الحزن ذلك الإحساس الجميل الذي يروادنا ويزاورنا مرات كثيرة وقد نطرق أبوابه كلما تلاشت تلك الزكريات الأليمة او المرة باشخاص ومواقف تمس دواخلنا وتعربد فينا دون ارادتنا ونكون أسرى لهذا الإحساس والذي يتفاوت من شخص لأخر ،وكل المناسبات الحزينة تترك فينا من الألام والأحزان جرحا قد لا يندمل حتى إن مرت عليه السنين الطوال ، ولعل العبرة في هذا الحزن الذي نخزنه في دواخلنا ونستدعيه عند التذكر يمثل حالة انسانية فريدة بكل انفعالاتها ومراحل تذكرها . فالرحيل الأبدي اقسى مراحل الأحزان والبعد والاغتراب مراحل يمكن للمرء ان يتجاوزها بالتواصل وكم من مبدعين قد ساهموا في هذا الانفعال النبيل ولا يخلو اى مغني سوداني او شعبي من هذه الخاصية الفريدة وتزكر سلوى أونجوى أوامال قد لا تحقق ولو في الخيال وفي التكرار واجترار تلك اللحظات الحزينة يجد المرء العديد من السوانح لاسترجاع المواقف وقد يحاول تقييمها تتواءم والوضع الذي فيه استعدادا لاستدراك مضامين تلك اللحظات التي مرت سريعاً دون أن يتسدعي كل امكانياته لمحاولة إصلاح ولو جزء يسير منها ، والحزن مدارس متشابه ألوانها وكل يسعي لاضافة شخصيته عليها ويختلف من شخص لاخر حسب نوع البيئة والظروف المحيطة ونوع الحدث الذي ترك هذا الاحساس الطاغي على كل المقدرة الإنسانية ، يجبرها على التزكر وعد م النسيان في مرات عديدة كلما جرأ طارئ او هتف شوق يسترجع تلك الأحداث، حيث تظل السويعات بحلوها ومرها محطات عامرة بالأحداث ويظل الشوق الدفين ناقوس يطرق الأبواب دون استأذن وتلك الإرادة التي لايستطيع أحد التحكم فيها بكل ما أوتي من قوة والدليل على أن النسيان رهين تلك القدرة الكامنة لدى أى كائن حي (أدفنوا أمواتكم وأنهضوا) مجموعة شعرية قديمة لشاعر المقاومة الفلسطيني توفيق زياد والذي كرس كل احساسه لصالح القضية شعرا ولقد شغل هذا الديوان مساحات واسعة في الماضي ومازال بالرغم من السنوات الطوال التي انقضت على صدوره ولقد ساهمت دار العودة ببيروت في إنتشار المعرفة الأدبية والثقافية في الوطن العربي بالعديد من الاصدرات والعناوين ، ومازالت الأحزان هي الأحزان ومازال الإنسان رهين هذا الإحساس الجميل و إن اختلفت مسمياته من شخص لأخر وإن تباعدت المسافات وتقاسمت الأحزان كل حياة البشر ، ونظل نبحر في هذه الذكرى الجميلة الحزينة وكل منا على قدر احتياجه لها ونأمل أن يكون اليوم القادم أجمل ويحمل البشريات بحلم قد تحقق وحزن قد سافر ورحل . الي ان نلتقي ..... ويبقي الود بيننا Kanona.n.p.f @hotmail.com