ونحكي عن الزمن الذي لا يعود ، زمن الإلفة والمحبة والتواصل ، وندمن اجترار الذكريات ، واسترجاع مفرداتها وأحداثها وحكاويها ونظل نرى بعيون لا تعرف السواد والتعتيم مع ما هو جميل ، وكل ما هو يسر الناظرين ويسجل شخوصه تلك الأحداث التي مرت كالبرق السريع وهي زاد ليوم بكرة وإن تغيرت وتبدلت العديد من المواقف . وتظل الأيام الجميلة وشاح وتاج ومنارة تهدي التائهين وناقشي اللحظات الجميلة على صخر النسيان ، تبدلت كل المعاملات وتبخرت العديد من المواقف والقليل منها صادق يحفظ الجميل بالرغم من قساوة الحياة وصعوبة تداول مساراتها المختلفة والكل يعرف والكل يمني على نفسه بالرجوع الى الوراء عشرات السنين ليتخيل كيف كان الحال وكيف أصبح وأمسي اليوم ، العديد من مسارح التلاقي قد لفها وطواها النسيان ليس بفعل قصد معتمد بل متغيرات الحياة وما صاحبها من تحولات كبيرة في شتى المجالات فعلت فعلتها ومن تخلف عن ذلك يقال له عليك بالتراجع لتعيش على ماضي الذكرى والحلم الجميل الذي قد لا يعود فالشوارع والأزقة و الحارات لم تعد كما هي ، اللغة والتخاطب ومفرداتها هي الأخرى سارت على درب التحديث ، الإشتياق عند التلاقي أصبح تمثيل ومصلحة عند الضرورة ، الشدو الجميل والمقصد النبيل والحكاوي ومشاور العصاري بين الأهل اصابها ايضا الجفاف ، صارت المنافع بين الناس هي التي تحدد نوع العلاقة ، نوع المعاملة ، لك او عليك بحساب الزمن والفائدة الربح والخسارة ، كيف يصبح الإنسان بلا جذور تاريخية وتقيده بماضي أهله وأحبابه وعشرته، فهل التمدن والحداثة تعني القفز فوق ذلك التاريخ الوفئ وركله وإهماله باعتباره بات وصار من الأمس البعيد . كل لحظة لها مقامها ومكانها ولكل حدث تفسير ومعني ويظل ذلك الزمن الجميل الذي نحفظ له الجميل تاريخياً لا تمحوه الأيام والسنين ويظل فينا ادمانا كلما ألمت بنا الشوائب وهاجت وطافت بنا لحظات التذكر التي لم يغشاها النسيان ، نسترجع تلك الأماني والأحداث والمواقف ولا ننكر للحداثة والتطور ومتطلبات التغييروضعا ونظل ننادي بأن الزمن الذي ولى جميل وبسيط دون تعقيدات ودون مخاطر تذكر ونظل ايضا نسعى لربطه بالحاضر قيماً وسلوكاً وممارسة وتواصلاً حتى لا يصبح في خبر كان وتنمحي كل الصور السابقة والجميلة ، وتهاجر عصافير الكلمات الطيبات اعشاشها بلا رجعة ، نسعى لنجعل من تلك الأيام الخالدات زاداً وعبراً ودروس لحاضر قد يأتي بالخير والتواصل لجيل جديد يسعى لبلوغ الثريا وارتياد افاق المستقبل يسنده واقع يرتكز على الماضي الجميل الذي سيعود ولكن بتفاصيل جديدة تحمل ملامح الهوية والإنتماء للبلد كدين مستحق على الرقاب وواجب لا يعرف التراجع والتواصل في ظل متغيرات تضرب كل يوم في جسد الواقع والذي قد ينهار من جراء الحراك الذي قد لا يقوى عليه ذلك الجسد الذي انهكه المرض اللعين والذي عرف بعصر المعلوماتية المتدفقة كل ثانية لا زمان لها ولا مكان واسميناها العولمة ، لنأخذ ما هو أصيل فيها ونوظفه لصالحنا في نشاطات متعددة وهي تلك سنن الله فينا وتبقى كل الأيام الطيبات رهينة ذلك الماضي الجميل وإن مرت الأيام وصارت ذكريات لا تمحوها المتغيرات . وإلي أن نلتقي.. ويبقي الود بيننا [email protected]