نفس اليوم الذي تنادت فيه كل وسائل الإعلام والصحفيون ورؤساء الصحف والقنوات الفضائية لمتابعة المؤتمر الصحفي الضخم للدكتور نافع علي نافع والدكتور أمين حسن عمر أكبر قيادات المؤتمر الوطني والمشروع الإسلامي الحضاري عن وثيقة الفجر الجديد التي تواثقت عليه بعض قوى المعارضة المسلحة والأحزاب الوطنية، قال فيه الدكتور نافع عن تلك الوثيقة إنها تعد إستمراراً لفكرة السيطرة على السودان ومسخ هويته بأن يكون سوداناً لأهل الهامش المعني بهم العلمانيون.. ففي نفس اليوم ونفس الساعة كان هنالك مؤتمر هزيل للسيد وزير التربية والتعليم لولاية الخرطوم عن كارثة إغتصاب الأطفال الأبرياء الذي تحرّش بهم أُستاذ مريض نفسياً وإغتصبهم داخل مايسمى زوراً وبهتاناً مدرسة قرآنية .... ففي خلال الأربعة وعشرين عاماً الذي ظل يتحدث فيه نافع وقيادات المشروع الإسلامي عن العلمانية والخيانة ، كان هنالك أطفال تسرق على مدار كل يوم كرامتهم وآدميتهم وتنتهك أعراضهم وأعراض أبائهم الذين أرسلوهم إلي تلك المدرسة القرآنية آمنين مطمئنين،وذهبوا إلى أعمالهم ليوفروا لهم المصاريف الدراسية قبل القوت والملبس.. ولم يشكو لو للحظة بأن كلمة قرآنية أهي واجهة لتتخفي ورائها أرواح شيطانية تتربص ببراءة أبنائهم لتعبث بأجسامهم الصغيرة الغضة البضة ...وفي الوقت نفسه الذي تحدث فيه الدكتور نافع عن تشويه الهوية، يتم اغتصاب الأطفال وتشوه هويتهم النوعية كذكور.. إنهم يتعرضون لمظاهر مخيفة من الرزيلة.. وفي ظل دولة تتحدث عن المشروع الحضاري الإسلامي والشريعة الإسلامية، والتي في جوهرها تَعتبر مثل هذه المظاهر من أشنع المعاصي والذنوب وأشدها حرمة وقُبحاً و هي من الكبائر التي يهتزُّ لها عرش الله جَلَّ جَلالُه . وقد عاقب الله فاعليها بما لم يعاقب به أمة من الأمم ، وهي تدل على إنتكاس الفطرة ، وضعف العقل ، وقلة الديانة ألم يقل الله: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ . إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ . فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلا إمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ . وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَأنْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ) سورةالأعراف ... ويستحق مرتكبها القتل وهو الحد الشرعي لهذه المعصية في الدنيا كما روى الترمذي وأبو داود وابن ماجه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :(مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَأقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ.) وعليه إتفق الفقهاء على أن حد اللواط على الفاعل القتل ولا فرق أن يكون مُحْصَناً أو غير مُحْصَن مسلم أو غير مسلم...ولكن الشريعة نفسها لم تنج من القول زوراً والتشويه باستغلال فقه السترة وفقه الضرورة الذي تمارس فيه الجرائم المنظمة تجاه المجتمع كإنتشار المخدرات المريع واللواط لتغيير البنية الإجتماعية، حتى يصبح المجتمع قطيعاً يقاد إلى إي وجهة.. والرئيس اوباما الذي يحكم أكبر دولة علمانية تلعثم لسانه أكثر من مرة وذرفت عيناه الدموع «تعبيراً عن حزنه البالغ» لضحايا إطلاق النار بمدرسة إبتدائية بإحدى الولاياتالأمريكية وأعلن حالة الحداد في الولاياتالمتحدة وأمر بتنكيس الأعلام على كافة المباني الحكومية لمدة أربعة أيام، تضامناً مع الأهالي .