المجتمع السوداني جبل على حب الخير ومساعدة الاخرين في كل مناحي الحياة في السراء والضراء ، فالواجب الاجتماعي مقدم على كل الواجبات في بعض الاحيان حتى على المستوى الشخصي ، فالنفير والنصرة والضرا والاقدام عند الشدائد يعتبر من اهم مميزات هذا الشعب الذي يراع الجيرة والعشرة ويلبى احتياجات الاخرين دونما من او اذى لعمري فانها صفة متلازمة لنا وقد شهد لنا العالم بها ، وكم كنا وما زلنا سفراء ودبلوماسين لأوطاننا في المهجر في السلوك القويم والحرص والحفاظ على ما في رقابنا . الشهامة والمقدرة عند الشدائد والمبادرة وايجاد الحلول للعديد من المصائب والمشكلات التي تعتلي اولى درجات سلم تلك العلاقات ، نحافظ عليها ونرعاها ونؤسس لها وما نملك من مقدرات وتجارب تجعلنا في الصفوف الاولى لنجدة من نادانا حتى وان كانت هنالك صعوبات نتجاوزها ونسعى لحلها . ومن يرعي اهله وعشيرته وجيرانه ويضحي في سبيل ذلك يكون قد امتلك من الخصائص الانسانية النادرة في حب الاخرين والعمل على مساعدتهم متى ما طلب منه ذلك ومن يقدم من طعام او كساء ، نصيحة اوهداية ومن يكون قدوة ومثالا لغيره يضحي ويبذل المستحيل في سبيل اسعاد المحاتجين فهو ابن البلد والحي والفريق والقرية ومن يعطي دون ان يعرف غيره ، ومن ينادي بالفضيلة سلوكا وواجبا ويسعى بين الناس بالمحبة والصدق فهو قشاش دموع الغلابة والمحرومين والذين يتعففون عند الحاجة فهو الحارس الامين لاعراض غيره ، فتلك هي صفات وافعال وممارسات من اتكوى يوما بالجوع والعطش والحرمان من التعليم وحنان الابوبين والاهل والعشرة فان رسالته في الحياة تكون مساعدة من يحتاجون اليه لانه اكتوى بتلك المآسي والمحن دون ان يكون له سبب فيها . ومن تحمل مسئولية غيره ويباشر تلك المهام دون ان يفش اسرار من احتاج اليه في اعانة مادية او نصيحة او اى مساعدة فانه يصبح بذلك مكان ثقة وتقدير لمن قدم له المساعدة ، فالمجتمع السوداني وبالرغم من المتغيرات التي سادت من جراء الغلاء الطاحن وتبدل العديد من العادات والسلوك في الممارسات فما زال يحمل بين طياته الخير والتوافق والتأزر و تلك محمدة ورسالة يؤديها البعض دون انتظار النتائج المتوقعة ، فالناظر لتلك المتغيرات اليومية يحس بان هنالك فئات قد جار عليها الزمان واصبح العديد منها تحت رحمة القدر نجوع ونعطش ولكننا عند الشدة والبأس والغوث نبادر ولو بالقليل لغيرنا لسد تلك الفجوة والقليل يمكن ان يكفي ، والعديد من المبادرات الفردية والجماعية تصبح عنواين ومشاريع يمكن استغلالها في اسعاد الاخرين والذين يملكون يكون لهم القدح المعلى اذ احسنوا التصرف واحسوا بالالام من حولهم وتلعب الدولة ومؤسساتها ادوارا كبيرة في صياغة المجتمع وتوجيهه الي الوضع الاحسن اذا وظفت ما تملك من امكانيات وقدرات لتحقيق مجتمع التأزر والعدالة الاجتماعية فهي رسالة يساهم بها من استطاع لذلك بما يملك ولو بالقليل، دعونا نلتمس اوجاع غيرنا دونما تعالي او ايذاء وان نشجع على المشاركة الجماعية في حللة ما استعصى من امور بما نمتلك من مقدرات ومبادرات تسعي وتؤطر لممارسات تعود على الجميع بالعافية ، وصدق من قال قشاش الدموع وعشا البياتات وفارس الحوبة وحامي الديار ونصير المساكين والغلابة موجود في رحم هذا الشعب السوداني الذي ما زال يعطي .. ويعطي .. ويعطي . الي ان نلتقي .. ويبقى الود بيننا [email protected]