[email protected] لم اكن بالساحر ولا من اساطين السياسة أو عالم بقرأة الفنجان أو قرأة الابراج السماوية أو قرأة الفنجان عندما ذكرت في هذه الزاوية الاسبوع الماضي وتحت عنوان الجمهورية العربية المتحدة ان النظام العالمي بقيادة مس اميريكا وكومبارس الاممالمتحدة الموقر لا تحركهم ادعاءات وافتراءات الاوضاع الانسانية أو سفك دماء المسلمين ولا مصلحة لهم في المواجهة المباشرة مع الدب الروسي أو الفهد الايراني ومن خلفهم التنين الصيني وليس لهم مصلحة في اقتلاع النظام السوري الذي لم يطلق رصاصة واحدة تجاه الجولان ولو علي سبيل التجريب ولكن ابت امة العجائب الا ان تنصبني خبيراً سياسياً ومحللاً لا يشق له غبار بسذاجة التصديق بعكس ذلك . الان وقد انكشف الغطاء ماذا انتم فاعلون فأميركا والأمم المتحدة اتضح ان ما يهمهم ليس كيفية القتل وليس قتل الشعب السوري في حد ذاته والمعلوم ان الكيفية هذه لا تعجب اميركا ليس خوفاً من الفتك أو الدمار الذي تلحقه هذه الاسلحة الكيميائية بقدر ما هو الخوف من اكتساب أي نظام حاكم في العالم لخبرات تراكمية في استخدام هذه الاسلحة أو القناعة بجدواها ومحاولة امتلاكها بواسطة شيوخ الخليج الذين خرج من اصلابهم قادة الجهاد الافغاني وتنظيم القاعدة أو ربما الخوف علي الامورة اسرائيل من جراء تلوث الجو بهذه السموم التي ربما اصابت بعض طلاب المدارس في هضبة الجولان بضيق التنفس الحاد , فالمعلوم ان النظام السوري هو الوريث الشرعي لبراميل الكيماوي التي هربت من بغداد وهذه الاسلحة الكيميائية التي لا نعلم جدواها حتى الان بتجربة عملية , اذا فالعالم لا يهمه ان يموت الشعب السوري أو حتى كل الشعوب الاسلامية بل المهم ان لا تدخل طريقة الموت هذه الرعب في قلوب الصهاينة أو ان يكون موت الشعب السوري فاتحاً لشهية الانظمة العربية ومصدر ثقة واطمئنان للنظام السوري حتى لا يقدم علي خطوات بالتحالف مع اصدقائه باستثناء روسيا معقل اليهود في المستقبل وان يرتكب حماقة من الممكن ان تلحق الاذى بإسرائيل ولا يخفى علي اميريكا التقارب لدرجة الانصهار بين النظام السوري ونظام ايات الله الايراني الذي هو الاخر لم تضح رؤياه ونواياه الحقيقية في ادعائه كل يوم بمحو الوجود الاسرائيلي من علي خارطة الكون , فأميركا لا تخشى علي اسرائيل ان تؤتى من قبل الدب الروسي الذي هو الاخر لا تحركه سوى مصالحه في طرطوس. السياسة يا اخوتي من احقر الالعاب وأسوأ الوظائف ولو ترك امر تعريفها لشخصي الضعيف لعرفتها بأنها حالة اجادة الكذب والنفاق واللعب علي الذقون وكسب الوقت للجلوس علي كرسي السلطة . وبالرجوع للموقف العربي الهزيل ازاء هذه المساخر وموقفه من المخارجة الاميركية والبدعة المصطنعة بقبول سوريا وضع الاسلحة الكيميائية تحت الرقابة الدولية وهذا المقترح الروسي السخيف وهذه المسرحية العبيطة التي هي من اسوأ مسرحيات النظام العالمي الجديد اخراجاً وسيناريو لا تقل سخافة عن مسرحية اعتقال البشير , هل سيعود الاعراب كل الي داره يسبح بحمد الاممالمتحدة التي انقذت الشعب السوري من الدمار وهل هنالك من يستطيع الاعتراض ويمضي قدماً فيما تخاذل عنه الصليبيين , اليست هذه المسرحية الهزيلة اشارة خضراء في وجه النظام السوري ان يمضي في قتل الشعب السوري بالتي هي احسن , فلا بأس من المدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات والراجمات والأسلحة الروسية الاوتوماتيكية الفتاكة في قتل الاطفال والشيوخ والنساء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب بالإضافة لعصفور اخر هو انشغال مجاهدو حزب الله الاشاوس وإيران نفسها بإنقاذ الاسد من شباك الجيش السوري الحر الذي ربما فكرت اميركا لاحقاً في تسليحه بموازنات ومقادير تطيل امد الحرب وتعطي المشهد السوري الاثارة والتشويق . فأمريكا ليست بهذه السذاجة التي تسارع بها في انهاء حرب طرفها ايران . هذه المسرحية تعد بمثابة ورطة لأصحاب القلوب التي لا تزال تنبض بالحياة من بني يعرب والذين لم يعودونا اخذ زمام المبادرة وقد رأينا الموقف العربي في قمة شجاعته عند اعلانه عن نفسه في مشهد جامعة الدول العربية وهي تطالب الاممالمتحدة في التدخل بقوة السلاح في ليبيا لكن الامر يختلف تماما في سوريا التي هي من دول المواجهة المؤجلة مع اسرائيل ولا توجد مقارنة بين مصالح اميركا في ليبيا مع مصالحها في سوريا . لا استطيع بصراحة ولا يستطيع احدكم ان يتنبأ بمألات الاحداث والإجابة علي تساؤلات علي شاكلة هل سيغير التاريخ من سنته في نصرة الشعوب عندما تريد الحياة وهل ستكون اولي خطوات تمرد القدر علي ارادة الشعوب كما يقول ابن جذوة الربيع العربي الاولي ابو القاسم الشابي ؟ ام انه سيهنأ في عليائه عندما تزف له بشرى صدق مقولته (اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر) ؟