سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
د. عبد الله سليمان العوض... ذكريات ومواقف «4» اتحاد العمال كسر الحصار الحكومي وسبق الجميع في تبني دعوة الحوار
الهيئة الشعبية حذرت مبكراً من مخطط التقسيم ولم تستبن النصح إلا ضحى الغد
جمال عنقرة ندوة قاعة الشارقة حول آفاق الحوار الوطني والسلام في السودان اتفقنا على فكرتها في الأسكندرية مع الدكتور عبد الله سليمان العوض وأقترحنا أن يبتدر الحديث فيها الأخ محمد الأمين خليفة؛ رئيس المجلس الأعلى للسلام في ذاك الوقت، وأن تكون مظلتها هي صحيفة أخبار اليوم، ورغم أننا لم نسأل الأخوين محمد الأمين خليفة وأحمد البلال الطيب عن رأيهما في الموضوع، لكنني كنت واثقاً من موافقتهما ، محمد الأمين مسألتي السلام والحوار بالنسبة له ثوابت أساسية قبل أن تكون مهمة وظيفية، أما أحمد البلال فإنه مهموم بقضايا الحوار، ويجتهد في ذلك بصحيفته وبنفسه وبكل ما يؤتى من وسائل إعلامية، ومن الذين كان لهم دور كبير في ترتيب هذه الندوة الأخ الأُستاذ حسن عوض أحمد المحامي الذي كنا ندير كثير من شؤون الندوة من مكتبه، والأخوان عثمان عمر الشريف وعادل سيد أحمد والراحلة المقيمة الأُستاذة ليلى المغربي والشاعر محمد يوسف موسى واللواء عبد الحي محجوب. فكرة الهيئة الشعبية للحوار الوطني والسلام والتي اقترحها الدكتور عبد الله سليمان في الندوة ووافق عليها جميع الحاضرين لم تجد استحساناً عند أغلب الحاكمين، لا سيما الذين كانوا يعتقدون أن المعارضة يمكن استئصالها من السودان تماماً وكسر شوكتها إلى الأبد، فظلوا يعملون على إعاقة تطوير الفكرة، وأول شيء عملوه أن قطعوا بيننا وبين صحيفة أخبار اليوم، فعقدنا اجتماعنا التأسيسي في المجلس الأعلى للسلام، وفي ذات الاجتماع قررنا الخروج من ذاك المبنى؛ حتى لا تأخذ الهيئة شكلاً حكومياً، ففتح لنا الأخ عز الدين السيد مكاتب اتحاد أصحاب العمل التي كانت وقتها في بداية شارع المطار جوار منزل الشيخ مصطفى الأمين، فانتقلنا إلى هنالك، وكان الأخ الياس الأمين يرتب لنا كل ما نحتاجه لإقامة الإجتماعات والمناشط، ولما كنا في حاجة إلى مكان أرحب وأقوى اقترحت دار الاتحاد العام لنقابات عمال السودان وهو كيان قوي بتاريخه وبقيادته وقواعده أيضاً، ولي شخصياً معه تاريخ مشرف منذ أن كنت أُشرف على إصدار صحيفتهم الأسبوعية «صوت العمال» في ثمانينات القرن الماضي فاتصلت بقيادة الاتحاد، الرئيس تاج السر عابدون والأمين العام البروفيسور إبراهيم غندور والأخوان أحمد أبو الريش وحسن محمد علي، وعبد اللطيف الأحمر، وهاشم أحمد البشير وكلهم تربطني بهم صِلاة وثيقة فرحبوا بذلك ترحيباً كبيراً، فانتقلنا بالهيئة إلى دار الاتحاد وصرنا نعقد اجتماعاً أسبوعياً، وتوسعت عضوية الهيئة، وصار لها صيتاً عالياً وفي هذه الحلقة والحلقات التالية ننشر بعض الوثائق المهمة لهذه الهيئة والتي كان قد سألني عنها الأخ غندور ووجدتها عند الأخ محجوب عروة، وهي أربع وثائق: الأولى أجندة أحد اجتماعات الهيئة، والثانية البيان الإفتتاحي