تابعت من الخرطوم حيث أمضي إجازتي.. إطلاق مؤسسات سلطة دارفور وفى صدارتها المجلس التشريعي، وهي خطوة هامة لتفعيل اتفاقية الدوحة للسلام، وبناء هياكل العمل التشريعي الحقيقي على الأرض كزراع ضروري لتنفيذ خطط الإعمار والبناء من تعليم وصحة واستقرار أمني، لتمكين النازحين الذين اكتوا بنيران الحروب فى الإقليم وتسببت لهم فى كثير من الأهوال والمعاناة الحارقة للأرض والضرع.. وتعطيل المشروعات التنموية. إن إطلاق الأجهزة التشريعية خطوة مبشرة لاستكمال البناء المؤسسي للسلطة الإقليمية بروافدها المختلفة وأحد إنجازات مصفوفة السلام فى دارفور... والتي تتابعها دولة قطر والشركاء الدوليين والعرب، باعتبارها أحد التزامات اتفاقية وثيقة الدوحة الأساسية، والتي تحرك الأدوات التنفيذية على أرض الواقع، خاصة مشروعات القوانين والتشريعات المصاحبة للبرامج والخطط. وأعتقد بأن أولى التحديات التي تواجه المفوضية في المرحلة القادمة، كيفية تحقيق الاستقرار الأمني على الأرض والذى يعتبر حجر الأساس لأى خطط استقرار في الإقليم، والتحدي الآخر هو توفير الموارد المالية الكافية لتطبيق برامج الإنعاش الاقتصادى والتنموي التي تحتاج لأكثر من 13 مليار دولار، ومن هنا فإن الخطط التي تقودها قطر والخرطوم والشركاء للتحضير الجيد لانعقاد مؤتمر المانحين مسألة مهمة، لحشد جهود المجتمع الدولي لتوفير الالتزامات المالية الضرورية لإنجاح الإعمار والبناء إلى جانب توفير الحكومة السودانية للالتزامات المالية السنوية في الميزانية الاتحادية وحراسة هذه الإنجازات، وفي هذا الشأن فإن الحوار الوطني الدارفوري الدارفوري والدارفوري مع الحكومة الاتحادية والمجموعات الحاملة للسلاح دون شروط مسبقة وصولاً إلى وفاق وطني متفق عليه يستوعب كافة القوى السياسية دون استثناء؛ أمر مفصلي وضروري لبناء دارفور المستقبل بعيداً عن الأجندة الخارجية التي لها أطماع في الإقليم. تابعت حديث الأستاذ على عثمان النائب الأول ود. التيجاني السيسي رئيس السلطة الإقليمية خلال تدشين مؤسسات سلطة دارفور، اتسم حديثهما بالجدية والشفافية، حيث وضعا النقاط فوق الحروف وتلمسا جراحات الحاضر وسردا الإنجازات والمرارات وما هو المطلوب في المستقبل. إذن من مصلحة كل الأطراف الملتزمة بالعملية السلمية أن "تشمر عن ساعد الجد والوطنية" لإنجاح اتفاق سلام الدوحة، وبرامج الإعمار والبناء لتعود دارفور لسيرتها الأولى من المحبة والوئام بين أهلها ومحبيها، ليتفيأ الجميع بمظلة التنمية الحقيقية.. أهل دارفور يا إخوتي يعانون كثيراً في مأكلهم اليومي وصحتهم، ويجب علينا جميعاً أن نقفز فوق الجراحات العميقة ونلملم الأطراف وأن نضع مصلحة أهلنا فوق كل المصالح الحزبية والقبلية، فقد أرهق جسم الوطن كثيراً... الوطن كبير كبير يسع الجميع فهلا تنادينا للبناء والخير والسلام... المصدر: الشرق القطرية 22/1/2012م