أجيد دوماً البحث عن أى إصدارات قديمة على المكتبات أو معروضة على الارض فى العديد من المحلات وهذه العادة لها معى علاقة وطيدة منذ سنين خلت أجاهد كثيراً فى البحث عن إصدارة قديمة وقد أجدها أو أعانى أيضاً فى البحث عنها عبر الفراشات التى تشكل مكتبات شعبية خانها الزمان وباعتها الظروف الاقتصادية فأصبحت خالية إلا من الكتب الدراسية لمراحل تعليمية مختلفة ،أثناء تجوالى أحاول بقدر الإمكان التركيز على المطبوعات الادبية والثقافية لكتاب ذهبوا بعيداً بعد أن أخذوا زهور حياتهم ورحلو عنا ، فجيل اليوم علاقته بالثقافة الورقية تكاد تكون معدومة ولكن لهم نشاط مستمر عبرالتواصل والمواقع الاجتماعية المتعدده سألت أحد الباعة عن كتاب كنت أبحث عنه فقال لى هذا كتاب جميل ومفيد ولكن سعره غالى جداً !! وأجبته بكل عفويه متوسماً فى أن يخفض من قيمته وكان رده ليه بقى التخفيض على سعر الكتاب !! ما الدنيا مولعة نار طوالى ولا أنتو ما جايبين خبر ،لزمت الصمت دون مفاصلة ورحت لحال سبيلى للبحث عن نفس الكتاب فى مكان أخر ودخلت على أحدى المكتبات وكانت فرحتي أكبر ولكننى إصطدمت بالدباجة المعلقة عليه إذ أن السعر أكثر بكثير من ذلك المفروش على الأرض ،سألت أمين المكتبة فقال لىّ الضرائب ،الزكاه ،الإيجارات ، أجور العاملين ...الخ وتركته ايضاًوذهبت لحالى بحثاً عن دار أخرى بعد أن تخليت عن فكرة المفاصلة تلك !! وقبضت الريح وعدت من حيث أتيت وكررت نفس التجوال بعد إسبوع والكتاب مفروش على وضعه لم يمسه أحد وسألت أيضاً عن السعر فقال ذلك البائع أن سعره كذا !! وفى ظرف إسبوع واحد فقط تضاعف السعر مرتين لماذا ؟ وذهبت أيضاً لتلك المكتبة المشهوره فلم أجد الكتاب فى مكانه وعند السؤال عنه كانت الإجابة بأنه توجد كميات جديدة منه ولكن لم نضع عليها حتى الان السعر الجديد لأن الرسالة الجديدة من الكتاب تضاعفت خدماتها أيضاً !! الحكاية شنو ؟ وبدأت التفكير الجاد بإلغاء فكرة شراء ذلك الكتاب وكانت الصدفة وحدها هى المنقذ حيث سألت أحد الإخوه إن كان لديه هذا الكتاب فأجابنى بوجوده لديه موافقاً على إستعارته لىّ لمدة إسبوعين وعندما سالته أين وجدته وكم سعره فكان رده مبالغ فيه إذ أن المكان الذى إشترى منه الكتاب نفس المكان الذى كنت أذهب إليه وأن السعر مضاعف مرات !!بالله ما نقرأ يا جماعة !! الحكاية شنو أى شئ طالع مافى نزول اصلاً !! وعندما أدركت لماذا تفكر بعض المكتبات العريقات فى الخروج من سوق الثقافة والإتجاه لاى شغله أخرى إن شاء الله يبيع ليمون أو تعديل المسمى من مكتبة ثقافية الى مطعم ثقافى أو سياحى ... الخ .مثلما نأكل ونشرب ونتعالج ونلبس وهى من ضروريات الحياة فإن الإطلاع والقراءة والاستمتاع بإقتناء الكتب والمجلات أيضاً إشباع للعقول والنفوس وقد يخالفنى الرأى البعض بأن المواقع الإلكترونية المتعدده قد وفرت الكثير من العناوين والإصدارات لشتى الكتاب والمؤلفين لعلوم كثيره ولكن تظل القراءة الورقية وتصفح موضوعاتها ومتابعتها أيضاً واحده من أدوات التواصل التى لايمل من إعتاد عليها والكتاب خير جليس مهما تطورت التكنولوجيا وساهمت فى إيجاد بدائل فلن تكون بديله عن الكتاب الورقى ، ودعونا نسأل عن دور الدولة فى مجال الثقافة ومساهماتها فيه وكذلك منظمات المجتمع المدنى والحادبين على التثقيف ونظرة بإمعان يمكن أن نجد الحلول لهذه الكارثة . الى أن نلتقى ..ويبقى الود بيننا [email protected]