للهيئة، والثالثة مفهوم الهيئة للوفاق الوطني وكيفية تحقيقه، والرابعة مبادرة الهيئة للحوار الوطني والوفاق. ======= اجتماع الهيئة الشعبية السودانية للحوار الوطني والسلم الحضور: 1 تاج السر عابدون 2 عثمان عمر علي الشريف 3 محجوب محمد الحسن عروة 4 عباس الخضر 5 جمال عنقرة 6 حسن عوض أحمد 7 محمد يوسف موسى 8 د. مالك حسين حامد 9 القمص فيلوثاوس فرج 01 أحمد محمد أحمد أبو الريش 11 عبد الله محمد بدري «21» طارق عمر بريقع «31» إشراقة سيد محمود «41» آمنة الأمين الهادي. ترأس الاجتماع السيد/ السر عابدون نائب الرئيس استهل الاجتماع الأستاذ/ جمال عنقرة المنسق العام محدداً أجندة الاجتماع في الآتي: 1 تقييم عمل الهيئة خلال المرحلة السابقة. 2 تفعيل عمل الأمانات. 3 أي مواضيع أُخرى يطرحها الاجتماع. وواصل الأستاذ جمال عنقرة حديثه موضحاً أن الاجتماع الأخير رغم العددية الممتازة التي حضرته إلا أنه كان مخيباً للآمال؛ حيث لم تستفد الهيئة في كسب عضوية الحضور وتوزيعهم على الأمانات، كما أن الانطباع العام لم يكن مرضياً؛ لأن رؤية الهيئة وأهدافها وهيكلها لم يطرح على الاجتماع ثم تحدث حسن عوض أحمد أمين التنظيم والشؤون القانونية موضحاً أن هنالك خطوات عديدة قد أنجزت اكتسبت بموجبها الهيئة شرعيتها في مواصلة مسيرتها لتحقيق أهدافها، فلقد أُحيطت رئاسة الجمهورية علماً بأهداف الهيئة وباركتها، كما بارك مسيرتها السيد رئيس المجلس الوطني ولم يبق للهيئة إلا الانطلاقة نحو تحقيق أهدافها وتفعيل أماناتها وإقامة الندوات والسمنارات لاكتساب مزيد من العضوية الفاعلة في مجالات الحوار الوطني والسلام حتى نتمكن من تكوين قوة ضاغطة على الحكومة والمعارضة على السواء، ولكي تصل الهيئة لهذه القوة الضاغطة الفاعلة لابد من تفعيل عمل الأمانات لكي يتم تفعيل الأمانات لابد من وضع برنامج عملي محدد الزمن تقوم بتنفيذه الأمانة المعينة بعد إجازته بواسطة الهيئة، ولابد من الاستفادة من مقترح الأستاذ محجوب عروة بأن يكون احتفال الهيئة بعيد الإستقلال القادم متفرداً ومتميزاً، يعكس بجلاء رؤية الهيئة وأهدافها مما يتيح لها التأييد والانتشار، ومن الضرورة بمكان الإلتقاء بالتنظيمات العمالية والطلابية والمزارعين لدعم الهيئة والوقوف بجانبها لإنجاز برنامج الحوار الوطني ونشر ثقافة السلام ونبذ العنف، كما لابد من دعم مبادرة السيد زين العابدين الهندي؛ حتى يتم الاعتراف بها كمبادرة سودانية أصيلة تحمل في طياتها الحل للإشكال السياسي الذي يواجه البلاد. تحدث بعد ذلك السيد عبد الله بدري موضحاً ضرورة توحيد وجدان أعضاء الهيئة؛ ليكون الهمّ الشاغل لهم جميعاً إنجاز رؤية أعضاء الهيئة المجازة بواسطة الهيئة، كما أمّن على ضرورة التخلي عن التحزب والانطباعات الشخصية، والتقيد بأهداف الهيئة ورؤيتها في إنجاز الحوار الوطني كهدف إستراتيجي لتحقيق الوحدة الوطنية في إطار السودان الوحد الموحد. كما أشار سيادته بأننا لسنا هيئة أجاويد بين الحكومة والمعارضة، إنما نحن مفكرون، ولنا رؤيتنا الخاصة في تحقيق الوحدة الوطنية، ولابد