هي التي قامت باستخراج هذا البترول من باطن الأرض.. وبالتالي هي صاحبة حق- حتي يعرف كل ذي حق حقه بموجب اتفاقيات توقع بين البلدين بشأن النفط المستخرج. -نوع من الوزراء الفساد والقهر الذي كان يمارسه الملك فاروق تصدر قائمة الأسباب التي حدت بالضباط الأحرار إلى الإطاحة بالملك الماجن.. وإجباره علي التنازل عن العرش.. منفياً ومشيعاً الى مزبلة التاريخ ولكن هل توقفت لعبة الفساد والقهر بزوال عهد الملك؟ ككل عصر وأوان تسللت عناصر لا تقل شراهة للمفاسد عن الملك المقبور وقد استغلوا الصلاحيات والنفوذ، والتي كانت تتعدى بكثير عن تلك التي كان يتمتع بها الملك نفسه.. خاصة لهؤلاء المسؤولين عن أمن الثورة.. وكان منطقهم الإيحاء لرئيس النظام بوجود مؤامرات وقوى تسعى للإطاحة بالنظام.. إلى جانب اعتبار البلاد في حالة مواجهة مع الإمبريالية العالمية وربيبتها إسرائيل.. وقد كانت هذه المزاعم والإيحاءات كفيلة بإطلاق يد صلاح نصر مدير المخابرات وزبانيته تعربد بحرية في أحشاء المجتمع المصري دون وازع من ضمير أو حياء.. وقد تركوا المهددات الحقيقية جانباً.. وتفرغوا تماماً لانتهاك الحرمات.. بتسجيل مكالمات المواطنين التلفونية بأجهزة حديثه استوردت من الخارج، بعد أن يتم دسها في المكاتب والمصانع- وحتي غرف النوم لم تسلم من هذا العمل الوضيع- والذي يوضح بجلاء خسة ونزالة هؤلاء- والذي من المفترض منهم أن يسهروا على أمن المواطن- وليس إنتهاك حرماتهم التي حرمها الله بالتنصت على المكالمات التلفونية يستعملونها وسيلة إبتزاز رخيصة لتحقيق أغراضهم الدنيئة. وقد أفرزت هذه البيئة العطنة شخصيات تسنموا أعلى المراتب.. واستوزروا على رقاب الناس..كالوزير الهمام صفوت بيه الشريف الذي كان أكثر وزراء النظام المندحر عداوة وشراسة ضد السودان- عند هبوب أقل عاصفة أو سحابة تلبد اجواء العلاقات بين البلدين الشقيقين.. وقد تساءل الكثيرون عن سر هذا الوزير الباتع.. وإستمراره السرمدي على سدة الوزارات المختلفة، رغم التعديلات الوزارية والتي كانت تجري بين حين وآخر، والعالمون ببواطن الامور.. والمتبعيون سيرته النتنة.. يدركون انه تشرب الصنعة حتي الثمالة من صديد وقيح مخابرات صلاح نصر وقد بدأ ضابطاً صغيراً.. اسند إليه أعباء البيت الأمين بمصر الجديدة- ومطاردة الممثلات والراقصات.. وما كان يجري في هذا البيت فقط دون المخازي الأخرى كانت كفيلة بانزال لعنة الله عليهم وملائكته.. ودعاء الغافلين ضحايا هؤلاء الوحوش الآدمية.. وسبحان الله القائل- وهو أصدق القائلين"وإتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة- وأعلموا ان الله شديد العقاب" صدق الله العظيم. وقد كانت نتيجة هذا التنكيل بالمواطنين الأبرياء الغافلين مدمرة.. ستظل آثارها إلي الابد، بعد ان الحقت دويلة اسرائيل هذه الهزيمة الساحقة بجيوش أكبر دولة عربية.. ولعمري أنهم في سكرتهم يعمهون وقبل انبثاق فجر السادس من يونيو حزيران إلا وتحطمت إرادة أمة وكرامتها قبل تحطيم جيوشها. -صبراً دمشق رغماً عن فقدها قادة مؤثرين- وشخصيات مهمة عقب انفجار مبني المخابرات بدمشق.. ورغم سيل المنشقين من النظام الحاكم..