السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    إبراهيم عثمان يكتب: عن الفراق الحميم أو كيف تخون بتحضر!    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأهلي مدني يدشن مشواره الافريقي بمواجهة النجم الساحلي    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    إبراهيم شقلاوي يكتب: هندسة التعاون في النيل الشرقي    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الأهلي الفريع يكسب خدمات نجم الارسنال    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    إبراهيم جابر يطمئن على موقف الإمداد الدوائى بالبلاد    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    المريخ يواجه البوليس الرواندي وديا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرار جديدة تنشر لأول مرة
شاهد على حكم (......) محمود محمد طه فيصل مدني مختار.. قذف بالجثمان الطاهر في وادي الحمار
نشر في الوطن يوم 01 - 05 - 2013

وستنداح الرمال من وادي الحمار عن الجثمان الطاهر ويظهر وجه شهيد الفكر.. باسماً مشرقاً.. محمود محمد طه وهنا سيعلم كاتب المقال إن كان موت الأستاذ هو معجزة أم قذفه في وادي الحمار الملىء بالرمال حافظة الانسان هو المعجزة ، وسينشأ له ضريح.. كأجمل صرح.. يضم أعظم رفاة العالم العلامة: عبدالله الطيب المجذوب: في داليته:
قد شجاني مصابه محمود
مارق قيل.. هو عندي شهيد
جاء بصحيفة (الإنتباهة) العدد (8942) الصفحة (31) وقائع وأحداث الصادر في يوم الأحد 7/4/4341ه الموافق 71/2/3102م وتحت عنوان (شاهد على حكم (....) محمود محمد طه) بقلم أحمد طه محمود ، كشف من خلالها على حقد دفين على رجل قد مضى إلى رحاب الله، وبحكم (قضائي) خاطئ، يسيء للقضاء السوداني، وذلك تحت شهادة كاتب المقال نفسه، حينما ذكر وتحت العنوان الفرعي لمقاله (مشهد محكمة العدالة الناجزة) النص : (بعد أن تم فتح بلاغ في نيابة العدالة الناجزة بأم درمان ضد بعض الجمهوريين، وهم عبد اللطيف عمر حسب الله، تاج الدين عبد الرازق حسين، خالد بابكر حمزة، محمد سالم بعشر، استأنفت محكمة العدالة الناجزة رقم (4) تحت سلطات القاضي/ حسن ابراهيم المهلاوي أعمالها بالنظر في موضوع القضية والتي لم يكن محمود محمد طه طرفاً فيها، أنظر أيها القارئ الكريم إلى تلك العبارة والتي لم يكن محمود محمد طه طرفاً فيها، أثناء سير المحاكمة حانت من القاضي المهلاوي التفاته نحو (شباك) المحكمة، فرأى محمود محمد طه جالساً في ميدان المحكمة يتحلق حوله ويحف به مجموعة من البنات الجمهوريات، حيث كان هذا دأبه، فقال في نفسه ما لهؤلاء الذين كانوا يوزعون المنشورات، وقدموا للمحاكمة من سبيل، إنما السبيل على الذين يبغون في الأرض بغير الحق، محمود هو الذي أعد المنشور، ومحمود هو الذي أوعز إلى هؤلاء المتهمين بتوزيعه، إذاً لماذا لا يقدم محمود إلى المحاكمة، لإيمانه بأن المتهم الأساسي هو محمود محمد طه، فقد شرع القاضي حسن ابراهيم المهلاوي في طلب تقديم محمود محمد طه للمحاكمة، وفعلاً تم التوجيه بإلقاء القبض على محمود محمد طه لتقديمه للمحاكمة، إنني على علم ويقين تام بأنه لم تكن هنالك دوافع ولا إملاءات ولا ضغوطات على قاضي محكمة الموضوع السيد المهلاوي من أية جهة تنفيذية عليا، ولا حتى من رئيس الجمهورية الأسبق من أجل القبض على محمود وتقديمه للمحاكمة - إنتهى النص - عن الكاتب أحمد طه محمود.
