[email protected] يقال إن ماري انطوانيت زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر إبان الثورة الفرنسية قد إندهشت عندما رأت مظاهرات النساء في باريس بسبب إنعدام الخبز وقالت قولتها المشهورة (ولماذا لا يأكلون البقلاوة) كبديل للخبز لم تكن سيدة فرنسا الأولى تدرك حينها العلاقة بين الخبز والبقلاوة وإن كليها تتم صناعته بالقمح فقد كانت ماري تعيش في برج عاجي وفي فمها ملاعق من ذهب ومتاح لها الحصول على كل شيء. ليس بعيداً عن هذا الموقف ما بشرنا به وزير المالية الحالية عندما دعا المواطنين الى الرجوع الى أكل الكسره في إشارة منه الى أزمة خبز طالت العاصمة والبلاد في وقت سابق نسي معالي الوزير أن غالبية المواطنين حتى في العاصمة يعتمدون بشكل أساسي على الكسرة المصنوعة من الذرة بمختلف مسمياتها وأنها لا زالت سيدة الموقف في المائدة السودانية وإانها تتأثر صعوداً وهبوطاً في علاقتها بأسعار القمح كلما زادت أسعار القمح كلما إرتفعت أسعار الذرة والعكس صحيح، فالمواطن يعاني من إرتفاع أسعار الخبز والكسرة أيضاً والدخن لمن يتناولونه، ليس بعيداً عن هذه العلاقة القوية في الأسعار ما يحدث عندما ترتفع أسعار اللحوم مما يؤدي الى إرتفاع أسعار الدواجن والسمك والبقوليات أيضاً. ولكن هل تتمثل مشكلة الخبز في إنعدامه وإرتفاع أسعاره فقط؟ أم أن هناك سلبيات كبيرة تتعلق بصناعته وتسويقه. أول ما يواجهه المستهلك هنا هي مسألة وزن الخبز نستطيع أن نؤكد أن وزن الخبز هو وزن الريشة فأنت تحمل عشرة قطع من الخبز وكأنك لا تحمل شيئاً ما هو الوزن القانوني لقطعة الخبز؟ وما هو سعر هذه القطعة؟. هذا الأمر بعيداً عن ثقافة المواطن فهو يشتري ما تفرضه عليه المخابز بالأسعار والأوزان التي يحددها لا توجد سلطات للرقابة - إن وجدت - تملك المواطن وتعرفه بحقوقه من السعر أو الوزن ويمكن أن يتم ذلك بعمل ملصقات في المخابز. أمر آخر يتعلق بسلامة صنع الخبز هل تضاف اليه مواد لتحسين شكله مثلاً كروميد البوتاسيوم وهي مادة مسرطنة يظهر أثرها بعد حين وهل تستطيع أجهزة الرقابة كشف هذا الأمر وما هي العقوبة المفروضة على صاحب المخبز الذي يقوم بإضافة مثل هذه المواد المضرة بسلامة المواطن هل هي عقوبات رادعة؟ أم أنها شكلية وبسيطة لا تتجاوز السجن لبضعة أشهر يفقد الخبز تماسكه بعد فترة بسيطة ويتحول الى ذرات صغيرة لماذا؟ امر آخر يتعلق بتسويق الخبز فيتم عرضه في العراء على أرض مكشوفة تتعرض لأشعة الشمس والغبار كما أن من يقوموا ببعيه وصناعته لا يتم الكشف عليهم بشكل دوري وليست لديهم كروت صحية. فصناعة الخبز وبيعه تتم بصورة عشوائية ولا تخضع لرقابة صحية . وكأننا بالمواطن وصحته أمر لا يهم السلطات الصحية في المحليات.