يستقبل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها بعد «3» أسابيع او اقل من شهر ، قال الله فيه (إنه لي، وأنا أجزي به) كما تجلت عظمته في أنه شهر أنزل فيه القرآن، وفرضت فيه الصلوات الخمسة، ولهذا الشهر العظيم مذاقا خاصا وتتحول الأنفس بحكمة الله -عز وجل- من أنفس شريرة الى أنفس خيره، وتهدأ فيها النفوس اللاهثة وراء الدنيا لتلتجئ إلى الذات العليا الإلهية تهجداً ، ورحمة، وغفراناً وتلاوة لأعظم وأفضل وأقيم كتب الله سبحانه وتعالي ابتغاء الآخرة. وبالتالي يتهيأ المسلمون وخاصة المسلمون السودانيون في تهيء روحي ونفسي، ولكن تظل المشكلة المادية هي الشبح المخيف الذي يهدد مضاجع الناس وان كان السودانيين على مختلف مشاربهم لا أعدو الحقيقية إن قلت إن 59% منهم يكابد ويجاهد النفس ليصوم هذا الشهر العظيم «بالموجود والغير موجود» ولكن تظل هناك سلع منعشة للحياة يحتاج لها الثري والفقير والغني والمسكين وهي سلعة (السكر والذرة) وهي اكبر حياة بالنسبة له فما زالت الإرهاصات تملأ مجالس المدينة على خطة محكمة يديرها زبانية وعصابات السوق الأسود لاختفاء هذه السلعة لتصبح سلعة نادرة، فترتفع أسعارها، إضافة إلى تلك الشائعات التي تدور عن بيع مصانع السكر الى شركات أجنبية وهذا يعني التخلص من العمالة السودانية التي تعمل في هذه المصانع إضافة الى خصخصة في القوى العاملة أما ثالثة الأثافي في أن هناك شراكة الحكومة مع الشركات الآجنبية 08% للأجنبي و02% للسودان، وهذا ما يخلق فوضى عارمة وسط العاملين حيث لا يوجد مكاناً شاغراً على رصيف العطالة الذي اكتظت به كل التخصصات الأكاديمية علمية كانت أم أدبية، ويترتب على هذه الشراكة أن الشركة التي يقع عليها الإختيار تحتاج من الوقت لتشغيل عمالة جديدة بعقود جديدة مع تحديد اسعار جديدة وهذه نافذة ينفذ منها تجار السوق الأسود إلى جسم المشترين، ومن هنا تنطلق معاناة المواطن العادي جرياً وسعياً وراء سلعة مهمة تعتمد عليها الأسر السودانية، فهناك الذرة التي اختفى والبصل الذي ارتفع والليمون الآن بأسعار زهيدة، ولكن مع بداية رمضان سيتحول إلى سلطعة صعبة المنال ازاء كل هذا نتوقع من الحكومة أن تتخذ الإجراءات اللازمة بضبط السوق وذلك بوجود مفتشين على مدار الساعة، فالحكومة حين تكون حاضرة للحدث يخافها التجار، كما أن الذرة هي الوجبة الأساسية، ثم المائدة السودانية التي تحتاج إلى مستلزماتها من بصل وشمار وزيوت ..الخ ،فيا حكومة إنه أعظم الشهور في السنة فليصمها المواطن بسهولة ويسر فالناس في حالة غليان، وخاصة أن هناك اتجاه لرفع الدعم عن المحروقات فأبطله البرلمان، الأسعار نار نار على وزن اشعلها يا عمار، والمرتبات ضعيفة جداً لا تسد الرمق وآخرون يناطحون السحاب دون أن يرق لهم جفن. اختتم مقالي بأن هذا الشهر العظيم اسأل الله أن يغفر لنا ولأهلنا ولعشيرتنا ولكل المسلمين وأن يكون هذا الشهر شهر عمل وعطاء وتعبد وتجرد وانكباب على المصحف الشريف وكل عام وأنتم بخير ٭ لكزة يا والي الخرطوم، رمضان وصل.. فأين أنت وصلت من أمر حل مشكلة المواصلات. يا مدراء المواصلات القابضين مكاتبكم تحت هواء المكيفات والإسبلت اخرجوا إلى الشارع لتروا الشارع مكدس بالمواطنين تحت وهج تلهب الأجسام.. خافوا الله، ومن خاف مقام ربه له جنتان» صدق الله العظيم .