وهذا لعمري لا يشبه قضاة السودان، فالقانون والعدالة تحرم على القاضي أن يأتي بما لم تأتِ به الوقائع بمحضر الدعوى أو القضيةو ولا يسمح له مطلقاً بأن يأتي بعلمه، دون علم ما تم تدوينه من قبل الأطراف بالمحضر بخط يد القاضي والذي يتلوه عليهم داخل ديوان المحكمة نفسها.
كيف تحين من القاضي المهلاوي التفاته؟...
أثناء سير المحاكمة؟! لمتهمين ليس من بينهم الأستاذ محمود محمد طه، ولماذا تحين منه التفاته والمحكمة في سيرها... ؟؟
إنه قصور متعمد في سير العدالة، وكيف يأمر بفتح بلاغ جنائي ضد إنسان لم تقدمه الشرطة أو النيابة ويأمر هو بذلك انها بكل حقيقة محاكم للتفتيش، اقتبس مقاليين للأستاذ عادل سيداحمد رئيس تحرير صحيفة الوطن.
سأقتبس أيضاً ما سطره الأستاذ عادل سيد أحمد بالصفحة الأخيرة بعموده (أنفاس) بصحيفة (الوطن) الصادرة في يوم الخميس 42/6/0341ه الموافق 82/6/9002م تحت عنوان (طوارئ المكاشفي.. وإعدام الشهيد محمود محمد طه). فليسامحكم الله... أما شعب السودان.. فلا...!
لا أدري لماذا لم يستحِ المكاشفي طه الكباشي رئيس محكمة استئناف محاكم الطوارئ إبان فترة مايو وهو يرمي بتصريحات عبر الصحف في مناسبة 52 مايو، في تلك الأيام الحالكة، وإبان محاكمة شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه ملايين الرحمة والمغفرة تنزل على قبره، لم يتراجع المكاشفي عن الدفاع الهزيل والدفوعات المهترئة عن ذبح العدالة على بلاط فترة الإستبداد والديكتاتورية من عمر النظام المايوي.
لقد جاء الرد السماوي من إله العدل بأن سقطت مايو، ولأنها كانت تستخدم (كل الكروت) حتى تبقى في السلطة لأطول فترة ممكنة.
وبعد أن تأرجحت من الماركسية، ثم اتجهت نحو الرأسمالية مستظلة تارة بالمعسكر الشيوعي، وأخرى بالمعسكر الرأسمالي وبعد أن استنفذت هاتين المدرستين حاول (علماء السلطان) وحارقو البخور وقارعو الطبول أن يجربوا (كرتاً) آخر، فاستخدموا الدين وأعتقدوا أنهم بذلك يكسبون مشاعر الناس ويدغدغون عواطفهم، فأعلنوا تشريعات أسموها إسلامية، والله يعلم أنهم لكاذبون، فما كان من الراحل الأستاذ محمود محمد طه إلا وأن تصدى لقوانين سنها الإستبداديون لإذلال الناس والتشهير بهم، فكانت محاكم الطوارئ أشبه بمحاكم التفتيش في القرون الوسطى، وجزاءات الخوازيق وكان لغط عبر الحيط في البيوت، وكان التشهير بالأسر الكريمة عبر الإذاعة والتلفزيون، مع أن الإسلام يدعو إلى السترة « من ستر مسلماً في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة».
وكانت محاكمات السارقين من الفقراء والبؤساء مِن مَن تقع حولهم شبهة المال العام مما كان يستوجب محاكمتهم تعزيزاً بسبب عدم إيفاء ووفاء أركان حد السرقة.. الخ ما جاء بالمقال.
كما إقتبس كلمة الوطن التي سطرها الأستاذ عادل سيد أحمد خليفة أيضاً بالعدد رقم (6124) بالصفحة الأولى عمود (6-8) الصادر في يوم الأحد 31/11/3341ه الموافق 03/9/2102م بعنوان (حتى يخرج الفكر الإسلامي من ورطة المغامرين) - إعدام محمود محمد طه - أنموذجاً - التجارة باسم الدين وقوانين سبتمبر.
نظام نميري عليه رحمة الله كان عبرة في كل شيء.
وأعمالاً لمنهج الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وما أكثر العبر وما أقل الإعتبار، نجتر جزئية مهمة تزامنت مع شهر سبتمبر هذا في ظل حقبة مايو 9691 وحتى 5891م.