إلا إن رئيس الحكومة متفائل جداً بالقضاء على الارهابيين.. ياسيدي بشار هؤلاء الذين يتساقطون بالعشرات والمئات يومياً.. ليسوا بارهابيين كما نراهم في الفضائيات بصور عالية النقاء والجودة، إنما هو مواطنون سوريون دماً ولحماً- خاصة الاطفال الرضع، والتي تُجمع اشلاؤهم من بين الانقاض وكأنها دمى. حسناً سيدي الرئيس: ستجد من يوسوس لك في اذنك، ان هؤلاء الاطفال إرهابيون الم تسمع باصوات الاستنكار من العالم الحر بتجنيد الاطفال وتنديدهم بهذا العمل الوحشي!! هؤلاء هم الأطفال المقصودون.. طيب ياسيدي الرئيس بن الرئيس لن تغلبنا الحيلة لنبرهن لك ان ضحايا قواتكم المسلحة مواطنون سوريون، حتى لو اضطررنا لإرسال وفد شعبي سوداني.. متزوجون يحملون قسائم الزواج تأكيداً لذلك- يعلنون طلاق زوجاتهم بالثلاثة ان الضحايا المعنيين سوريون. -هان ضب لقد كنا مولعين بالافام السينمائية في الزمن الجميل.. خاصة ما يعرف بافلام الكابوي.. ومن بين نجومنا المفضلين في هذا النوع من الأفلام جاري كوبر وبيرت لانكستر وألن لاد بطل فيلم "شين- كم باك شين" الشهير وكان البطل يتفوق علي الخائن، ويمتاز عنه بسرعة سحب المسدس من جرابه، صائحاً بحزم هان ضب.. والمقصود هنا طبعاً هانز أب.. ولكن بلغة الترسو تحولت إلي هان ضب.. نقولها للمسؤولين عن نظافة ولاية الخرطوم ارفعوا أيديكم فوووق واعترفوا بالفشل الذريع فمنذ رمضان تكدست الأوساخ والقاذورات في الشوارع وتلونت البرك من جراء الامطار الاخيرة بشتى الوان الطيف.. وعربدت وفود الذباب والباعوض وعبثت باجساد المواطنين.. وقد اتضح لنا وبما لا يدعو مجالاً للشك ان المسؤولين عن عربات نقل القمامة.. بجبرة المزاد- لا يملكون السيطرة على سائقي وعمال هذه العربات إذ انهم يأتون انصاص الليالي متسللين دون حس أو خبر، وحتى في أوقات النهار لا يعلنون حضورهم وهم يعلمون ان المواطنين لم يعودوا لوضع القمامة خارج الدور خوفاً من النباشين الذين يحيلون المكان إلى مقلب زبالة.. الاقتصاديون وخبراء المال الذين يتحدثون الان كثيراً عن الخلل الذي اعترى الميزانية العامة.. والذي حدث جراء قفل طاقة الطاقة.. بعد انفصال الجنوب هم ذاتهم الذين كانوا يمتلكون زمام تسخير أموال النفط لتمتين البنيات الأساسية في المجالات التي تذخر بها بلادنا كالزراعة والصناعة وذلك بحكم مناصبهم في المؤسسات المالية والاقتصادية ولكنهم لم يفتح الله عليهم بالسير في هذا الإتجاه ولو بتقديم دراسات وتصورات ومقترحات واكتفوا بصرف مافي الجيب- انتظاراً لما يأتي به الغيب.. نرجو منهم أن يساعدونا بسكاتهم.. وقد شبعنا منهم كلاماً.. ونظريات ذهبت أدراج الرياح.