الخرطوم التي تحتضن «ربع» سكان السودان.. البالغ عددهم «03» مليون بعد انفصال الجنوب بل أكثر من ربع السكان سبعة مليون.. يصحون ليتحصلوا على خدمات التعليم والصحة والمواصلات.. وينامون ليلا وتوفر لهم حكومة الخرطوم.. الأمن مسئولية كبيرة على عاتق حكومة د0عبد الرحمن الخضر التي تستضيف في أراضيها الحكومة الاتحادية.. ولأن الخدمات واحدة من أهم استقرار الولاية اجتماعياً وسياسياً.. فان الخدمات رأس الرمح وخط الدفاع الأول لاستقرار ورفاهية انسان الولاية.. وبما أن الصحة أهم وأخطر ملف خدمي.. فحكومة الخرطوم سعت عبر برنامج الولاية إلى توفير الخدمات الصحية.. عبر المرافق الصحية ذات المستويات الثلاثة.. الخدمات الأولية - المراكز الصحية - المستشفيات.. فخارطة الولاية استهدفت أطراف العاصمة المثلثة الخرطوم.. بحري.. أمدرمان.. عبر مستشفيات تقدم الخدمات العلاجية للمرضى. مستصحبة المستشفيات التخصصية بأنواعها.. وإن تركزت هذه المستشفيات في الخرطوم وبحري.. فانها تقدم خدماتها.. وحكومة الولاية منذ أن آلت إليها هذه المستشفيات التي كانت تتبع لوزارة الصحة الاتحادية.. عملت على تطوير هذه المستشفيات.. والحق يقال إن هناك جهداً كبيراً يبذل من وزارة الصحة الولائية.. توسع في العناية المكثفة.. وانتقال مستشفى ابن عوف الغرض منه التوسع والتطوير.. إدخال أجهزة متطورة في عدد من المستشفيات المتخصصة.. توسع في خريطة المراكز الصحية عمل كبير يبذل.. فمهما قيل فهناك عملا كبيراً.. وأظن الخرطوم التي تستقبل الملايين من مواطني الولايات.. لم تقفل أبوابها.. في وجه أهل الولايات.. لهذا فانه مهما أنفقت الخرطوم من مال للصحة.. فانها لن تستطيع أن تفي بكل ماهو مطلوب. لأنها لا تقدم خدماتها لسكان الخرطوم وحدهم.. فالولايات وللأسف تشكوا من وجود مستشفيات تبقى على مواطنيها في داخل ولاياتهم.. تشكوا من الكوادر الطبية المتدربة والمؤهلة.. فلا توطين للعلاج في الولايات.. لهذا كما قلت فمهما صرفت الخرطوم للمستشفيات.. فانها بفعل الضغط عليها لن تستطيع أن تصل إلى أهدافها المرجوة.. ونعود للمرافق الصحية التي تأسست في أطراف الخرطوم.. سنجدها في كل أطراف مدن الخرطوم مستشفيات بمواصفات عالمية.. فكاذب وجاحد وحاقد من يقلل من هذه الإنجازات.. فما تم من إنجازات ليست هي دكتور حميده - وزير الصحة هذا الوزير الذي لا أعرفه ولا يعرفني.. ولم ألتقه يوماً حتى يظن اني أدافع عنه.. فهو مجرد وزير ينفذ برنامج حكومة.. لن يستطيع أن يدخل قلمه في تعطيل أي مشروع صحي.. لذلك فإني أرى الهجوم عليه غير موضوعي. وفي كثير من الأحيان أحس أنه مجرد هجوم (شخصي) .. ولا يخلو من الإنطباعية.. هناك عمل وإنجاز صحيح أنه لا يحقق طموحات إنسان الولاية.. فعندما يكون حديثنا عن الصحة في أطراف الخرطوم.. نسلط الضوء على محلية كرري التي (أرى) إنها لم تأخذ ما تستحق من خدمات صحية.. فمستشفى (البلك) ليس بحجم سكان الثورات القديمة.. ناهيك عن إمتدادات الثورات التي تمددت حتى الجبال.. وكذلك مستشفى الرابعة.. ومن خور شمبات وحتى السروراب فلا مستشفى واحد يكون قبلة للمرضى.. فوجود مستشفى في منطقة الإسكانات أو الثورات 18 أو 17 بالتأكيد سيخفف الضغط على مستشفى أم درمان.. ولا أعتقد أن المستشفيات الخاصة ستحل مشكلة تقديم الخدمات لسكان الثورات والإسكانات.. فجل سكان تلك المناطق من الفقراء ومحدودي الدخل.. فلا مقدرة لهم بالمستشفيات الخاصة.. وحتى المراكز الصحية في هذه المحلية (قليلة).. والموجود منها بعيد عن أماكن السكن.. ولا سيما (الإسكانات) التي تشكوا من نقص حاد في المرافق الصحية.. فهذه الإسكانات تضم ما لا يقل عن نصف مليون شخص .. إضافة للحارات الجديدة.. فخريطة الولاية الصحية لابد لها من تشمل هذه الإسكانات.. لابد من وجود مستشفى يماثل مستشفى أمبدة أو البان جديد.. وأخيراً دعونا أن نمنح ولاية الصحة الولائية برهة من الوقت لإستكمال مشروعاتها الصحية.. وقالوا الأعوج رأى والعديل رأى..!!