مواصلة لحديثنا أمس حول خطاب الرئيس بمجلس الوزراء فى جلسته الطارئة والتي حمل فيها بشريات كبيرة للمواطن، حيث تركزت أهدافه في تحسين معيشة المواطن ورفاهيته وقدم للمجتمع دعوة بتقديم مبادرات ومقترحات مع إتاحة الحوار للكل آمال وطموحات عديدة تقتضيها المرحلة، فالمرحلة تقتضي توسيع الأفق وإيجاد الخطط الفلتة وبرنامج اقتصادي يلبي طموحات المواطن ورفع قدرات المؤسسات الإنتاجية وتأسيس رؤية لمستقبل البلاد الاقتصادي وهنا مربط الفرس. لقد حمل خطاب الرئيس بشريات كبيرة للمواطنين خاصة في مسألة الكهرباء التي قال فيها الرئيس بانها ستخفض كما طالب باستكمال البني التحتية، وهو ما عانت منه المناطق الطرفية كثيراً.. سيدي الرئيس المواطن الآن مل من الشعارات والقرارات التي تصدر ولا تنفس لقد ضاق المواطن ذرعاً بالوضع الاقتصادي وباسم كل الأمهات سيدي الرئيس نناشدك بالنظر في أمر قفة الملاح لقد ترك الرجال الأسرة أنظر إلى الكم الهائل من حالات الطلاق بملفات المحاكم لطلب النفقة لقد أصبح الوضع مزري ثم مزري ثم مزري فهلا نظرت في الأمر سيدي الرئيس.. إن المواطن لا يهمه من ذهب من الوزراء ومن أتى كل الذي يهمه قوت يومه وقوت عياله.. إن حالة الغلاء التي يعيشها السوق الآن أرقت وأرهقت المواطن كثيراً.. فهل خرجت علينا بقرارات تعيد توازن السوق فإذا ما وصل أمر هذا القول الذي يبتلع كل شئ فما تبقى مقدور عليه.. الوضع السياسي السوداني يعيش تجربة من التفاعلات والإنفعالات والتحركات والتحالفات والمواجهات بين الحكومة والقوى السياسية الموالية والمعارضة.. إن وثيقة الوثبة بين المؤتمر الوطني والأحزاب الأخرى ستطوي صفحة راهنة وتفتح صفحة جديدة تقوم على إقناع القوى الوطنية العريقة والحديثة الأخرى بالقبول بالدخول في مناظرة ومناقشة عادلة ومتكافئة معها وتهيئة الأجواء وتوفير المقومات والمتطلبات اللازمة لتحقيق مثل هذه المشاركة في العمل الوطني الشريف والمخلص والهادف للسعي لمصلحة الوطن وتنزيلها إلى أرض الواقع وفقاً لمعايير وقواعد دستورية وقانونية راسخة تؤمن للاتفاق. إن تيار الأحزاب التقليدية مازال طرفاً مؤثراً على جملة الواقع السياسي في ميدان الأزمة السودانية لأن الواقع السياسي لم يفرض تيارات جديدة لسحب البساط من التيارات التقليدية لذلك لابد من وجوه جديدة على المسرح السياسي تعتلي المشهد وتفرض وجودها من خلال استيعابها لقضايا الوطن والمواطن. إن بروز الحركات المسلحة بدارفور يمثل إفراز طبيعي لخواء الأحزاب التي تمثل قضايا العامش كما تدعي خطاب الرئيس فتح الأبواب مشرعة أمام الأحزاب والمواطن -على حدا سواء- ليتفاعلوا مع المرتكزات الأساسية والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تتحول الحركات المسلحة إلى أحزاب تمارس العمل السياسي بكل شفافية وتدخل في المنافسة في الانتخابات مثلها مثل اي حزب الإسراع في عملية الحوار إحدى متطلبات المرحلة.. فالصراعات داخل الأحزاب والإنقسامات ستؤثر سلباً على فرص الحوار الوطني السوداني لذلك يجب على هذه الأحزاب أن تتوحد في برنامج يراعي القضايا الوطنية.. قد آن الأوان الآن للدخول في حوار داخلي وعملية اصلاح حقيقية سعياً لتحقيق المصالح الوطنية والمطلوب الآن التسريع في حسم موضوعات الحوار الوطني مع الأحزاب لأنه يسير بطريقة سلحفائية فلا شك أن الحوار السياسي سيكون له ما بعده فهو فضفاض حول الإصلاحات المرتقبة والتي هي مقياس للجميع ولم تستثن أحد. إن القضية الكبرى التي يواجهها السودان الآن هي الخروج من نفق الأزمات، فالوطن يسع الجميع وإن أمره يهم الجميع ومن هنا يشارك الجميع دون إستثناء لمصلحة الوطن.