بنسبة قاربت 100% أعلنت لجنة استفتاء أبيي ? هي لجنة غير رسمية ، تكونت من قوي شعبيه معارضه لحكومة الجنوب ومعادية للسودان - وعلي رأس هذه اللجنة دينق ألور ، وإدوارلينو ، ولوكا بيونق، والعديد من القيادات التي أبعدها الرئيس سلفاكير ميا رديت عن تشكيلته الحكومية الأخيرة ، بحجة أنهم خميرة عكننة في العلاقة بين السودان وجنوب السودان وللفساد المالي والسياسي الذي ارتكبوه في فترة عملهم في حكومة جنوب السودان قبل الإنفصال وبعده.... إتفاقية نيفاشا أفردت بروتوكولاً خاصاً بمنطقة أبيي حددت فيه طبيعة المنطقة ، وطريقة إدارتها في الفترة الإنتقالية وبعد تقرير المصير ، ومن يحق لهم الإستفتاء « دينكا نقوك ، وأي سوداني مقيم في المنطقة « ، وهذا النص- المطاطي ? جعل التيار الذي يريد أن تتبع منطقة أبيي لجنوب السودان يفسره حسب رؤيته وما يتماشي مع رغبته فقالوا: إن المسيرية هم « رحل وغير مقيمين « ، وواقع الحال يقول أن المسيرية يشكلون القبيلة ذات الشوكة في المنطقة وعددهم يفوق الدينكا بكثير ، وكل الوثائق التاريخية والشواهد الجغرافية تؤكد ذلك ، والمسيرية مقيمين في المنطقة من قبل الدينكا ، وهذا ما أكده المستعمر الإنجليزي في العديد من الوثائق منذ أكثر من 100سنه ، والمسيرية طبيعتهم رعاة يتحركون مع مواشيهم في الصيف جنوباً وفي الخريف شمالا .. أن ما قامت به بعض الجهات المتنفذه من أبناء منطقة أبيي في الحركة الشعبية « الحزب الحاكم في جنوب السودان « بعملية استفتاء للسكان منطقة أبيي من طرف واحد وخارج إشراف الإتحاد الإفريقي والأممالمتحدة « وبدون موافقة حكومة الجنوب ، وحكومة السودان .. يعتبر هذا المسلك مؤشر خطير ، ونزير شرٍ مستطير يمكن أن يشعل نار الحرب بين القبيلتين التين ظلتا تتعايشان بتوافقٍ تام منذ عشرات السنين ،منذ السلطان دينق ماجوك زعيم الدينكا ، والناظر بابو نمر زعيم المسيرية ... حكومة جنوب السودان وعلي لسان وزير إعلامها مايكل مكواي ، عبر مشاركته في أحد برامج قناة الجزيرة الحوارية بأن الإستفتاء من حق دينكا نقوك ، وأي سودانيين يسكنون معهم في المنطقة ، وأن المسيرية ? حسب تصنيف وزير إعلام الجنوب الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان ? غير مقيمين وليس من حقهم المشاركة في الإستفتاء ، وهذا الحديث فيه قدر كبير من التواطؤ مع ماقام به دينق الور ومجموعته ... والسؤال الذي يطرح نفسه من الذي مول هذه الحملة ؟؟ ، ومن الذي جلب المواطنين من أصقاع المنطقة ، ومارس الدعاية الإنتخابية ؟؟ ومن الذي وفر الحماية الأمنية واشرف فنياً علي هذا الحدث الكبير ؟؟ كل هذا يُعطي مؤشر أن حكومة جنوب السودان ، والقوات الإفريقية الموجودة هناك متواطئة أن لم تكن مشتركة ... وحكومة السودان ماتزال في ضلالها النيفاشي القديم « نسبة إلي زلة إتفاقية نيفاشا التي أوصلتنا إلي ما نحن فيه الآن « !! تظن أن الإتحاد الإفريقي ، ومنظمة الأممالمتحدة مع السلام ، وتقف علي مسافة ٍ واحدةٍ بين السودان وجنوب السودان ؛ وفي واقع الأمر هذه الكيانات ما وقفت وقفات مؤثرة مع السودان طوال الفترات المنصرمة ، أغلب وقفاتها ضُرُها أكثرُ من نفعِها !!! ... من الملفت للنظر في هذا الأستفتاء « الباطل « النسبة التي صوتت لا تساوي 10% عدد سكان منطقة أبيي» حسب إفادات الخير الفهيم ، أحد قيادات المسيرية ، والمسؤول الإداري للمنطقة من قِبَل حكومة السودان ، حوالي مليون شخص « والذي تم تسجيلهم حوالي 64000نسمة ، ودينكا نقوك الموجودون في الخرطوم ومناطق السودان الأخري حوالي 150 ألف نسمة... وهذه النسبة تُعطِي مؤشر يبين مدي استعجال الفئة القائمة به ،لكي تكون المنطقة تابعة لدولة جنوب السودان، والتوقيت كان مع الزيارة الناجحة التي قام بها رئيس السودان المشير عمر البشير والترحاب الحار الذي وجده من شعب وحكومة الجنوب والمخرجات التي تفيد البلدين علي الصُعد السياسية والإقتصادية والتجارية ...حتي هذه الحظة لم نسمع ردة فعل رسمية واضحة من حكومة الجنوب أو الإتحاد الإفريقي أو الأممالمتحدة ... ولعل كل هذه الكيانات يعجبها أن تري السودان مُمَزقا ، بصورةٍ أكثر مما هو عليه الآن ... بربكم ماهي الفائدة التي جناها السودان من انضوائه تحت هذه الكيانات الحاقدة لأكثر من 60 سنه : ما يزال مهدد سياسياً ،وهش إقتصادياً ،وتتنازعه الكثير من التحديات ... علي حكومتى السودان وجنوب السوان ممارسة سلطاتهما وبسط هيبة الدولة وإعمال سلطة القانون في منطقة أبيي ؛ لأنه إن لم يكن هنالك تهاون هنا، وتواطؤ هناك لم قامت مثل هذه المجموعات ،التي لا تريد إلا الفتنة بين البلدين ، وتريد إشعال الحرب ، ونشر الدمار وعدم الإستقرار في المنطقة ... لا نريد أن تكون أبيي» كشمير» السودانية...