حيث إنعطف عسكر مايو بمنهج الحكم إضطراراً من لينين إلى آمين.
ليس بنية مخافة الله، فإن مخافة الله لم تكن في معايش الناس وعلاجهم، وتعليم أبنائهم، فإنها قطعاً لن تكون مخافة، وإنما مناورة رخيصة من أجل البقاء على كرسي الحكم، ذلك لأن رأس الحكمة مخافة الله أن تتقيه في عباده كما جاء في الحديث القدسي (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).
لقد كانت قوانين سبتمبر المسماه زوراً بالإسلامية كانت مسخاً مشوهاً ونزعة فرعونية لاستخدام الدين في أغراض (الدنيا) السلطوية.. فجسدت الإحتكار وقننت للوصاية، وأذلت الناس فمثلاً فإن الإسلام ينحاز للستر، ولكن محاكم الطوارئ والتي أحاطت نفسها بقدسية لئيمة على غرار محاكم التفتيش المتدثرة بإدعاءات« ظل الله على الأرض في القرون الوسطى» هذه المحاكم كذلك كانت قائمة على تجاوز الستر وتحطيم البيوت وتهشيم الأسر.
أما العار التاريخي الأكبر لقوانين الجور والعدالة العاجزة وكان في محاكمة رمز إسلامي صوفي كبير، وهو المفكر العظيم الأستاذ محمود محمد طه، فقد حاكمه الجلادون لشئ في نفوسهم، ولضعف في فكرهم، ولخلل في حججهم، لم يراعوا انه تجاوز السبعين ولم يتذكروا عدل الإسلام، وإن ناطق الشهادتين ليس بكافر، مع أن قوة الدين لم تكترث حتى للكافرين (من شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر) لقد كان في قوانين سبتمبر عظة كبيرة ورسالة قوية ومسؤولية عظيمة لأهل الفكر الإسلامي ليتساءلوا:
- هل هناك فكر إسلامي متكامل يقوم على الإجتهاد ويناهض الإستبداد، والوصاية، والإحتكار.
سؤال مهم وملح وماثل.
لقد سعيت كثيراً للقاء هذا القاضي... حينما علمت بأنه قد تم تعيينه محاضراً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، حينما كنت نافذاً على مستوى جامعات (المملكة) السبع حينذاك.
- ولم أوفق في ذلك، تلك الجامعة التي إنبثق منها كافة القيادات السلفية والجوالة ومن قاموا بإعتداءات الحادي عشر من سبتمبر على مركز التجارة العالمي بواشنطن.
وفي يقيني أن ذلك التعيين كان ثمناً لما قدمه القاضي المهلاوي من جلي في هذا الوطن لصالح النهج السلفي، وهو ما درجت عليه القيادات النجدية في تعيين كل من يقدمون جلي، فقد عاصرت محمد ولد دادة في جامعة الرياض، الذي أتوا به مستشاراً لمدير الجامعة وهو شقيق مختار ولد دادة الرئيس الموريتاني الأسبق وعاصرت..... وزير داخليتنا الأسبق..... وعاصرت...... وعاصرت..... وعاصرت.... بل والتقيت بالأديب الطيب صالح وذكر لي تسجيلاً... أنهم يودون أن يستخدمونه هنا في المملكة، مثل ما استخدموا أكرم صالح.. رحمه الله فقد كان معلقاً رياضياً ثراً.. وحكى لي كيف وصلته الدعوة من الشيخ/ عبدالعزيز التويجري نائب رئيس الحرس الوطني الذي لم يلتقِ به من قبل، وذكر في ندوة عامة أقيمت بدار جمعية الثقافة والفنون بالرياض: أنه صوفي ولا يتوافق فكره مع هؤلاء، وأسألوا في ذلك الأستاذ الدكتور مختار عجوبة الذي كان حاضراً ذلك اللقاء ، بل استمعوا لشريطه التسجيلي والمصور (فيديو) وهو يعبر عن ذلك.
