اليوم أفسح المجال للأخ الدكتور منير جبرة الذي يحمل دكتوراة حقيقية في مجاله الذي تخصص فيه، وأصبح «صنايعي»، مدركاً لكل تفاصيل عمله.. عكس الذين يفتخرون بالدكتوراة ويحملونها ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً فتركوا تخصصاتهم التي درسوها وإتجهوا إلى مجالات أخرى ولكنهم أيضاً فشلوا فيها.. فإلى مقال الدكتور منير جبرة: لك الله يابلد..! كلنا نعيش الآن مأساة الجراد الصحراوي وخاصة أهالينا أصحاب المزارع الذين يسترزقون منها في حياتهم قوت أطفالهم اليومي، ولكن دعونا نتساءل لماذا حدث ما حدث؟. نعرف تماماً ونوهنا له منذ أكثر من عام من الآن، إن مصدر الكارثة هو الإدارة الخاطئة للأمور والأشياء، وهذا ماحدث في إدارة وقاية النباتات منذ مجئ السيد خضر مديراً عاماً لها منذ أكثر من سبع سنوات، ثم معاشياً شرعياً لمدة عامين إلى أن أصبح معاشياً غير شرعي منذ أكثر من عام. ففي خضم تأزم حالة الجراد بالبلاد يغادر السيد خضر إلى الإمارات العربية المتحدة، لعل سبب المغادرة خيراً!! بل أكثر من ذلك يوجه رئيس قسم الجراد بمخاطبة هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى لدعم السودان في محنته من جراء الجراد الصحراوي. أرسل الخطاب الذي يتكون من أربعة سطور فقط للمطالبة بمبلغ 500,000 دولار بتاريخ 17 فبراير 2003 ، لا أعتقد بمثل هذا الخطاب يمكنك أن تطلب حتى ميزانية من وزارة المالية ناهيك عن منظمة دولية. ومع ذلك إستجاب أمين الهيئة في المنظمة في المنطقة الوسطي بتاريخ 2013/2/20 بقوله أن مبلغ 500 ألف دولار كبير وليس بمقدوره تغطيته ولكن يمكن دعم مركز الجراد بآليات رش وقطع غيار. كما خاطب أمين الهيئة إدارة الوقاية لوضع البرنامج لزيارته المقترحة في الفترة من 2 - 10 مارس 2013 لإجراء تقييم لحالة الجراد ومقدرات مركز الجراد ووقاية النباتات للتعامل معه حتى يتمكن من تقديم مشروع متكامل لمنظمة الأغذية والزراعة والدول المانحة للدعم. ولكن للأسف كان رد السيد / خضر سالباً ، تم إرسال صورة منه إلى المكتب الإقليمي بالقاهرة وإلى قسم الطوارئ بروما، موضحاً أن السودان كان يتوقع هذه الزيارة في فترة سابقة، وأن السودان يمكنه أن يوفر الدعم الخاص بالآليات وقطع الغيار من ميزانيته كما أن حالة الجراد الصحراوي الآن هادئة وأن السودان يسيطر على الموقف، أي بمعنى آخر أن الزيارة غير مرحب بها. أرسل أمين الهيئة خطاب السيد/ خضر إلى مكتب منظمة الأغذية والزراعة بالخرطوم لتقصي حقيقة الأمر من مسئولي وزارة الزراعة . فقط دعونا نوضح هذه الحقائق : 1 / إن ما حدث من تكاثر وغزو للجراد الصحراوي للسودان ليست مفاجئة، ولكن كانت متوقعة بحسب نشرات وتوقعات وتحذيرات مكتب معلومات الجراد بمنظمة الأغذية والزراعة بروما، تقع المسئولية كاملة على السيد/ خضر جبريل نتيجة سياساته الخاطئة الغير مهنية والغير ممنهجة لإدارة وقاية النباتات . 2 / مخاطبة منظمة الأغذية والزراعة تتم عبر آلية وكيفية متعارف عليها حيث يخاطب السيد/ وزير الزراعة الإتحادي مدير عام منظمة الأغذية والزراعة عبر مشروع متكامل يوضح فيه الحالة الآنية للجراد الصحراوي وقدرة السودان للتعامل معها ومن ثم تحديد المعوقات وطلب الدعم لتذليلها، علماً بأن هذا يحدث في فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر قبل وقوع الكارثة على ضوء نشرات الجراد وتحذيرات وتوقعات المنظمة كما سبق ذكره. 3 / على ضوء سوء التواصل بين إدارة وقاية النباتات ممثلة في السيد/ خضر ومنظمات هيئة الأممالمتحدة وفي مقابلة لي مع السيد/ وزير الزراعة الأسبق السيد/الزبير بشير طه في عام 2008 أقترحت على السيد الوزير ضرورة تحديد لجنة أو شخص يمتاز بمهنية وبرتوكول وآلية للتخاطب والتعامل مع المنظمات الدولية. 