عجيب أن يكون هنالك تخطيط استراتيجي جوهري يفيد بنقل الخدمات الطبية دون غيرها من المرافق إلى أطرف العاصمة.. في حين مرافق أخرى مكانها الخلا تتمركز في وسط البلد وتخلق تزاحم في حركة السير .. لقد مررت على أكثر من 40 عاصمة ودولة ولم أجد في وسطها منشآت مثل هذه إطلاقاً لكن من الجائز أن تجد في إي عاصمة كافة المستشفيات الحكومية وبكافة التخصصات. الثابت والمعروف بإن النشاط الطبي مرتبط ارتباط وثيق بالكثافة السكانية في الاتجاه الأخر من القضية نجد تكدس للدوائر الحكومية في وسط الخرطوم فقط لتصنع لنا زحام وتزاحم ثم تأتي توصية الخبراء بتوزيع ونقل الخدمات الصحية إلى الأطراف دون غيرها من الخدمات . ربما اتفق بان تكون هنالك خدمات في الأطراف لكن لا يمنع ذلك من توفر الخدمات في الوسط خاصة الخدمات الطبية .. فإن عامل الزمن ووصول المريض في الوقت المناسب ربما ينقذ حياة غالية لذلك التوزيع للخدمات الصحية ما بين المركز و الوسط مهم جدا مع مراعاة ترحيل قطاعات أخرى لتفريغ وسط العاصمة . كمثال .. لماذا لا يكون مكتب الولاية الرئيسي كمثال في أخر الحاج يوسف مثلا .. على لأقل أن هذا الموقع يتيح لسعادة الوالي تفقد الرعية يوميا في أثناء مروره بكل مناطق الولاية وهو في طريقه الي مكتبه .. أو يكون مكتب سعادة الوزير حميدة في الثورة الحارة 66 ,, وأيضا تتيح له المسافة بان يمر على كل المواقع التابعة للصحة بشكل شبة يومي . كما أن خروج مكاتب الولاية من وسط الخرطوم الى الأطراف سوف يساهم في تنمية وترقية العاصمة ويجعل الولاية تهتم بمشاكل المياه التي أصبحت تأتي على شكل طين (مولاص زبالة) يجري على المواسير ان وجدت .. فتصور معي بان سعادة الوالي يوميا يهاجر الي مكتبه عبر طريق غير جيد والي منطقة من الصعب تجد فيه مياه صالحة للاغتسال ناهيك أن تكون صالحة للشرب .. أكيد سوف تهتم الولاية في هذه الحالة بشدة وبجهد أكثر في تطوير الإطراف .. وبالتالي نكون كسبنا (3 في واحد ) هم: 1- زيارة الوالي والوزراء يوميا لكل أطراف البلد وتفقد الرعية يوميا 2- فكينا زحمة وسط الخرطوم وخلقنا متنفس صحي للبيئة .. 3- خلقنا تنمية متوازنة بين الوسط والأطراف وجعلنا الأطراف أكثر نشاطا تجاريا بسبب توافد المراجعين على الدوائر الحكومية المترامية على الأطراف ,, وبكل تأكيد الطرق( الشوارع ) الى الأطراف سوف تعبد بشكل أفضل وإنارة وشكل حضاري أجمل تحسبا لأي زيارة دولية او محلية من القيادة العليا للبلاد ..