إن المواطنين الذين تضطرهم بعض الظروف الحياتية لمغادرة بلادهم من هذا السودان وطنهم الحبيب مغتربين بالسفر إلى بلاد دول أوربية وغربية وعربية أخرى بهدف الحصول على أعمال منها التخصصية والحرفية العامة يجدون فيها الأجور والمرتبات التي تحسن دخولهم المؤدية إلى رفع وتأهيل أحوالهم المعيشية هم وأسرهم وعائلاتهم والمساهمة الفاعلة في دعم إقتصاد بلادهم وتنميتها المستقبلية، أولئك السودانيين الذين يذهبون إلى بلاد الغربة تاركين بلادهم وأهاليهم مغتربين، وما أصعب الغربة ووحشتها ومرها، ولكنهم يذهبون إليها عن طريق عقودات عمل رسمية موثقة من قبل الدولتين كل في مهنته وتخصصه من أطباء ومهندسين وفنيين في مختلف المواقع، يذهبون حاملين تلك العقودات المستوفية الشروط من حيث الأجور والسكن والخدمات المستحقة اللازمة، يذهبون لأجل إصلاح أحوالهم وأحوال بلادهم بما يفيد عنهم في المجالات الاقتصادية كما أسلفت، ولكن بقدرة قادر وقوانين تستنها أو أستنتها الحكومة الليبية أخيراً قامت بموجبها إلغاء وتغيير عدد من بنود تلك العقودات المتفق عليها بين ممثليها في السودان وحكومته المتمثلة في إدارات مكاتب العمل الدولية والعاملين المختارين للعمل بليبيا، الذين في مقدمتهم فصيلة الأطباء السودانيين الذين تم التعاقد معهم للعمل في مواقع نائية تم توزيعهم وإرسالهم إليها، أعني إلى ليبيا الشقيقة، ونفذوا ذلك وواصلوا عملهم في تلك المواقع من القرى والمدن الطرفية صابرين على ما يلاقونه من متاعب وعناء يضاعف من مشقة غربتهم، وبرغم من ذلك يفاجأون بتلك التغيرات والمتغيرات التي أجريت على عقوداتهم والتي شملت تخفيضات في أجورهم وحرمانهم من السكن المجاني وبعضاً من الخدمات الإجتماعية التي نص عليها العقد المبرم بينهم، وهكذا أصبح حالهم يغنى عن سؤالهم، وبحسب علمنا أن اؤلئك الأطباء قد قاموا بالاتصال بسفارة السودان في ليبيا، ولكنها لم تفعل لهم شيئاً تجاه مشاكلهم تلك أي مشكلة تغيير أية فقرة مما ينص عليه العقد المبرم والمتفق عليه بين الطرفين دولياً، وكما هو معلوم فان العقد عالمياً يعد (شريعة المتعاقدين) فكيف تستطيع الحكومة الليبية إجراء تعديلات في فقرات تلك العقودات التي تمت بين مندوبيها في السودان والعاملين المرسلين إليها بحسب طلبها ، ثم لماذا يتم هذا الصمت من سفارتنا، لماذا لا تتدخل وبأسرع وقت لانصاف اولئك الأطباء والحصول على حقوقهم المضمنة قانوناً في عقوداتهم التي بموجبها ذهبوا إلى العمل المساعد لدولة ليبية الشقيقة، وهي الخارجة لتوها من ذلك الربيع العربي الذي عاشته كغيرها من دول عربية قد تخطاه بعضاً منها وأخرى لا زالت تحت مظلته، لماذا لا تسرع سفارتنا بالدخول مع الحكومة الليبية لاصلاح ما أفسدته تلك التعديلات التي أضيفت أو حذفت من فقرات عقود ات أولئك الأطباء الذين ذهبوا إليها بموجبها مغامرين براحتهم وغربتهم من أجل مساعدتها في علاج وانقاذ مواطنيها القاطنين في تلك البقاع النائية، كما ذكرت ذهبوا إليها من أجل ذلك أولا وثانياً لدعم دخولهم المساعدة في إصلاح أحوالهم الخاصة والعامة لدعم اقتصاد بلادهم كما أسلفت ايضاً، وأكيد كل ذلك يجب أن يتم عن طريق ما خصص لهم بموجب تلك العقودات وما يبذلونه من جهد وعمل متواصل تحت غربة فيها من المتاعب والمشقة ماهو واضح وباين ومعلوم للجميع. ومن هنا لابد أن تخطو سفارة السودان بليبيا خطوات عاجلة لمعا لجة هذه المسألة مع الحكومة الليبية وانصاف حقوق أولئك المغتربين.