4 /أشتراكات السودان كعضو في هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى تبلغ 18,667 دولار أمريكي سنوياً. هذا وقد تراكمت ديون السودان لفترة طويلة وبلغت أكثر من 500 ألف دولار ، ولكن أمين الهيئة في حينها سوداني الجنسية (على حسب مقولة السيد خضر في صحيفة الصحافة): الدكتور منير جبرة في عام 2004 تمكن من إقناع الدول الأعضاء في الهيئة (16عضو) من أسقاط 50% من ديون السودان على أن يقوم السودان بدفع الإشتراكات السنوية وسداد جزء من ال 50% للديون المستحقة، وتم سداد آخر أشتراك سنوي في عام 2008 .. وبعد قدوم السيد/ خضر إلى وقاية النباتات توقف سداد الإشتراكات والديون تماماً والتى تبلغ في مجملها 253.500 دولار. هذا يتنافى تماماً مع ما ذكره السيد/ خضر في صحيفة الصحافة بالعدد 7029 بتاريخ 25 /2/ 2013 وعار من الصحة ويمكن الإستدلال بهذه المعلومات من آخر تقرير للهيئة في دورتها في عام 2012 . وكان نتيجة ذلك، بحسب إتفاقية إنشاء الهيئة، أن فقد السودان حقه في التصويت والإنتخاب وفقد مقعده في اللجنة التنفيذية التابعة للهيئة بحسب الدورة في العام 2012. 6 / لم يقم السيد/ خضر بطلب إجراء تدريب للعاملين في قسم الجراد لأكثر من خمس سنوات، بحسب ما تنص التوصية حيث تقوم الهيئة بدعم الدول الأعضاء سنوياً بعقد دورات تدريبية بمبلغ 5000 ألف دولار كل عام، ولكن عندما تتقدم الدولة العضو بطلب لذلك الأمر الذي لم يحدث منذ قدوم السيد/ خضر إلى وقاية النباتات . 7 / لماذا لم يشترك مندوب أو ممثل السودان في إجتماع الهيئة في دورتها في 2010 بلبنان وفي دورتها في 2012 بالمملكة العربية السعودية وعلى من تقع هذه المسئولية، علماً بأنه يتم في هذه الإجتماعات وضع خطة العمل لعامين قادمين. 8 / نعم ياسيد خضر أنا السوداني الجنسية. الدكتور منير جبرة وكنت أمين للهيئة في الفترة من 2001 - 2011 ولم أنل هذا الشرف بتعيين سياسي أو محسوب على أي جهة ؛ بل منافسة مهنية فنية تقنية حرة تفوقت فيها على أقراني العلماء من الدول الأخرى. وخلال فترتي هذه تم تقديم كل الدعم لكل الدول الأعضاء وعلى وجه الخصوص السودان والذي تم تميزه بشرف إحتضان الدبلوم العالي للجراد الصحراوي بجامعة الخرطوم، والذي ساهم السيد خضر في إلغائه، وأيضاً قمنا بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية لدعم السودان بمبلغ 2 مليون دولار، وهناك الكثير الذي يمكن ذكره ولكن ليس في هذا المجال. في تلك الفترة كانت علاقة السودان في أعلى مستوياتها مع المنظمات الإقليمية والدولية حتى قدوم السيد/ خضر إلى وقاية النباتات كمدير لها حيث ساءت هذه العلاقة بلا مبرر يذكر. 9 / يجب على الإنسان أن لا يعلق أخطائه على شماعة الغير، الشفافية تقتضي مواجهة هذه المواقف والإعتراف بالخطأ لأننا كما نعلم أن الإعتراف بالذنب والخطأ فضيلة. هنا نحن نطالب بالمحاسبة وأن المخطئ لابد أن ينال جزاءه نتيجة عبثه بمقدرات هذا البلد وسمعته وقوت الغلابة الذين لاحول ولاقوة لهم ، ولهذا تجدني أقول لك الله يابلد . حفظ الله السودان ورعاه. الدكتور/ منير جبرة الأمين السابق لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الوسطى منظمة الأغذية والزراعة - الأممالمتحدة - 25فبراير 2013