أخطر ما كشفته مجزرة أبو كرشولة.. الجريمة البشعة والقذرة.. التي ارتكبتها فلول عرمان والحلو.. ألا وهي جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية.. فالغزاة الذين استباحوا أب كرشولة انتقت رموز قبائل معينة فقتلتهم.. بل قصفت أحياء بعينها.. تسكنها قبائل معينة.. فهذا الإنتقاء وراؤه أهداف بعينها.. فالتتار القتلة.. استهدفوا ضرب النسيج الإجتماعي والروابط الأهلية والقبلية في المنطقة.. قصدوا بذر الفتنة القبلية في المنطقة التي لم يعرف تاريخها الحاضر والماضي النعرات القبلية.. التتار القتلة.. الذين دفع بهم عرمان والحلو لارتكاب هذه الجريمة اللا أخلاقية.. بالموت والقتل والإبادة لعنصر معين صدوا زرع البغضاء» واستثارة الشعور القبلي قصدوا بهذا المخطط الكريه أن يزرعوا الحقد لتنبت شجرة الإنتقام والتشفي ويتجذر الثأر والإنتقام في النفوس قصدوا غرس الحقد في القبائل المعتدى عليها.. فما هو أخطر ليس الموت الذي وقع.. ما هو أخطر التفريق بين سكان البلدة الواحدة.. والمنطقة الواحدة.. ما هو أخطر زرع الفتنة القبلية والشقاق والخلاف وما أخطر تؤاطو أهالي بعض الأحياء في أب كرشولة الذين لم تعتدي عليهم الفلول المارقة.. لأنهم ينتمون الى قبيلة الغزاة التي تمثل الأغلبية في الفلول الغازية وبصورة أدق أرادوا أن يقولوا إنهم جاءوا لتحرير «النوبة».. ومعلوم أن النوبة منهم براء.. فالنوبة أصل وليس جزء وقادة النوبة منهم براء فما فعله الجيش الشعبي في أبناء النوبة مدون في تاريخ الغدر فمن الذي قتل أبو صدر ابن النوبة؟؟ ومن الذي سجن تلفون كوكو؟! فأبناء النوبة كانوا ضحايا الحركة الشعبية وأبناء النوبة الذين حارب «بعضهم» مع الحركة الشعبية حققت بهم الحركة الشعبية مشروع إنفصالها ولفظتهم ولكنها وللأسف لم تقف عند هذا الحد بل دفعت ببعضهم لتستكمل بها مشروعها «مشروع السودان الجديد فعبر الخونة والعملاء عرمان والحلو وعقار تواصل الحركة الشعبية مشروعها الإجرامي القائم على تصفية العنصر العربي وإجتثاث الهوية العربية الإسلامية فالفلول المارقة هدفت الى إبادة جماعية للعنصر العربي فكان هذا الهدف واضحاً وهي تجمع النساء في أبي كرشولا وتصنفهم بل تعتدي على الفتيات بل تغتصب «بعضهن».. يا للوقاحة هل هذه أخلاق السودانيين؟!. فالمخطط كما قلت ضرب النسيج الإجتماعي في كردفان ضرب التواصل الذي جذوره في كردفان.. ضرب التناغم بين المكونات السوادنية في كردافان فالأخطر لم يأتِ بعد - الخطر - توالد الحقد والثأرات والتشفي والبغضاء والكراهية.. فإن لم تتحرك الحكومة والدعاة وأهل الحكومة وأهل الدين لغسل المرارات التي رمى بذرتها عرمان وعقار لتنمو شجرتها في كردفان فإن كردفان «الكبرى» ستغرق في أتون الحرب والنزاعات سيتمزق نسيجها الإجتماعي فالمسؤولية مسؤولية أهل كردفان أولاً ومن ثم الحكومة والأجهزة الأخرى مسؤولية رجال الإدارة الأهلية وأهل العقد والرأي.. في لملمة مجتمع المنطقة بتبصيرهم بالمخطط وتوعيتهم بأن المنطقة جسد واحد وإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.. وأن الجميع أبناء وطن واحد.. وفي ذات الإتجاه تعمل الدولة بأجهزتها لإصلاح ما خلفه الغزاة.. فالخوف من تصدع البناء الإجتماعي فأي شرخ في البناء الإجتماعي سيؤدي بلا شك الى إنهيار الدولة والمجتمع لذا يصبح من المهم جداً تفويت الفرصة على هؤلاء الكلاب بتضميد الجراحات ووحدة الصف وقالوا موت ولد ولا خراب بلد..!.