أن يكون دورنا كذلك وأشار سيادته بأننا لا نفكر في أن تكون هذه الهيئة حزباً مستقبلياً إنما ستبقى هيئة شعبية وطنية لتحقيق الاستقرار والأمن لوطننا العزيز، ولن ينتهي دورنا بجلوس الفرقاء، إنما يمتد دورنا لما بعد ذلك في نشر ثقافة السلام ونبذ العنف وتحقيق الوحدة الوطنية للسودان، وفي إشارة بليغة أكد الأستاذ/ عبد الله بدري بأن الهيئة في تكوينها وتنظيمها لابد أن تكون تنظيماً أفقياً، وليس رأسياً، حيث كل منا يحترم رأي الآخر في حدود أهداف الهيئة. تحدث السيد السر عابدون موضحاً أن آمالاً عراضاً تقع على عاتق هذه الهيئة، ونحن لأننا أكثر التقاءً بالقواعد الشعبية فهذه الهيئة ذات قيمة وقعت عليها مسؤولية الاستمرار لتحقيق أهدافها. ثم تحدث الأستاذ محجوب عروة مؤمناً على حديث الأستاذ عبد الله بدري، ومؤكداً على ضرورة تفعيل الأمانات بتحديد خطة عمل محددة الأهداف محددة الزمان واعتقد أن لدينا وقتاً كافياً لكي تحتفل الهيئة بعيد الإستقلال بشكل فريد ومتميز يكسبها مزيد من المؤيدين من الحادبين على وقف نزيف الدم ودرء المخاطر المحدقة بالسودان، كما يرى أن تكثف الهيئة عملها الإعلامي وتنظيم دورها في إقامة الندوات والسمنارات حول قضايا الحوار الوطني والسلام، ولم يبق لنا إلا الإنطلاقة الكبرى لتحقيق أهداف الهيئة من خلال تفعيل الأمانات. وفي ختام حديثه أشار سيادته إلى ضرورة بث ثقافة السلام وسط الجماهير والتنظيمات والنقابات. تحدث بعد ذلك الأستاذ عثمان عمر الشريف موضحاً بأننا في الهيئة قد قمنا بوضع النظام التأسيسي للهيئة، وحددنا لها أهدافاً ورؤيةً محددةً، وفي الاجتماع الأخير وجهنا الدعوة للفيف من الشباب والإعلاميين؛ ليكونوا إضافة حقيقية للهيئة بعد أن يتعرفوا على أهدافها، ولكن وللأسف جاء الاجتماع مخيباً لآمالهم وآمالنا، ولم يعكس شيئاً من أهداف الهيئة، ولا رؤيتها المستقبلية في عملية الحوار الوطني، وإنني أؤيد ما جاء على لسان الأستاذ عبد الله بدري والأستاذ محجوب عروة ولابد أن يكون الرأي للجميع حتى تتلاقح هذه الآراء ثم نأخذ الرأي الغالب للمجموع وأرى لتفعيل الأمانات أن تقوم كل أمانة بوضع برنامج عمل تجيزه الهيئة، على أن ترفع كل أمانة تقريراً عن أدائها خلال الشهر وما كسبته من عضوية، ونحن في عملنا نستصحب حديث الأستاذ عبدالله بدري والأستاذ محجوب عروة، ولابد أن يكون الرأي للجميع حتى تتلاقح هذه الآراء ثم نأخذ الرأي الغالب للمجموع وأرى لتفعيل الأمانات أن تقوم كل أمانة بوضع برنامج عمل تجيزه الهيئة، على أن ترفع كل أمانة تقريراً عن أدائها خلال الشهر، وما كسبته من عضوية، ونحن في عملنا نستصحب حديث الأستاذ عبد الله بدري بتوحيد الرؤى يجد المساندة من الشعوب السوداني ليكون رأياً ضاغطاً ومؤيداً من قطاعات الشعب لأن الإرادة السودانية هي صاحبة القرار ولابد من الإلتزام بما حددناه من رؤية في اتصالنا بأطراف النزاع نؤيد مقترح الأستاذ محجوب عروة بأن يكون للهيئة برنامجاً خاصاً بعيد الإستقلال يكون أساسه من توليد الثقة بين كل أمانة أن تنطلق وتبدع، أوصي ما