ترتبك وهي تسمع رنين هاتفها،تنظر للرقم الذي يتقافز،وترد بعد أن يكتسي وجهها بشحوب وإصفرار. تجرى بعيدا عن الأعين التي تتابعها ،وتعود لتقول في صوت خجول إنه زوجي ،وتقرأ فشل محاولتها في نظراتهم الحارقة. كل من حولها يلوك سيرتها ،ويتتبع أخبارها ،وعلاقتها الآثمة بآخر ،تطفو على السطح .،عشقها له صار مادة للنقاش. هذه الماجنة تحب شخصا غير الذي ترتدي على أصبع يدها اليسرى معصم إقترانها به ،ويحمل أبناؤها اسمه ،والذي يشقى لأجلها بكل الرضا،ويتواصل النقاش. إنها تعشق رجلا إنتهك كرامة زوجها واستباح عرضه،وأخذ مايستحقه من حب وولاء. هذه الزوجة ترسم شكلا أسوداً للخيانة يشابه خيانة الأوطان،هذا الشكل طفا على المجتمعات ،ولو قلنا إنها ظاهرة سيسرع بعض أصحاب السرائر البريئة ليقولوا لم تصل حد الظاهرة. صار من المعتاد رؤية سيدة مخضبة مع آخر في مكتبه وسيارته تتضاحك معه بحبور شديد ،تذهب معه حيث يريد متوردة الوجه من فرحتها به. والأكثر ذلاً،أننا نبرر خيانتها للرجل الذي إذا صبرت عليه وأطاعته دخلت الجنة ،فنقول إنها تزوجته رغما عن أنفها ،وأنه يكبرها بسنوات كثيرة ،ونقول أنه بخيل وقاسي القلب،ونقول أنه يستحق لأنه لعوب وماجن. ولكن هل هذا مبررا كافيا لإستغفاله، وتدنيس شرفها وعزة نفسه؟! وعلى الشاطئ الآخر ،يتعب لإخفاء حبه لها،يعشقها ويقصر بواجبات منزله لإرضائها بالهدايا وبما تحب،يتمنى لو يستطيع الخروج بها إلى سطح حياته،ولكن حالها كحاله،متزوجة بآخر لا يقرأ تعابير وجهها المفضوحة ،وهو متزوج بمن تحبه وتسعى لرضائه وراحته، ولكن لايحس بهذا وهي متعبة بصدوده عنها. زوجات مرهقات، وأزواج متعبون بالعشق الآثم ،ولسوء حظوظهم يلتقون وجها لوجه، يحملون لافتة الخيانة ،فنصبح لنجد المانشيتات تملأ الدنيا بسيرتهم ،وثمرات زيجاتهم الحلال تنوء بسوء أفعالهن، وتتكرر الحكايات كل يوم بشكل جديد..