سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يا سيادة البشير.. أوعك تفهم الشعب السوداني، غلط..!: نعم هجليج تحررت .. وضروري أن نتحرر من «دولة الحزب»
أيها الرئيس .. إنقل السودان بعيداً عن العسكرة والاحتكار
المسيرات والمظاهرات التي انتظمت السودان، بهذا الشكل الخرافي، ووفق هذه اللوحة الوطنية الرائعة.. ما حدثت إلا في محطات مهمة ومحكات كبيرة: - يوم إعلان الاستقلال والجلاء .. حينما رفع زعيمنا الخالد الأزهري بمعية مفكرنا المحجوب .. وبرعاية مولانا علي الميرغني وإمامنا عبدالرحمن المهدي .. رفعوا علم الاستقلال. ثم كان شعبنا المعلم فيضاناً بشرياً في الربيع العربي المبكر ضد نظام العسكر الأول .. فكانت أكتوبر 1964م. وكانت أمتنا المدربة طوفاناً .. ضد نظام العسكر الثاني، فكانت رجب الخير عام 1985م. وها هو الشعب .. هو هو.. يخرج عن بكرة أبيه في مظاهرات تلقائية وعفوية، في كل مدن السودان، معبراً عن غبطته بتحرير هجليج من دنس المعتدين، وأزيال المستعمرين، وأذناب العنصريين. وما عندنا شيئ اسمه «طابور خامس» .. فقد شهدنا تلاحماً فريداً .. وتطابقاً تاماً في إدانة الاحتلال .. وفي الزود عن تراب الوطن. والصادق المهدي ما «مشحود» على موقفه الوطني النبيل. وحسن الترابي تجاوز حزبيته الضيقة .. وانحاز إلى وطنه في استنكار العدوان الغاشم على أرض عزيزة، من سوداننا الحبيب. وكل قوى السودان السياسية، تحلت باقصى درجات المسؤولية الوطنية .. وعلى رأسها الحزب العريق العتيق، أي أب اليسار في العالم الثالث .. وأحد أهم أضلاع مناهضة الاستعمار، تحت مسمى «الجبهة المعادية للاستعمار». إنه حزب أبطال الاشتراكية، الشهداء، عبدالخالق محجوب، والشفيع أحمد الشيخ، وجوزيف قرنق .. والراحل الكبير محمد إبراهيم نقد. سيدي البشير .. أمامك فرصة «مانديلا»، والتاريخ قد وضعك في أن تكون حاكماً على السودان .. في مرحلة حرجة، تحتاج فيها إلى أن يلتف حولك كل السودانيين. فلا تُضِعْها بأن ترتد إلى حزب المؤتمر الوطني .. فهو حزب من الأحزاب، وليس كل الأحزاب .. وهو جماعة من المسلمين، وليس كل جماعة المسلمين. فالعدل، كل العدل في أن يصبح هذا الحزب طرفاً وليس وصياً .. منافساً وليس محتكراً. أخي الأكبر عمر البشير .. أرجوك ألا تفهم خروج الشعب السوداني إلى الشوارع غلط .. بدليل أن شعبنا المعلم لم يتجه صوب دار المؤتمر الوطني بالخرطوم .. ولم يتحرك تجاه دار حزب الأمة بأم درمان، ولم يقف أمام دار الحزب الشيوعي بالخرطوم «2»، ولم يذهب إلى مسجد السيد علي ببحري. بل ذهب السودانيون إلى أصحاب القتال بالأصالة .. حيث عرين الأسد ومصانع الرجال. أمام القيادة العامة للقوات المسلحة، ووحداتها بالعاصمة والولايات. سيدي الرئيس، إخلع البزة العسكرية، وتخلى عن الرداء الحزبي، فقد ضاق عليك .. وقُد بنفسك المرحلة القادمة، بعد أن تترأس اجتماعاً قومياً .. عن يمينك المؤتمر الوطني، وحزب الأمة والاتحاديين والشعبي، وعن يسارك الاشتراكيون، بمختلف مدارسهم .. بجانب كل قوى المجتمع السوداني. هذا هو طريق مانديلا .. فالسودان أحوج ما يكون إلى أعمال «الحقيقة والمصالحة». رئيس التحرير [email protected] 0912364904