«انت يانيل سليل الفراديس» او رائعة الشاعر الكبير المرحوم التجانى يوسف بشير التى أسماها ب « محراب النيل» أقوى دليل على حالة تدقيق إنتقاء جميل الكلمات التى لازمت الفنان الكبير المرحوم عثمان حسين أما إنتقائه للشعراء فتلك قصة أخرى فثنائيته مع الشاعر الكبير حسين بازرعة تقف شاهدة على ذلك. برامج قناة النيل الازرق تتميز بشكل عام لكن تقديمها للبرامج التوثيقية لكبار المبدعين فى حياتهم أو بعد مماتهم تمثل علامة فارقة فى تميزها... ويكفى الحلقة التى أعيدت اكثر من مرة والتى كانت عن الفنان الراحل عثمان حسين قد أعادت الجميع لدنياوات ابداع غير «ملوث» بأى «تلويث» من مايسمى بابداع هذا الزمن الذى تستحى «الرداءة» ان توصف به. جمال الاغانى التى غناها الراحل عثمان حسين إكتسبته من الحانه التى لحنها بنفسه فهو أول فنان وموسيقار سودانى يتبدع المقدمات الموسيقية الطويلة، كما أنها إكتسبت ذلك الجمال من روعة ماكتب الشعراء على التنقارى وعوض أحمد خليفة والسر دوليب وقرشى محمد حسن واسماعيل حسن وعثمان خالد وحسين بازرعة وغيرهم. درجة الرواد المبدعين منحتها الاذاعة السودانية للراحل الفنان عثمان حسين وذلك لعطائه الفنى الذى امتاز بالرصانة فى الكلمات والألحان والأداء... وقد غنى للشاعر الكبير محمد يوسف موسى اربع أغنيات منها الاغنيتين الجميلتين «الدرب الاخضر» و « تسابيح». هجوم وتعدى بعض الفنانين الشباب والفنانات الشابات خلال عقد الثمانينات من القرن الماضى على اغنيات الراحل عثمان حسين قابله الراحل عثمان حسين برحابة صدر دون أن يحرك فى مواجهتهم أية اجراءات قضائية بخصوص حقوق الملكية الفكرية بل ساعدهم بالنصح والارشاد حتى أصبح هؤلاء الفنانون والفنانات من الذين يشار اليهم بالبنان الآن. ومنظمة عثمان حسين الثقافية هى الأخرى تضطلع بأدوار مهمة فى حفظ التراث العظيم الذى خلفه عثمان حسين ، وبالمناسبة المنظمة درجت على اقامة ليالى ثقافية هدفها تقديم الفن الرصين وقدمت فى بداية هذا ليلة عنوانها أغنيات للوطن يحييها عدد من كبار الفنانين وهى ليلة بمناسبة الاستقلال حيث اقامتها بالتعاون مع دار الخرطومجنوب للغناء والموسيقى وبدارها... زميلنا المبدع الرائع طارق شريف بدأ مسيرة توثيقية لمسيرة الغناء السودانى فنذكر له « سرور سايق الفيات» وابراهيم عوض خمسون عاماً من الابداع بالاشتراك مع البروفسير عبداللطيف البونى... أما عن الراحل عثمان حسين فوثق له بكتاب (( عثمان حسين الفراش الحائر)).