لكل منا همومه وآلامه وما يمكن أن يصعب عليه الحياة، ولكن إذا نظرنا حولنا يمكن أن نجد أن مصائب الآخرين تفوق ما نحن فيه، وأن ما يقابلنا في حياتنا شيء يسير بالنسبة لما يحدث لكثير من البشر والإنسان بطبعه ملول وكثير التذمر والشكوى وهذا الزمن وما يحدث فيه غَيَّر من طبائع الناس وأحوالهم وجعلهم لا يتحملون أصغر الأشياء التي يمكن أن تحدث لهم، فهنالك من تقابلهم أموركثيرة صعبة عليهم وتفوق طاقتهم ولكن ليس أمامهم خيار سوى تحملها، فلكل إنسان عالم خاص به والبعض وجدوا أنفسهم وسط دوامة من الأشياء التي تفقدهم السيطرة على من حولهم ومن هم في مسؤوليتهم، فهل بإمكانهم حماية عالمهم الصغير الذي يعيشون فيه ولأجله.. أم أن الأمر أقوى منهم..! نجوى إبراهيم تحكي واقعها قائلة: وجدت نفسي فجأة وسط دوامة لا أجد لها مخرجاً، حيث مات والداي فجأة في حادث سيارة وتركوا لي خمسة إخوة أصغر مني، مسؤولية كبيرة وصعبة لم أتخيل يوماً أن يحدث لأسرتي مثل هذا الوضع الغريب ولكن هي مشيئة اللَّه التي يجب علينا قبولها، والمصيبة أنني أدرس ولم أجد حلاً سوى ترك الدراسة والبحث عن عمل، ورغم أن الأهل والأحباب ساعدوني في ذلك، لكن الدخل لا يوفي بالمتطلبات، وأحس بأن إخوتي لا يقبلون بالوضع الذي هم فيه وينظرون إلى الخارج ويتطلعون إلى وضع أفضل ولكن طاقتي لا تتحمل ما يحلمون به كل يوم، وأحسست فجأة بأن كل منهم أصبح يبحث عن طريق آخر حتى يحقق شيئاً مما يريد، أحس بالخوف عليهم وبالعجز في نفس الوقت وليس أمامي حل لمعضلتي ولا أدري هل أستطيع أن أحميهم وهم حقاً عالمي الصغير أم لا؟ فما زلت أبحث عن حل لا أرى معالمه واضحة.!! أحمد التوم يقول: بعد أن كنا نِعم الأسرة المتماسكة السعيدة التي يحسدها كل الناس فجأة توفي والدي وكان قد ترك لنا ميراثاً كبيراً ولكن وسط كل هذه الأشياء ظهر لنا فجأة إخوة من أبينا لم نكن نعلم بهم ولم يحدثنا يوماً عنهم وبدأت الصراعات والمشاكل التي ليس لها نهاية حول الميراث، وأخذنا جانبين جانب الأشقاء وجانب أبناء الأب وأصبحت معركة كل جانب فيها أعد كمية من الأسلحة والأساليب غير المحترمة والتي تدل على أن من يتصارعون ليس إخوة لهم أب واحد فهي مأساة عانيت منها كثيراً رغم إنني أصغر الأبناء وحاولت حل المشكلة دون جدوى، أحس بأن أُسرتي تمضي نحو الضياع ولا أدري كيف أحميها من الهلاك والشتات بسبب الميراث!! ٭ الأستاذة سلافة علي ترى أن: لكل إنسان عالم صغير يعيش فيه سواء أُسرته التي تضم أبويه وإخوته أو الأُسرة الممتدة التي تضم الأعمام والأخوال والجد والحبوبة والخالات وبقية الأُسرة، وغالباً ما تحدث نزاعات مؤلمة أحياناً تؤدي إلى شتات هذه الأسرة فإذا وجدت من يقف في مثل هذه الأخطار و يخرج بعالمه الصغير هذا إلى البر وإلا يمكن أن يتدهور الأمر يوماً بعد يوم حتى يأخذ بُعداً آخر ليكون نهايته تفكك أسري واجتماعي.