لنعود لمقال أحمد طه محمود الذي التقى مع الأستاذ في اسمه والتقى معه في اسم جده لوالده وأسماؤنا سالمة فهي مستمدة حقيقة من اسم رسولنا الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وآل بيته الطاهرين.
هذا المقال صدمني كثيراً وساءني حينما أساء للأستاذ وهو من موتانا، الذين يجدر بنا أن نحسن ذكراهم، كما أبلغتنا عقيدتنا السمحة .. وظللت اطلع على آراء من جعلت المقال بين أيديهم وأنظارهم الكريمة.. فأجدهم مستاءين ومنقبضين على ما آل إليه الحال .. من حقد .. وتشفي... بل نجد أن كاتب المقال قد استشهد بالشهيد الواثق صباح الخير ويشهد انه كان يحب المساكين، وتربية الأيتام، وفي هذا أيضاً خطأ آخر يسجل للقضاء السوداني من قبل كاتب المقال.. كيف يتم إعدام من كان يحب المساكين، وتربية الأيتام وهو (كاتب المقال) ؟؟
في هذا صادق، لقربي من الصبابي وأهلها فعمتي رشيدة مهدي خليل والدتها خديجة محمد حضرة وأبناء خالها توفيق والحاج عثمان محمد حضرة.
إن الأستاذ محمود وتحت قلم الأستاذ الشهيد محمد طه محمد أحمد وبعموده اليومي (خفايا) وليس بصفحته لله والحرية كتب في عموده أن الأستاذ/ محمود محمد طه قذف به فيصل مختار مدني (العقيد طيار .. حينذاك وعضو مجلس قيادة ثورة الانقاذ الوطني فيما بعد) قذف به في وادي الحمار بالقرب من عطبرة.
وتعال يا أحمد طه محمود لأعرفك ما هو وادي الحمار، هذا الوادي الذي تعتليه رمال ناعمة متحركة وهذه الرمال، وأنا أحد أعضاء منظمة الشباب الإتحاديين عقب ثورة إكتوبر 4691، أعلن النقابي اليساري حسن قسم السيد رئيس نقابة البريد والبرق الاضراب، وكان وزير المواصلات المناضل الفذ، والوطن الغيور نصر الدين السيد مرجان، وحتى يتم إفساد الاضراب اليساري جمعنا نصر الدين السيد ونحن الشباب الإتحاديين وجعلهم يغطون البريد بعد أن تم جمع معظم وكلاء البريد وكبراءهم والذين جلهم من الإتحاديين.. وتم تدريبنا في سويعات على اعمال البريد والبرق بنادي الخريجين بأم درمان (في محاضرات نظرية وعملية)، تم تطبيقها في اليوم التالي وهزم الاضراب اليساري.. كان أن تم توزيعي للعمل بقسم (البريد MILS) توزيع البريد وأول مهمة واجهتني توزيع خطاب مسجل يحتوي على مصحف شريف مخطوط بماء الذهب قادم من الصين للعلامة أبو الطب النفسي في السودان وعضو مجلس السيادة الأسبق البروفيسور التجاني الماحي.. وهو خال للمحامي بدر الدين سليمان الذي كان مستشاراً حينذاك لدى سركيس ازمرليان وقبل أن يصبح وزيراً كما هو خال ايضاً للمحامي اليساري حينذاك غازي سليمان.. وقبل أن يصبح المعارض الوطني وأنا أعرف منزله حيث كنت زميلاً لابنه صلاح بالمدرسة الثانوية فتوجهت إليه ووجدته داخل حفرة عليها كثبان من الرمال يضع عليها كتبه بعد أن يلفه بطبقة من البلاستيك ويهيل عليها الرمال.. ربت على رأسي وشكرني واستلم الخطاب المسجل (القانون البريدي يسمح بمرور 3 كيلو جرام) كخطاب مسجل. والذي كان يحتوي على ذلك المصحف، ووقع لي على الايصال بالإستلام وأخذت أروي وأحكي كيف أن العلامة التجاني الماحي يهيل الرمال على مطبوعاته.. ومنها أخذت عن ماهية الرمال والتي كان حد علمي بها حينذاك أنها بها تبنى الحوائط ويصنع منها الزجاج، إلا أن الرمال علمت منذ ذلك الحين انها تحفظ الجماد والانسان.. بل مؤخراً وبإطلاعي على الموقعين الإلكترونيين الآتيين:
http://www. ybeeb.net/ask/showthread.?t
http://ar.wikipedia. org/wiki/
علمت أن الرمال الجافة تستطيع أن تحمل وزنك بعكس الرمال المشبعة بالماء إضافة إلى أن الرمال المتحركة تجعلك تغرق فيها أكثر، وهذا ما حدث للأستاذ الجليل الشهيد محمود محمد طه والتي من الممكن الخروج منها أي أن تلك الرمال المتحركة ومعلومة مهمة: كثافة جسم الانسان (1) جرام لكل (1) سنتمتر مكعب.. لهذا نطفوا في الماء لان كثافة الماء أعلى .. اما الرمال المتحركة فكثافتها أعلى من كثافة الماء في حدود (2) جرام لكل (1) سنتمتر مكعب أي أن الطفو على الرمال المتحركة أسهل من الطفو على الماء.. ومن هنا سيظهر الأستاذ طافياً فوق الرمال وهناك وبعد أن تنداح الرمال في وادي الحمار، وعن الجثمان الطاهر الذي سيكون محفوظاً كيوم وفاته، ويظهر وجهه باشاً مشرقاً.. محمود محمد طه سنبني له ضريحاً أروع من تاج محل وسيكون أجمل صرحاً يضم أعظم رفاة.
وهنا سيعلم أحمد طه محمود، إن كان الأستاذ قد استدار عن القبلة أو إن كان شيخ السجانين قذ كذب أو إن كان الكاتب الأول في تلك الصحيفة قد نقل عنه ما لم يقله شيخ السجانين أو الكاتب الحالي قد نقل عن الصحيفة التي لم يذكر اسمها ولا رقم صدورها ولا تاريخه ما لم يأت بها... بل سيعلم إن كان موت الأستاذ هو معجزة أم نقله لوادي الحمار المليء بالرمال الحافظة للانسان هو المعجزة..!!
وددت أن أقول لكاتب المقال... ماذا في حكم القضاء السوداني الأعلى والأتم ببراءة الأستاذ وببراءة فكره وبخطأ محكمة الموضوع؟ ألم تقل المحكمة العليا (بعد سقوط محاكم التفتيش ومن صنعوها) بتلك البراءة وبعد وفاة الأستاذ ومن هنا.. فان كتبه ومقالاته وفكره.. تتداول بين الناس بنص القانون، ثم بنص حرية الفكر، بل ألم تر ماذا قال ذلك العلامة الفذ النجيب الذي كرمته الحركة الاسلامية نفسها وأرادت أن تقترب منه .. بل وحضنته بأياديها وأكفها.. أمام الملأ أجمع.. ونفحته سيارة وجائزة كأقل تقدير يقدم له.. وحينما تتدثر الحركة الاسلامية بهذا العالم الفذ فانها لا تشاركه أفكاره ونشاطه وقلمه وحسب بل تتفاعل معه تفاعل التلميذ لأستاذه ... الذي قال عنه الشاعر، أو في المعلم التبجيلا .. كاد المعلم أن يكون رسولا..
وقال عنه الشاعر محمد الأمين جابي..
ابن الزعيم أحمد الشيخ توري (سيك توري) في أروع ما قاله شاعر عن معلمه:
يكفيك فخراً أن تكون معلماً
تبني العقول وتفتح الأبصار
أنت الذي علمتنا وهديتنا
وقضيت في تكويننا أدوارا
من بعد كل تسفل ترقى به
حتى كأنك قد ولدت مرارا
علمته ، ربيته ، ثقفته
أدبته ، زودته أفكارا
ونص القصيدة ستنشر في اعداد لاحقة بالصحيفة..
إن في شهادة معلم القرآن.. ومفسره.. العالم العلامة عبد الله الطيب المجذوب... على الأستاذ الصوفي النابغ المهندس محمود محمد طه لهي أبلغ وأعظم شأناً من الكلمات المريضة، والحاقدة التي أتت في مقالة أحمد طه محمود.