أمكن ذلك أن يكون نقدنا بعضنا البعض قائم على حسن النية لأن الذي يجمع أكبر وأعظم من الذي يفرقنا. ثم تحدث د. مالك حسين ابتدر حديثه بأن الهيئة لم تفعل شيئاً حتى الآن وأنه لا يعتقد أن يكون عمل الهيئة في كل أحد فقط لأن بعض الأعمال لابد من ترتيبها بالزمن والبعض لا يحتاج لتحديد زمن لها. ويستطرد حديثه بأن اختزال عمل الهيئة في الجمع بين المعارضة والحكومة لا يحقق أهداف الهيئة إنما لابد من فتح باب الحوار على مصراعيه، ونحن نمثل في هذا الحوار قوة شعبية ضاغطة وذات رأي محدد حول حل الإشكال السياسي. ثم تحدث الشيخ / عباس الخضر فنحن أتينا لهذه الهيئة بقناعاتنا ولم نأت بالتعيين لهذه فلابد لهذه الهيئة أن تكسب وجوهاً جديدة تقوم على حسن النوايا لجمع الأمة في بوتقة واحدة واستطرد الشيخ عباس بأننا نكسب شرعيتنا بالمواقف، خاصة وأننا نستظل بمظلة اتحاد العمال والنقابات والطلاب ومن تأييد الفصائل نخلق أهميتنا وفي تقديري أن التقيم والتفعيل لا يحدث ونحن كل يوم نفقد وجوهاً من بين المؤسسين بهذه الهيئة ولابد أن نخلق الأحداث نحن ولا نتركها لكي نكون جسماً صادقاً وفاعلاً حتى نسبق الآخرين، وقبل أن نُسبق، ولابد من أن نكسب شرعيتنا بأعمالنا. ثم تحدثت الأستاذة إشراقة وهي ترى أن العمل لا يسير بصورة إيجابية ولابد من تفعيله، ولابد من فتح ورشة عمل بإقامة سمنارات، ولابد من تحريك أجهزة الإعلام بكل أنواعها لصالح أهداف الهيئة، كما أن الضرورة تحتم بالجلوس مع الحكومة ومع المعارضة، ولكي نكون جسماً منسجماً ينبغي ألا نتعامل بانطباعاتنا وانفعالاتنا؛ لأن الحوار يتطلب الهدوء وتقبل الرأي الآخر بصدر رحب، وهذا هو الحوار السلمي المستقل. ثم تحدث الأستاذ طارق عمر وذكر أن عمل الهيئة سوف لا يكون إيجابياً إلا إذا حددنا الأهداف التي ينبغي إنجازها وأن يستصحب ذلك سلوك راقٍ يُمكِّننا من نزع فتيل الإحتراب، والآن قد تم فتح الجامعات ولابد للهيئة أن تقوم بعمل إيجابي وسط تنظيمات الطلاب بإدارة أركان للنقاش حول ثقافة السلام ونبذ العنف والإحتكام لمبدأ الحوار الحق. ثم تحدث الأستاذ محمد يوسف موسى وذكر بأننا لم نستطع حتى الآن أن نوصل أهداف الهيئة للشارع السوداني ولابد أن نعمل رصيداً لحركة الهيئة؛ حتى نستطيع أن نمشي به للأمام، فعمل الهيئة عمل شعبي وليس عمل صفوي. اختتم السيد السر عابدون الإجتماع بقوله لا أريدكم أن تصابوا بالإحباط، فالعمل الطوعي الشعبي يحتاج إلى طول البال، وسوف نجهز لكم لقاءات مع الحركة العمالية لتنويرها بأهداف ورؤى الهيئة، ولابد من تفعيل عمل الأمانات، ولابد من تكثيف العمل الإعلامي لهذه الهيئة. ٭ قرارات الاجتماع 1 على كل أمين أمانة أن يجتمع بأعضاء أمانته ويقدموا للاجتماع القادم مشروع متكامل لعمل الأمانة خلال الفترة القادمة. 2 تغيير موعد الاجتماع من يوم الأحد إلى يوم الإثنين الساعة 02:6 مساء بإتحاد العمال. 3 بما أن المنسق العام سوف يكون مشغولاً خلال الفترة القامدة سوف يتولى مهامه أمين التنظيم إلى حين عودته. انتهى الاجتماع في الساعة 03:9 مساء نواصل