[email protected]) منذ عهد بعيد واهل السودان عامة واهل بورتسودان خاصة يترنمون ببورتسودان كعروس للبحر الا ان واقعها الحالى يؤكد انها تستحق وبجدارة مطلقة ان تكون عروس السودان كله بل افريقيا برمتها ، فالمدينة الآن اجمل مدن السودان قاطبة وانظفها على الاطلاق لانقول ذلك من باب المجاملة بل هى حقيقة مؤكدة رأيناها بام اعيننا واستمتعت بها كل حواسنا. للحق فوجئت بهذا المستوى الراقى الذى اصبحت عليه بورتسودان فقد زرتها مررا واخر زياراتى كانت قبل بضع سنين لذا يمكننى اكتشاف الفرق بسهولة كما وحجما واول مايلفت النظر هنا هذا المستوى المتقدم من النظافة فى مدينة كانت كئيبة المنظر قبل سنوات قليلة فكأن معجزة حدثت هنا قياسا بماكان والامر لايعدو كونه التقاء رائع بين عبقرية المكان والانسان والقدرة والارادة على الفعل والمتابعة المباشرة للمسؤولين عن الامور الخاصة بالولاية وحاضرتها. فى الخرطوم مثلا توفرت الاليات والمعدات وتم استقدام خبير سودانى من الخارج لمشروع النظافة ودفع الناس المليارات من اجل ان يروا مدينتهم نظيفة ولكن للاسف فان الخرطوم ( ..... ) ولانريد ان نستخدم تلك الكلمة حتى لايتسخ بها هذا المقال فالاموال التى توفرت لمشروع نظافة الخرطوم كان ينبغى ان تجعلها واحدة من انظف المدن السودانية ولكن سؤ الادارة جعلنا فى آخر صف النظافة ان لم نستخدم كلمة الطيش . مالذى جعل بورتسودان هكذا جميلة المنظر نظيفة الشوارع والساحات ولايقتصر ذلك على مركز المدينة بل امتدت الايدى الجميلة ترسم لوحة النظافة فى الاحياء الطرفية ورويدا رويدا اذا سارت الامور على هذا المنوال سنجد ان الاحياء الطرفية فى بورتسودان انظف من قلب الخرطوم وبالتأكيد فان المتابعة المباشرة واللصيقة للسيد الوالى واشرافه المباشر كان سببا وراء تجويد الاداء مع ان الذى يقوم على رأس هذا الانجاز شاب طموح وجاد وعملى وقد علمنا ان الوالى دائم التطواف على انحاء المدينة فاذا رأى خللا اوقف سيارته فى المكان واستدعى القائمين على الامر ولايغادر حتى يتم اصلاح الخلل سواء كان متعلقا بالجماليات او الخدمات ولهذا اصبح العاملون وتحت تلك المتابعة المباشرة اكثر حرصا على تجويد الاداء تجنبا لاى محاسبة يعرفون انها حاضرة وتبالى بكل صغيرة وكبيرة من اجل هذه المدينة التى يعشقونها. والامر كما علمنا لايختص بمدينة بورتسودان بل ان كل مدن ولاية البحر الاحمر تلقى ذات الاهتمام وهذه نظرة ذكية من القيادة هاهنا فقد اصبحت ولايتهم جاذبة جدا تضرب اليها اكباد وسائل المواصلات المختلفة من اوروبا ومن هاهنا ليستمتعوا بجمالها الأخاذ هذا وليقضوا اياما حلوة جميلة لاتعكر الاوساخ فيها ناظرهم وتتوفر الخدمات وهذا استثمار ذكى جدا لايقدر عليه الا اولو العزم من الولاة الناجحين. اننى اتمنى ان يتم احضار كل ولاة السودان الى بورتسودان ليقفوا على هذه التجربة الرائعة وهذا المثال النادر ليستفيدوا منه ويتعلموا كيف تكون الانجازات الحقيقية ، كأن يد ساحرة امتدت الى هنا وغيرت الصورة الكئيبة باخرى زاهية شملت المكان والانسان ، حتى المركبات العامة اصبحت متناغمة مع كرنفال الجمال والنظافة والحركة العمرانية اضافت المزيد من الألق للمدينة ولانملك الا ان نحى هذه الثلة الكريمة التى اكدت بالفعل ان انسان السودان قادر على صنع المعجزات وباقل التكاليف ولكن من يقنع ناس الخرطوم ؟