لقد كتبت عدة مرات عن هذا السوق العريق جداً وقد ظللت أراقب وأتابع تصريحات سيادة المعتمد اللواء (م) عمر نمر، منذ قدومه المحلية تحدث عن أسواق كثيرة ضمن خطته الإصلاحية مع أسواق شتى وأحلام كبيرة ولم أرَ الى جملة الأسواق أي حديث عن سوق الديم الذي هو أعرق من أسواق كثيرة تطرق لها بمجرد الحديث، ولا عشان الديامة ما يقدروا على مشاركة المحلية، في نظام الشراكات الطالعة اليومين ديل، ولما لم أجد سوق الديم ولا في الأولوليات ولا في النهايات، قلت الله سيسألنا جميعاً يوم القيامة عن هذا السوق الذي أرهقته المحلية جباية ، وبالمحلات العشوائية التي يجبى منها داخل وخارج مظلة موارد المحلية ، فأصبح مرتعاً خصباً لكل ضال وهايم من بني الإنسان والحيوان ، وأرضاً خصبة لتجارة غير شرعية (مخدرات - خمر بأنواعها، لعب قمار بأنواعه وتجارة بأنواعها وشماسة سلسيون وأصبح ملجأ ليلي لمن لا ملجأ له ومصدر مهن لمن لا مهنة له، وأصبح يشكل جهوية وقبلية، ومزيج من الأجانب من كل أنحاء الدنيا ، يعرضن بضاعتهن عمال على بطال في السوق.. وفطاحيل السوق يريدون هذه الفوضي الخلاقة لرواج بضائعهم.. وقيل إن الحشرات الضارة بأنواعها لا تعيش في المياه الراكدة.. وهذا هو النهار الذي جعله الله معاشاً.. أما الليل يظل السوق مسرحاً يمثل فيه كل شئ السرقات الليلة من المنازل المجاورة أو النوم بأطمئنان.. وكذاب امرأة سودانية تدخل هذا السوق بعد صلاة العشاء.. وأي طفل يدخل السوق بعد العشاء لا يخرج سليماً.. حيث الخطف والنهب والسلب على عينك يا تاجر . المهم يا سيادتو على وزن عرضحال أخونا بوب الخلق ضايقي شديد بهذه الممارسات التي أختلط فيها الحابل بالنابل.. وهكذا دواليك عندما يتنفس الصبح تدور دائرة السوق، ولو تدري أي نفس كيف قضى سكان السوق عشوائياً.. كيف قضوا ليلتهم هذه.. وللآسف الشديد زار كل المعتمدين الأسبقين السوق ولعشوائيته لم يستطيعوا عمل شئ.. والكودة خلع ذلك الجملون العجيب الذي يمثل شاخصاً في الناحية الشمالية الشرقية من السوق.. يحكي قصة كل التردي البيئي والإنحراف بعد حوادث أغتيال عديل جهاراً نهاراً (هي الحسنة الوحيدة).. أما د. عبد الملك البرير فقد وجد حتى الذين يمارسون التجارة لا رخص لهم والذين عندهم لا يسددون.. أما د. أبو كساوي ذلك الرجل الإستراتيجي عمل على رسم خارطة جديدة للسوق تستوعب كل الأنشطة التجارية ولا ضرر ولا ضرار.. إلا أن الدارسين بالغوا فيها.. وبعد تعديلها لم تر النور.. وأزهقت التجربة والدراسة في مكانها - لأن أيضاً مافيا السوق طلعت دعاية بأن المعتمد يريد أن يحول هذا السوق لمول زي عفراء ويطرد المساكين أهله الديامة.. أتحدى أي واحد يوريني عدد الديامة كم في السوق طلعوا منه زمان وتركوه لناس قريعتي راحت !! والموجودون يعدون على أصابع اليد من القدامي (أولاد هود - الفكي - عبد القيوم- مصطفى دفع الله - هجو - وقناش - زعيم الترزية صاحب دكان البصير «جون ديفيد»). يا سيادة المعتمد إذا أردت أن تعرف حضارة أمة تجول في سوقها فأدعوك لزيارة الى سوق الديم، ومن رأى ليس كمن سمع، وأن تكون زيارتكم مفاجئة دون ضوضاء أو حاشية أو معرفة أحد، لأن كل شئ في الديم أصبح يعرف قبل الزيارة وأسأل أمن المجتمع !!! أنا شخصياً كان أملي في أن تفرج أزمة هذا السوق، في أفراغ الزريبة المجاورة بعد إزالتها ولكن للأسف الشديد بيعت في المزاد العلني وأصبحت هي أطلال روما ، ولا زال السوق كل عام يرزل !!! يا سيادة المعتمد هذا السوق دخول وخروج منه حوالي ثلاثة آلاف نسمة هؤلاء لا مرحاض أو حمامات لهم ، والسؤال المنطقي أين يقضون حاجاتهم ، ولعمرك شفت سوق مافيه حمامات !! لقد إمتدت يد المحلية لتطول كشك الديامي علي فقير صاحب مكتبة الطليعة العريقة التي شهقت ما يقرب من ستين عاماً بنشر الوعي الثقافي في الديوم الشرقية بطولها وعرضها، وكانت نقطة تجمع الديامة ومعرفة أحوال وأخبار الديوم (قلنا خير من أجل توسيع الشارع العام لزوم السفلتة).. رضينا بهذا الخلع العشوائي الذي لو تدخل أهل الخير لاحدث ذلك مظاهرة عارمة تحكي قصة إرث تاريخي للديامة. وتعجز المحلية بكل جبروتها، لمواجهة طواغيط السوق. بل وتنظيمهم حتى . يا سيادتو الخلق ضاقت والخلق ضايقي، ولا خير فينا أن لم نقلها ولا خير فينا أن لم نسمعها ونفعلها، وبعد تأهيل الساحة الشعبية لا يسعنا إلا أن نطالبكم بنظرة يا أبو نمر لهذا السوق الحنين بأهله الطيبين لتأهيل هذا السوق حتى لا يذهب نداء الديامة الى بعيد مطالباً بالتدخل السريع لسيادات أخرى، قلنا أنتم بتسدوا الفرقة.. ومثل هذا السوق لا طريقة شراكة فيه لأنه أسد على الديامة ونعامة في التطوير- وأغلب الذين يعملون فيه دايرين الإستفادة منه من غير مجهود - وبما أن السوق فعلاً أخذ وعطاء فعطاءهم معروف.. وعطاء المحلية عطاء القادرين على التمام - وبما أن السوق يخدم الديوم وما جاورها.. ومرآة تعكس أخلاق وسلوك وحضارة أهله لا يمكن تطويره إلا بأهله.. وأترك لك الباقي باقي واصلوا دنيا الريد محن !!.. أما السوق أيام زمان تحدثت عنه سابقاً، فأدركوه قبل أن يفوت الجامع العتيق بالديوم.. وأرجو يا أخ نمر أن تسجل زيارة بدون دعوة الى مسجد طيفور العريق.. لتعرف كيف أن الديامة حالهم تغير تماماً ومحو صورة الديامة حطب القيامة.. وأرمي سهمك معهم وهم يطورون هذا المسجد الذي ضمت حلقات تلاوته السيد النائب الأول والأخ د. كمال عبد اللطيف والشيخ عبد الماجد عبد الرسول - والشيخ جعفر محمد عثمان، والفكي علي وعبد اللطيف وغيرهم يطراهم الله بالخير أحياءً وأمواتاً . ولي عودة والله الموفق