سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إضراب سائقي بصات في قطاع أم درمان يخلق أزمة مواصلات حادة السائقون: تأخُر الإدارة في دفع مرتباتنا دفعنا لاتخاذ القرار الصعب
المواطنون: في كل اضراب للسائقين نكون نحن الضحايا
قبل ساعة من مواعيد دوامه، توجه إبراهيم نحو محطة البص في الجهة الجنوبية لشارع الأسفلت، ساعة تكفيه للوصول لمكتبه الواقع شرق شارع الحُرية بالخرطوم. في هذا اليوم أحس أن ثمة أمر ما، ينظر لساعته، الوقت يمر، يسأل نفسه «ماذا يحدث..؟» يرمق المارة بنظرات سريعة، يوجه بصره نحو الشارع، بعد نصف ساعة من الإنتظار، تأكد بأنه لم يلمح أي من بصات شركة مواصلات الخرطوم، عشرة دقائق أُخرى قرر أن يبحث عن سيارة أُجرة. ٭ مدخل أول بمرور الساعات الأولى ليوم أمس، تناقل «الناس» أحاديث عن اضراب سائقي البصات، الأسباب ليست واضحة، والدوافع مجهولة والعواقب يدفع ثمنها المواطن. عدة فرضيات يطرحها الناس وثمة أسئلة تبعث عن إجابة، فالواقع يقوله إن الاضراب لا يعد الأول، وقد لا يكون الأخير، مالم تشرع إدارة الشركة في وضع معالجات لكل المعوقات التي تواجه عمل السائقين. المطالب عديدة، والإحتياجات لا حصر لها، لكن لازال جل السائقون «يلوكون» الصبر، فما باليد حيلة وتعاقب الإدارات كما هو واضح لم يهمهم في تصحيح مسار الأوضاع ٭ مدخل ثاني: التأكد من المعلومة مدخل مهم لمعرفة الحقيقة، لذلك قامت (الوطن) بجولة واسعة، شملت مواقف المواصلات، بدأ واضحاً أن ما قيل عن «اضراب السائقين» لم يكن مجرد إشاعة وإنما حقيقة لا تخطئها العين. صحيح أن الوقت لم يتجاوز منتصف النهار، لكن كثافة المواطنين تكشف الوجه الحقيقي للأزمة، ما يدعونا للتأكيد أن الساعات التالية ستكون كارثية على الأقل بالنسبة للمواطن العادي، تأتي هذه التطورات متزامنة مع قدوم (رمضان) الخير ما يحتم على الوالي د.الخضر التدخل السريع، فعدد من السائقين أصروا علينا تبليغه والمناشدة مدخل ثالث: داخل مباني الشركة وقفنا على الحقيقة كما هي، الساحة ممتلئة بالبصات حتى غابت المداخل والمخارج . أولى الحقائق التي سمعناها من السائقين هي أن الاضراب واقع يحكي عن مأسآتهم على أن السبب وراءه واحد، وهوتأخر الإدارة عن رفع مستحقات السائقين. أحد السائقين قال:إن الإدارة اعتادت تأخير المرتبات ظاهرة -بحسب تاكيده- تكرركل شهر، مايضطرهم للانتظار حتى الثلث الأول من الشهر، وأحيانا حتى منتصفه. ما أثارحفيظتهم (السائقين) هذه المرة هوعجزهم عن توفير متطلبات رمضان ابتداء من السكر، ومروراً ب«دقيق الكسرة» وانتهاء بالتمر. قبل أيام وضعت مجموعة من السائقين مطالبهم فوق طاولة المدير الجديدة، حيث تنحصر في الاسراع في صرف المرتبات مع ضرورة الالتزام بصرفها آخر الشهر، دون تأخير، كما يحدث في كل شهر. رد فعل المدير - وفق افادات سائق آخر لم يكن ايجابي- حيث أخبرهم بأنه لم يمض على استلامه لمهامه سوى ساعات، وأن عملية التسليم بينه والمدير السابق لم تتم حتى اللحظة، أحس السائقون بالإحباط سريعاً ، مادفعهم لاتخاذ القرار الصعب .. ((الاضراب عن العمل)). مدخل رابع : سائق ثان ، ابدى استياءه بطبيعة الأوضاع السائدة في الشركة، فقد عبر عن ذلك بقوله :(دخل البصات خرافي .. فكيف تعجز الشركة عن دفع مرتباتنا في مواعيدها..)!!. بعدها قال لنا: إنهم يعملون (بدون نفس) بعد أن يتيقنوا من أن الإدارة بعيدة تماماً عنهم ولا تولي اهتماماً بقضاياهم . سائق آخر ذكر أن ماقاله المدير الجديد عبارة عن مبرر غير مقبول ، وأنه كان ينبغي عليه إلزام المراقب المالي بصرف مرتباتنا ، طالما أننا جزء من جزء أصيل من مكونات الشركة . نقطه أخيرة : على الجانب الآخر ، لم يكن استياء المواطنين أقل من السائقين ، فليس في مقدورهم الوقوف لساعات طويلة تحت أشعة الشمس بحثاً عن مقعد داخل أي من وسائل المواصلات. أسباب الاضراب، قد لا تكون معلومة لكافة المواطنين، لكنهم يدركون حقيقة واحدة ، وهي أن الوضع الحالي غير مقبول ، وليس بمقدورهم احتماله. ف(محمود بابكر) القادم من أم درمان ، تحكي ملامحه عن المعاناة التي لاقته، مضافاً إليها المجهود الذي بذله ليصل إلى مقر عمله وبخلاف محمود ، قصص أخرى، لكل منها تفاصيل أخرى على أن مايجمع بينها هو المعاناة وساعات الانتظار الطويلة.