أنظر للعالم العلامة ماذا يقول في داليته.. (المعلقة) الشهيرة:-
قد شجاني مصابه محمود
مارق قيل هو عندي شهيد
وطني مجاهد وأديب
منشيء في بيانه تجويد
ذاق سجن المستعمرين قديماً
ومضت في الكفاح منه عقود
سيق للقتل وهو شيخ اخو ست
وسبعين أو عليها يزيد
لم يراعوا فيه القوانين ظلماً
فهو قتل عمد وجرم أكيد
والذي قاله فقد قيل من قبل
وفي الكتب مثله موجود
فشت الآن برجوازية في الدين
من قبل علقها اليهود
وتفان عن الحطام كان الدين
أركانه الشداد النقود
قد اباها المسيح عند الفريسيين
إذ ملهم بها جلمود
قرى الحكم ثم صاح به القاضي
ألا مثله أقتلوه أبيدوا
كبر الحاضرون للحد مثل العيد
إذ جمعهم له محشود
وأراهم من ثغره بسمة الساخر
والحبل فوقه ممدود
وعلى وجهه صفاء واشراق
أمام الردى وديع جليد
ما هذا الطغيان ما هذه الأحقاد
ما هذه القلوب السود
ما الذي جد ما الذي جلب القسوة
من أين ذا العتو الشديد
قد أسأنا إلى الشريعة والإسلام
ما هكذا تقام الحدود
ما كذا سنة النبي ولا الوحي
الذي أنزل الحكيم الحميد
سند المصطفى هي اللين هذه
غلظة بل فظاظة بل جمود
اننا نحن مالكيون سنيون
حب النبي فينا وطيد
وسطور الايات قالت عليكم
أنفساً لا يضركم من يحيد
وتلونا فيهن آية لا إكراه
في الدين ليس عنها الصدود
تلك أبيات مختارة من (معلقة) دالية العالم العلامة عبدالله الطيب .. فماذا انت قائل يا أحمد طه محمود لا يفوتني وأنا أتحدث عن الشهيد الأستاذ محمود محمد طه إلا وأذكر كيف التقاني ولاول مرة في حياتي اغسطس 8791م وأنا قادم من ليبيا للتو لاسأله عن ما قاله العقيد (معمر بن حمد بن محمد بن عبد السلام بن حمد أبو منيار القذافي.. أحد أبناء القذاذفة الذين هاجروا من الفيوم بمصر إلى ليبيا.. والتي تقلد فيها زعامة البلاد) حدثته عن ما قاله العقيد عند الختمة المائة للقرآن الكريم بمسجد مولاي محمد بطرابلس عن الأحاديث الشريفة والسنة المطهرة وكيف أدلى بأحاديث متناقضة.. يشكك فيها برواية الحديث وصحته، فالتقاني الشيخ الجليل وكان هو وتلاميذه متجهين إلى مدينة أمبدة (أمدرمان الجديدة حينذاك) فارجأ الرحلة وجلس معي وصديقي الحميم حينذاك علي بدوي علي وحدثني عن صحة السنة المطهرة وصحة الأحاديث ودرجاتها وكيف وزع علماء الحديث ذلك وحملني أن أقول للعقيد إن ما ذكره جملة وتفصيلاً هو خاطئاً.. كان صديقي الحميم.. أكثر تأثراً بما قاله الأستاذ... وكيف يقولون عنه ما يقولونه.. وهو في هذه الدرجة الإيمانية العالية وقدرته على الإحتمال على المصائب والتقطت الصور الفتوغرافية للذكرى مع الأستاذ وتلاميذه وتلميذاته ومن بينهم الأستاذة أسماء يجدها القارىء منشورة في هذه المقالة.
عدت في ذلك خلال (42) ساعة فقط أمضيتها في السودان ونقلت الحديث للعقيد الذي صمت طويلاً والتفت إلى الحاج الشحاتي وطلب الشروع في زيارة الأستاذ والتي لم تتم دون أن أعرف الأسباب.
رحم الله... الأستاذ محمود محمد طه ورضي الله عنه ... وقدس الله سره ونسأل الله تعالى أن يجعل في كشف جثمانه الطاهر عند وادي الحمار.. لنحضر تشييعه وإقامة ضريحه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.