وزخات المطر تبلل وجه «الزهرة الجديدة» أديس أبابا العاصمة الأثيوبية .. التي تجملت وتزينت إحتفالاً بمرور خمسين عاماً على منظمة الوحدة الأفريقية .. إستقبل فندق «امبسدور» «مؤتمر» اتحاد صحفيي شرق افريقيا «إيجا» متزامناً مع انعقاد مؤتمر «الإتحاد الأفريقي ».. وكان لي شرف المشاركة في هذا المؤتمر الذي يجيء في ظروف بالغة التعقيد، حيث أن الصحافة في منطقتنا الأفريقية تشهد مشكلات جمة.. مكشلات تهدد مستقبل الصحافة تناولتها الاوراق التي ناقشها المؤتمر العام لمنظمة شرق أفريقيا.. مشكلات الحرية الصحفية والتدريب والتأهيل.. والقوانين التي تنظم المهنة وقضايا حقوق الإنسان وقضايا المرأة الصحفية.. فالمؤتمر بحرية وشفافية تامة ناقش أوضاع الحريات في دول شرق أفريقيا أثيوبيا يوغندا تنزانيا كينيا السودان الصومال جيبوتي رواندا بروندي عبر تقارير في غاية الوضوح ووقف المؤتمر عند أريتريا الدولة الغائبة عن المنظومة.. حيث لا نقابة ولا جمعية ولا إتحاد لأريتريا.. وناقش بوضوح وإسهاب أوضاع الصحفيين الأريتريين الذين يقبع بعضهم في السجون.. وتعرض لأوضاع الصحافة في دولة جنوب السودان.. الدولة التي كان من المفترض أن تقدم في هذا المؤتمر أوراق انضمامها لمجموعة شرق أفريقيا لكن حبس رئيس إتحادها حال دون مشاركتها في هذا المؤتمر فالمعلومات التي وصلت الى المؤتمر أن رئيس اتحاد صحفيي جنوب السودان لم يتحصل على جواز سفر صادر من وزارة الداخلية بجنوب السودان إذ أن رئيس الإتحاد مازال يحمل جواز السفر السوداني.. فمهما يكن فإن تيرمومتر الحريات الصحفية في دولة الجنوب مازال يحمل درجات عالية في انتهاك الحرية الصحفية.. وذات الدرجات العالية يسجلها تيرمومتر الحريات في يوغندا وكينيا.. وبروندي.. والصومال.. فالمؤتمر الذي خاطبه مندوب الإتحاد الدولي وشرفه رئيس إتحاد صحفيي السويد وشارك فيه جبرائيل باقلو المدير الإقليمي للإتحاد الدولي من «السنغال» و«ستانس» من الكنغو رئيس إتحاد صحفيي وسط أفريقيا ومستر «زو» مدير معهد الإعلام بجنوب أفريقيا «MISA» و«أوديقا» مدير منظمة «ITUC» لحقوق الانسان من نيجيريا.. تناول مجمل قضايا الحريات لحقوق الإنسان بالقارة وبالأخص قضايا شرق أفريقيا في هذا المؤتمر كان اتحاد الصحفيين فاعلاً بل قائداً وبإجماع بعيداً عن «اللوبيات» والمساومات التي تجري في الدهاليز المظلمة وبإعتراف المؤتمر وشهادة انجاز وتجويد.. إختار المؤتمرون بالإجماع الدكتور محي الدين تيتاوي رئيس إتحاد الصحفيين السودانيين رئيساً لإتحاد صحفيي شرق أفريقيا «إياجا» لدورة ثالثة.. والأستاذ عمر الفاروق «الصومال» سكرتيراً للإتحاد لدورة ثالثة.. و«اليكس» من بروندي نائباً للرئيس ولانتانا أبرهة رئيس إتحاد صحفيي أثيوبيا نائباً ثانياً للرئيس ومستشارين للإتحاد ومفوضية لحقوق الإنسان.. كما أن ممثلاً لوزير الإتصالات الأثيوبية قد خاطب المؤتمر.. فاختيار الدكتور تيتاوي لم يجىء من فراغ.. وإنما جاء نتيجة جهد وقدرة الدكتور.. الذي هو محل إحترام وتقدير