كثيرةٌ هي الأولويات الضرورية الملحة لأهل دارفور من أجل توطيد دعائم السلام والاستقرار في الإقليم واتضحت تلك الرؤى من خلال مشاركة أصحاب المصلحة الحقيقية في سلام دارفور بالدوحة ، وإذ لا يوجد إرادة أخرى أعلى من إرادتها وسلطانها وهى وتستمد إرادتها وسلطانها من ذاتها كيف لا وهم (المكتوون بنارها) . اتفاقية سلام دارفور الموقعة في العاصمة القطرية الدوحة سانحة وفرصة طيبة للبناء والاعمار والعودة الطوعية والاستقرار ، وإذا سلمنا جدلاً بهذه الأولويات فسنجدها فرضيات واقعية ومنطقية صادقة صدقاً كلياً كما يقول (أهل المنطق) ومن اجل ذلك قامت السلطة الإقليمية بدارفور كسلطة في المنزلة بين المنزلتين (كما يقول المتكلمون) لتتولى شئون البناء والاعتمار ، وهو ما جعل السلطة الإقليمية بدارفور أن تختبر إرادتها وذاتها في إقناع المنظمات والدول الإفريقية والعربية والغربية للمشاركة الفاعلة في مؤتمر المانحين المزمع عقده في ابريل المقبل بالدوحة ، وهو ما حتم على الدكتور التجاني سيسي ان يتولى بنفسه الدبلوماسية الدولية والجولات المكوكية مستنداً لعلاقاته وصداقاته الدولية في دعوة الأصدقاء التي نتج عنها تأكيد العديد من الدول للمشاركة في مؤتمر المانحين ، فقد أكدت الإدارة الأمريكية مشاركتها في مؤتمر المانحين بدارفور جاء ذلك خلال اللقاءات التي أجراءها وفد السلطة الإقليمية لدارفور مع الإدارة الأمريكية وقدم شرحاً خلال اللقاءات حول سير تنفيذ اتفاقية الدوحة لسلام دارفور والتحديات التي تواجه الاتفاقية والخطوات والترتيبات الجارية لعقد مؤتمر المانحين موضحين أن المؤتمر يعالج الكثير من القضايا الخاصة بإقليم دارفور والسودان عموماً ، وأكدت الإدارة الأمريكية أنها ستعمل عل تشجيع بقية الأطراف على المشاركة الفاعلية كما وأكدت كل من بريطانيا وايطاليا وتركيا والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والعديد من الدول والهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية في هذا المؤتمر الهام لتنمية واعمار دارفور ، كل ذلك للإيمان الراسخ والحاجة الملحة لتنمية واعمار دارفور ولسنا بحاجة لإقامة الدليل بان دار فور تحتاج للبناء والاعمار فيكفي نزوح اهلها ، وتوقفت تنميتها، وتعطلت مقوماتها ، فاثبت الواقع انه لا مناص من إقامة قرى نموذجية تنشأ فيها المرافق الضرورية والحيوية مما يكون مقنعاً لعودة النازحين لديارهم وقراهم الأصلية . فالأولى لدارفور أن تصب كل هذه الجهود وتسخر كل الإمكانات المتاحة لإنجاح مؤتمر المانحين ، وهنا يمكننا القول أن هدوء الاحوال الامنية لاسيما بعد تحسين العلاقات مع تشاد وسقوط نظام القذافي انعكس ذلك على الارض واتضح ذلك جلياً من خلال زيارة وفد مجلس السلم والامن الافريقي لدافور ، وفي تصريحاته للصحفين قال السفير بولوس باولوزوم رئيس وفد مجلس الامن والسلم الافريقي ان هذه الزيارة تأتي في اطار البحث عن السلام وتعزيز الامن ودعم وتشجيع جميع الاطراف للعملية السلمية بدارفور قال واستمعنا لكل الاراء من كافة الاطراف والتمسنا فرص السلام والتحديات التي تواجه العملية السلمية ، وتهدف الزيارة إلى الوقوف على تطورات الأوضاع الأمنية بدارفور وتفقد القوات المشتركة ، واضاف ان دارفور تشهد الأن تحسناً امنياً في الاقليم ، لتأتي كل هذه الجهود من الدول الافريقية لتصب في جهود السلطة الاقليمية لدارفور لاعادة البناء والاعمار لتكون في مجملها الاولويات والضروريات الملحة لانسان دارفور . تزامناً مع مؤتمر النازحين اما خلاف الاولى توقف مشاريع التنمية وطريق الانقاذ الغربي سبب المهددات الامنية ، خلاف الاولى عودة الصراعات العرقية والقبلية التي بدأت تطل برأسها من جديد لتحصد ارواح اهل دارفور ، خلاف الاولى التصريحات التي تسير الفتن وتبعثها من مرقدها بعد ان كانت نائمة ، خلاف الاولى الاتهامات والمماحقات السياسية من اجل تحقيق مكاسب مادية ، وهنا ضروري ان نصطحب معنا تصريحات الشيخ موسى هلال واتهامه مؤخراً لشخصيات سياسية مما يكون تشويشاً ومحاكة شعبية ومع احترامنا لارائه واقواله تلك فهى قد جاءت في وقت غير لائق وقد بدأ العمل والتحضير للمؤتمر الجامع للمصالحة بين القبيلتين في مدينة الفاشر فهى بمثابة (صب الزيت على النار) وقد تعوق في الزمان والمكان المحددين لانعقاد المؤتمر بل وحتى من جهة رعايتها من حكومة الولاية باعتبارها طرف في الاتهام ، واظن انه من الحكمة بمكان ان تقدم هذه الاتهامات للجهات العدلية ولينظر الشيخ هلال من يبرأ ومن يدان ، وهو ما جعل بعض التكهنات تنقلب سلباً على تصريحاته تلك بإعتبار انها بوالين اختبار ورسائل سياسية موجهه لاجهزة السلطة باننا هنا ، مما يجعله احد اضلاع المثلث الكبير في دارفور ، وفي الختام ارجوا ينظر اهل دارفور لمصلحة دارفور بين الاولى وخلاف الاولى فمؤتمر المانحين على الأبواب.