كل الشعوب على وجه البسيطة لها ما يميزها من سلوك وعادات وتقاليد وممارسات شتى وتختلف من بيئة لأخري ومن حال الى حال ، لذلك نجدها – اى الشعوب – تحاول بقدر الإمكان الإحتفاظ بتلك النشاطات التي تعرف فيما بعد بالتراث والارث الاجتماعي ولعل الفوارق قد تكون واضحة بين في تلك الممارسات .. الشعب السوداني له من الخصائص والصفات والممارسات ايضا بالمميزة عن الأخيرين وتكون تلك الصور العناوين واضحة في مجمل كل النشاطات اليومية والحياتية التي تؤديها والتي تغلب عليها دائما الطبيعة الخلاقة وتحمل في جوفها من صفات بيئية تنعكس على السلوك وبالتالي تؤثر في حركته ومعاملته مع الأخرين وحتى أن إبتعد عن موطنه يكون سفيراً يحمل كل جينات الصدق في الممارسة والامانة في التعامل والسلوك القويم في تناول الواجبات وتعاطيها بكل مصادقية لعل ذلك ناتج عن التربية العفوية التي نشأ عليها . في شهر رمضان الكريم وكل المناسبات نجده يبادر بزيادة عمل الخير والتعاطف والتأزر في العديد من الموافق ، ورمضان يعني في السودان الالتزام القاطع والذي لا انفراط في القيم الدينية الاصلية التي تشبع بها ، موائد الإفطارات التي نراها في الأحياء الشعبية في الارياف والمدن – وان قلت نوعا ما – إلا أنها تظل سلوكاً عاماً وتظهر للزائر عند كل طريق والعديد من الشخصيات التي ارتبطت بممارسة هذا السلوك الرمضاني في تقديم الواجبات والمشروبات على الطرقات واغلاقها عندما يحين موعد الإفطار حيث تتزاحم العديد من القري التي على الطريق لايقاف العربات والسيارة لتناول وجبة الإفطار ، والناظر لهذا السلوك يجده في المدن قد أخذ شكلا أخر فالشباب يقومون بتوزيع الماء والتمر والبليلة على إشارات المرور ويجبرون العابرين على التوقف لتحليل الصيام وقس على ذلك العديد من النشاطات الأخري التي يتصف بها المواطن السوداني في الحضر والقري وعلى ذكر هذا السلوك الحميد ، سارت ايضا العديد من المنظمات والشركات والهيئات و الجماعات التي تحمل الافطارات على الطرقات وتنادي على كل العابرين وفي داخليات السكن للطلاب والطالبات والأحياء الفقيرة التي تكتظ بالمواطنين وايضا الميادين العامة والأسواق وأماكن التجمعات وما لفت نظري وانتباهي واعجابي الشديد أن أحد الشركات زينت مجموعة العربات التي تخصها بألوان زاهية وتحمل شعاراتها التي تعرضها بالوان زاهية وبديعة واطباق الإفطار توزع على رجال المرور في الإشارات المختلفة واماكن تواجد المواطنين في المواصلات كل هذه النشاطات لم تأت من فراغ او مصادفة وإنما هي من جذور راسخة ورصيد قديم في أعماق هذا الشعب الكريم بالرغم من الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي ضربت كل مناحي الحياة اخفت العديد من الطبقات وصاحبتها ايضا العديد من المتغيرات مع خارطة المجتمع السوداني بتداعيات لم تكن مألوفة ولكن مازال التعاون والتأزر والتكامل ديدن هذا الشعب الأبي الكريم المضياف وتظل هاماتنا مرفوعة وضراعنا خضراء نمد يد العون نسد الفرقات في الأوقات الحرجة و الأزمان العصية . وهذا هو الشعب الأصيل وديل أهلي . الي ان نلتقي .. ويبقى الود بيننا [email protected]