يكثر الحديث حول ادارة الازمات ومحاولة التحوط لها قبل حدوثها وفي كثير من الاحيان يكون التخطيط السليم والمدروس طوق نجاة قبل الطوفان والغرق وتصبح اجتهادات الاقدمين حقائق تسعف الواقع اذ تم التأمل فيها بعيون فاحصة ، ليس بعد الحدث تبرير ، فالعاقل من ان استفاد من مورثاته ووظفها بعد ادخال التعديلات عليها ليكون ذلك الداهم مقدور عليه . والتخطيط السليم لاى منشط ، في الزراعة ، الصناعة، التعليم ،العمل ، البيت، الافراد والجماعات والمؤسسات ..الخ ، يقود دوما لطرق الامان وحتى ان حدثت بعض الهنات حيث يمكن التغلب عليها اذ ان المخاطر تصبح اقل ويستفاد منها في منشط ناجح قادم ، وفي التراث والحكم واقوال اجدادنا مدارس ومشاريع حياتية وانسانية تعني باخذ الحذر وايجاد الاسباب الدافعة لتلك الطوارئ مهما عظمت النتائج والخسائر ، فمن يختزن قوته ليوم غدا ومن يستذكر دروسه ومن يوظف امكانياته وقوته وعزيمته ويهتدي بتجارب الاخرين ومن يزرع حتما سوف ينجي ثمار عرقه فانه لن يحتاج الي احد ولن يسأل الاخرين اعطوه او منعوه ، اذلوه او اهانوه ، لانه اصبح يمتلك مقومات قراره وسيادة حصده وكده وتعبه فلن ينقاد ولن تملى عليه القرارات فهو صاحب الحق في اتخاذ قراره وتحديد مصيره ومستقبل اجياله القادمات ، وقد اتعظ بغيره ودرس جيدا ما اصاب غيره من هول ومصائب ، حلل وشرح واستخلص النتائج حتما ستكون في وضع لا يحتاج فيه الي معونة احد فهو يملك الارض الواسعة والماء الوفير والخبرة واستغلال تلك المواراد في تحسين حاله واحواله والقرش الابيض لليوم الاسود ومن يدبر شئونه ويخطط بمنهجية وفقا لامكانياته المتواضعة سيكون نصيبه ايضا الفلاح والنجاح والقدرة على ادارة شئونه دون ان يذل نفسه و ارضه وعرضه ويبيع ذلك بثمن قليل في سبيل ان يأخذ من غيره لقمة عيشه ، البداري اى من يتحوط ولا يبذر ولا يغالي في ادارة شئونه وحتى ان امتلك الكثير بالحكمة والقناعة والتواضع بالعلم بان تلك النعمة قد تزول اذ لم يتم المحافظة عليها وتوظيفها في احسن صورة واستغلالها بما هو اجدى وانفع والكثير الذين لا ينظرون لسواد الايام القادمات وتقلباتها حتما سوف يبارون ويسألون الناس وتلك مصيبة كبرى ، المحافظة على الثروات المختلفة ، والقيم والسلوك الحميد والتحوط ما أمكن ليوم قادم والاستعداد لدرء الكوارث والازمات والمفاجاءت في متناول اليد اذا احسنا واذا وظفنا ما نملك من خبرات وموارد لن يصيبنا الجوع والعطش والحاجة للاخرين ونكون دوما حراس علي ما نملك وما نوفر وفي وسعنا مساعدة الجيران والمحتاجين ولنا تجارب في ذلك ويشهد الجوار علينا ويضع لنا الاحترام والتقدير الذي نحن اهل له منذ عشرات السنين ، والدعوة للمحافظة على الموارد البشرية والمالية والثروات بمختلف انواعها ، الدعوة للتطوير والتجديد والتحوطات الواجبة والعمل على المحافطة وبأسس لا تقبل التراجع فالمسئولية تحتم على الجميع الاخذ بنواصي النجاح والعلاج الناجع لكل ما هو متوقع من كوارث وازمات والاستفادة من تجارب من سبقونا في مواقع متعددة وحتما من يواري ما يملك بحكمة لليوم الاسود فلن يباري ويسأل الاخرين وتلك هي حكمة وتلك المقولة التي لا تقبل التراجع والاسترخاء ما ندخره لغد سيكون مرجعا لمن يأتوا من بعدنا . الي ان نلتقي .. ويبقى الود بيننا [email protected]