السودانيون قلقون ومحبطون جراء الظروف المعيشية الضاغطة، والضيق في خدمات العلاج والتعليم. كل هذه المشاكل هي نتيجة طبيعية لمشاكسات السياسيين حاكمين ومعارضين.. ولكن مما لا شك فيها أن قطاعات واسعة داخل المؤتمر الوطني والقوى المعارضة، اقتنعت بألا سبيل إلا بالتلاقي الوطني، ليس بالفهم العاطفي، وإنما بالحسابات الواقعية لإنقاذ السودان. ولعل سانحة صياغة الدستور، هي الخيار الأفضل كي يتراضى الجميع ويرجعوا إلى الشعب وصناديق الاقتراع. إننا نعيش اليوم في عالم ما عاد فيه مكان للحكم العشوائي، وقد انتهت (موضة) الحزب الحاكم، بيد أن (أحزاب مبارك، وزين العابدين والقذافي،.. وبشار في الطريق). كلها انهارت أمام إرادات الشعوب المتطلعة للحرية والديمقراطية. ولعل الشخصية المصرية بخبراتها قد أضفت على ربيع الديمقراطية نكهةً رائعةً بالممارسة الرشيدة، فالعالم كله يلتف حول (الشاشة البلورية)؛ ليتابع الجدل القانوني المفيد، باتجاهاته المختلفة. إنه لتمرين سياسي كبير ومطلوب وعظيم. رئيس التحرير [email protected] 0912364904