أيام معدودات وتطل علينا الدورة الجديدة لمدارس ولاية الخرطوم التي أعلن السيد وزير التعليم جاهزيتها لإنطلاق العام الدراسي في الرابع والعشرين من شهر يونيو الجاري، مؤكداً بأن الجمعة الوحيدة المخول لها تحديد موعد إنطلاق العام الدراسي هي وزارته ونفى وجود أي معوقات تواجه انطلاق العام الدراسي الجديد ذاكراً أن جميع احتياجات المدارس من كتب قد تم تحديدها بناء على معلومات واحصاءات ميدانية دقيقة ومن جهة أخرى يذكر أن نقابة عمال التعليم بالخرطوم قد حذرت من نجاح العام الدراسي الجديد بسبب وجود نقص حاد في الكتب والإجلاس والفصول ودعت الى تأجيل ذلك الزمن المحدد لإفتتاح المدارس ومن جانبنا وبتقديرنا واحترامنا لكل ما جاء في قرار السيد الوزير ورأي نقابة عمال التعليم نرى أن ذلك لا يمنعنا من الإدلاء برأينا حول كل ما ذكر من جانب الطرفين وذلك أيضاً أن الحقيقة الماثلة أنه وحتى الآن لم نرَ أي مما يدل على إستعدادات أشير الى أنها قد تمت تجاه فاعلية تأهيل المدارس لإستقبال العام الدراسي الجديد لا في تحديد كميات الكتب المطلوبة ولا في التجليس والصيانات اللازمة لها ولا في جاهزية المعلمين المدربين، بل قد ذكرت النقابة على حد قولها إن هنالك إعفاءات قد نفذت تجاه بعض كوادر التعليم الشىء الذي نفاه السيد الوزير في ذات الوقت، مؤكداً من أنه أو على الأصح من حقه أن يمارس سلطاته وصلاحياته استناداً على المادة «35» من دستور الولاية وأن كل الترتيبات التي تمت كانت بالتشاور بينه وبين مدير عام الوزارة ما علينا فإن هذا فقط يخصه ونقابة عمال التعليم، أما الذي يهمنا ويهم جميع الناس من أولياء أمور وطلاب وتلاميذ هو إصحاح جاهزية المدارس لإستقبال العام الدراسي الجديد وإن صح قول النقابة من عدم تلك الجاهزية يصبح ما علينا إلا أن نقول «يا دنيا التعليم عليك السلام» وأكيد أننا إذا ما رجعنا لتجارب العام الدراسي الماضي وما سبقه فإننا سنركن الى رأي النقابة ذلك لأن تلك الأعوام وبالرغم من ما أفعلن حينها من إستعدادات لها إلا أنها جميعاً كانت قد اصطدمت بالفشل في جميع لوازمها من كتب وإجلاس وعدم صيانة الشىء الذي جعل التلاميذ عند الوصول اليها وجدوها خربة خاوية من أي مستلزمات واجبة لها الشىء الذي تسبب في إظهار غضب التلاميذ والطلاب وأولياء أمورهم وادى الى شيء من التظاهر الذي أوجب تدخل الشرطة، كما حدث في منطقة جبرة والصحافات وامتداد الدرجة الثالثة والعديد مما هو مؤلم ومؤسف يجب تلافيه، أما من جانب الكتب والإجلاس فقد شاهدنا في تلك الأعوام واحد ومثلهم إن لم يكن أكثر يجلسون على طاولة واحدة والفصول يحمل الفصل فوق التسعين تلميذاً يضيق بهم وهم يعانون من الحر والعطش والظلام الدامس بسبب عدم المراوح واغلاق الأبواب والنوافذ التي توصل اليهم النسيم الطبيعي وكل هذا وذاك يعد معجزاً لهم عن متابعة ما يقدم لهم من دروس يجب عليهم حفظها أما المعلمين والمعلمات فحدث عنهم ولا حرج لهم غالبيتهم من الكوادر غير المؤهلة والغائبة بسبب ضعف الأجور أو الطلاب مؤدي الخدمة الوطنية الذين تمتلىء بهم المدارس وهم لا علم لهم بشؤون التعليم فيكون الضحايا هم الطلاب والتلاميذ هذا بالإضافة لفرض رسوم مباشرة وغير مباشرة عليهم والتي تستمر ممارسة المطالبة بها وبعد الدفع الطرد او الضرب برغم التصريحات التي تتواصل من إدارات التعليم القائلة بعدم ممارسة كل ذلك الذي باقياً وماثلاً للعيان، إننا إذ نذكر ذلك بكل هذا الذي حدث في الأعوام الدراسية السابقة وبالرجوع الى ما أشير عنه للعام القادم فهدفنا العمل على تلافيه بقدر الإمكان من أجل الوصول الى طريق دراسي متعافي من كل الجوانب المخلة به والعمل على توفير كل الوسائل التي تؤدي لإنجاح العام الدراسي المطل على الأبواب والذي يجب الإستعداد الكامل لإستقباله واكتمال جميع مستحقاته ومتطلباته مما ذكرنا وما عانته من انعدامها في ما مضى وأن لا يتكرر ذلك في العام القادم للمدارس.