الخدمة المدنية هذا المرفق المهم والذي به ينصلح حال الدولة، إذا إنصلح حاله لأنه مرتبط بمصالح المواطنين، لقد أصبح اليوم لا رقيب عليه ولا محاسبة، وقد أصبحت مكاتب الدولة خاوية على عروشها، وأصبح المواطن حائراً لا يعرف المسؤول من المراسلة، الرقابة الإدارية إنعدمت تماماً والتفتيش الإداري والمالي إختفى تماماً ، وهيبة المكتب أصبحت لا وجود لها، عندما كنا موظفين في الزمن الجميل في دولة السودان، كنا نرى المسؤول الإداري الأول يحضر للمكتب قبل الموظفين بنصف ساعة من بداية العمل ويضع أمامه (الديري) وهو دفتر ضبط المكتب للحضور والغياب، وهذا الدفتر الذي يبدأ به العمل لأنه المنظم لحركة المكتب، واليوم غاب تماماً من مكاتب الدولة، وغابت معه هيبة المكتب، فيما يتعلق بمكاتب الدولة كنا نرى قديماً المدير والموظفين ينتظرون المواطن داخل مكاتبهم لإنهاء خدمات المواطنين، وأصبح اليوم المواطن ينتظر حضور السيد المدير وموظفيه لإنهاء ما يطلبه من مكتب الدولة شئ يؤسف له مكاتب مهمة لأداء خدمات المواطنين لا يكون عليها رقابة من قبل الدولة، إذا أردت أن ترى نموذجاً لذلك ولهذه الفوضى، فتعال لمدينة كريمة، مكتب مهم جداً تتعلق مصالح المواطنين به في أرضهم وزرعهم لا يحضر مديره، ولا موظفيه قبل التاسعة والنصف، وإذا حضر المسؤول وقدمت له أوراقك ينظر إليها ويقول لك تعال بكرة وبكرة يصبح بعده وهكذا، الشئ المؤلم أن ترى موظفات المكتب بعد حضورهن المتأخر يجتمعن (حول بائع العدة) أمام المكتب، من المسؤول لا يدري المواطن ولمن يشتكي لا يجد التوجيه الصحيح، هكذا دواوين الحكومة إلا من رحم ربي منها غابت الوظيفة وغابت الإدارة وغابت الرقابة، وغابت معها هيبة الدولة، وحلت الفوضى وأصبح المراسلة هو الذي يفاوضك على قضاء مهمتك وإختفت الإحصائيات التي توضح مسار العمل وحجمه والتي بها وعليها يتحدد حجم العمل وإحتياجات المرفق ووضع ميزانيته، وقد أصبح الترقي الوظيفي قفز بالزانة لا بالكفاءات ولا بالتدرج بل بالواسطة والولآت.. لذا كان التخبط والفشل في كل مرفق. فيا أخي معتمد محلية مروي قم بزيارة مفاجأة للمكاتب التابعة لسيادتك في مدينة كريمة، ترى العجب العجاب وسترى الحيارى والجالسين على الأرض في إنتظار مسؤول المكتب والموظفين، وأعتقد هذه مسؤوليتك وتقع تحت إشراف سيادتكم وليوفقكم الله. ومن كريمة سلاااااااااااااااااااااااااااام