الأخ «الأكبر» جمال عنقرة كما قال في مقاله التاريخي بالأمس، أنه دائماً يتحرك «محل فاضي»،وذلك بعد أن أمن على طلبي لابن عمنا الأستاذ إبراهيم عثمان الطويل، الذي أبت والدته الدينكاوية إلا أن تنفصل عننا.. رغم المحبة والمحنة التي جعلت والد عثمان الذي أصوله من خنادقة أم دوم أن يتزوج من الجنوب، الذي لا ولن تستطيع أي قوة في الأرض أن تقنن هذا الانفصال غير المنطقي والغير شعبي.. لأنه لايعدو أن يكون انفصالاً سياسياً، يجدر بالشعبين أو الشعب الواحد في الشمال والجنوب أن يقضي عليه في مقتل. جمال عنقرة عندما ذهب إلى«المشهد الآن» لم يذهب من «الوطن»، فلقد ظل معنا في مكاتبنا وبيوتنا وهي دائما وستظل مكان راحته وإلهامه وصلاته ..لأننا والحمد لله لدينا اعتقاد راسخ أن العلاقات التي تربطها المصالح «زائلة لامحالة»، والعلاقات التي أساسها العاطفة والتآخي والإلفة والمودة هي الدائمة والأبقي طالما بقينا في هذه الدنيا الفانية. جمال، كما ذكر يتحرك «محل فاضي»، وأنا اتحرك «محل مسخن» ودائماً ما كان جمال يدعوني أن أشكل مواضيعي وأن ابتعد عن صديقي الدكتور عبدالحليم المتعافي وعمنا «البلدوزر» خضر جبريل موسى، الذي لا أريد أن أقول «المعاشي». أعجبني في مقال «أخونا الكبير» جمال عنقرة تناوله لموضوع «الشراكات الفاشلة» في الصحف وشركات الطباعة والنشر التي تصدر صحفاً أو مجلات بصورة عامة، وتتناول عدة صحف وشخصيات بالأسماء.. لاأريد أن أكررها. لقد ظل كثير من رجال المال والأعمال السودانيين ينأون بأنفسهم عن الدخول في «شراكات وطنية» ولكنهم لا يمانعون في«الشراكات الأجنبية»، لأن المزاج السوداني كما ذكر جمال متقلب ولا يتفق مع الشريك في كل تفاصيل الشراكة ،حتى بعد قيامها ،وتتدخل كثير من العوامل في «عكننة الشراكة»، كالأخوان أو الزوجة أو«الصداقات» أو المنافسين الذين يحرضون من أجل مصالحهم، مدعين مصلحة «الشريك». أنا وبحكم علاقتي بأخي جمال مُلم بكل تفاصيل شراكة، «المشهدالآن» التي بدأها جمال منذ كانت رضيعة «بالبزة» إلى أن وصلت إلى «سن الرشد».. ومن هنا كانت نصحيتي له بأن يتجه صوب «تقرير المصير» خصوصاً أن ليس لدى «المشهد الآن» أنابيب بترول تمر عبر أراضي وحواشات «عنقرة»، الذي لديه القدرة على الإبداع والكتابة حتى في جريدة حائطية، ناهيك عن صحفنا «الكحيانة» التي لو تم جمعها في صحيفة واحدة لما صارت في مقاس وحجم صحيفة الأهرام المصرية أو الأخبار. جمال الآن في غاية السعادة والضحك والمرح، لأنه خرج ودخل محافظاً على صداقته مع عمنا عثمان الطويل، ولم يكتب حرفاً واحداً ضده، كما حدث في نزاعات الصحف التي وصلت حد التراشق بالكلمات، وكادت أن تتحول إلى تشابك بالأيدي والبونية.