الصحفيين الأفارقة.. وقد قال لي مستر «جون» رئيس اتحاد الإعلاميين بيوغندا أن الدكتور تيتاوي هو حكيم الصحفيين الأفارقة.. وأن السودان يظل مركز إشعاع لأفريقيا في كل المجالات ودفعني إلحاحه على الحصول على كتاب «السودان وحركات التحرر الأفريقية» النسخة الإنجليزية.. لمؤلفه الدكتور مصطفى عثمان أن أبذل جهداً للحصول على الكتاب وبحمد الله أهديته الكتاب وأهدى الدكتور تيتاوي ذات الكتاب لمدير المعهد الأفريقي «زمباوي».. والمدير الإقليمي جبريل باقلو «السنغال» نسخة وأهديت الى مدير منظمة «MISA» من «نيجيريا» نسخة من الكتاب.. فعلى هامش المؤتمر توصلت الى أننا في السودان قد أهملنا الجانب الأفريقي.. فهناك غياب سوداني في أفريقيا غياب لمنظمات المجتمع السوداني.. فالأفارقة تنقصهم المعلومات وهناك تشويش وتعتيم تقوم به جهات ضد السودان.. فعلى هامش المؤتمر وحوار خارج نطاق أجندة المؤتمر دار الحديث بيننا وبين مدير منظمة «MISA» حول قضايا حقوق الإنسان بالسودان.. وشخصي والدكتور تيتاوي صححنا له بعض المعلومات الكاذبة والمضللة وأيدنا المستر جبريل باول الذي زار السودان والذي قال له بالحرف الواحد : بعد زيارتي للسودان تأكدت من أن ما يصلنا نحن الأفارقة عن السودان هو كذب وتضليل لذا لابد لك أن تزور السودان.. فمؤتمر صحفيي شرق افريقيا اختياره لدكتور تيتاوي تكريما للسودان ولاتحاده ولصحفيي السودان أجمع وبهذا الإختيار الذي صادف أهله يكون السودان ممثلاً في شخص الدكتور تيتاوي واتحاد الصحفيين السودانيين قد نال كأس «سيكافا» الذي حرمتنا منه الكرة السودانية.. وبإنتهاء دورة «سيكافا» للصحافة تكون الصحافة السودانية قد أحرزت في هذا العام ثلاثة «كاسات» كأس اتحاد الصحافيين العرب وكأس «فيفا» الصحافة «الأفريقية» وهذا لأول مرة في تاريخها الطويل.. وأخيراً للمرة الثالثة كأس «سيكافا».. وبإنتهاء المؤتمر الذي قدّم توصياته وخططه وبرامجه للفترة القادمة رمى المؤتمر الكرة في ملعب السودان وأثيوبيا لاستضافة مكتب «ثاني» لسكرتارية الإتحاد بجانب مكتبه في جيبوتي.. ونأمل أن تكون سكرتارية المنظومة بالخرطوم.. ولكن كما قالوا «العين بصيرة واليد قصيرة».. وأما القمة والتي كانت تظاهرة أفريقية والتي خرجت بمشروعات.. لو وجدت التنفيذ لأخرجت القارة من مشكلاتها التي تتمثل في النزاعات والحروب الأهلية والفقر والجهل والجوع والتخلف.. ومهما يكن فإن إجتماع القمة هو مؤشر الى أن المستقبل لأفريقيا.. وهي بهذه القمة تنطلق نحو آفاق مستقبل زاهر.. ٭ محطة أخيرة السؤال الذي كان يدور بين «السودانيين» في أثيوبيا أين هم «الصحفيون» الذين كانوا ضمن الوفد الحكومي؟؟؟ فحسب معلوماتنا أن «الجماعة» لم يشاهدهم أحد.. في مقر الاتحاد الأفريقي.. أنا شخصياً لم أشاهدهم ولم ألتقيهم لكني إلتقيت وفد التلفزيون والإذاعة والشروق وأظن أن منتوجهم كان واضحاً.. فبضاعتهم كانت «حلا وحمار على السكين».. فالأمر يا «جماعة» يحتاج الى قراءة جيدة لا الى محاسبة..!!. ولنا عودة لأثيوبيا..