والي الخرطوم يدشن أعمال إعادة تأهيل مقار واجهزة الإدارة العامة للدفاع المدني    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    مصطفى بركات: 3 ساعات على تيك توك تعادل مرتب أستاذ جامعي في 6 سنوات    تكية الفاشر تواصل تقديم خدماتها الإنسانية للنازحين بمراكز الايواء    مصالح الشعب السوداني.. يا لشقاء المصطلحات!    تايسون يصنف أعظم 5 ملاكمين في التاريخ    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مقتل 68 مهاجرا أفريقيا وفقدان العشرات إثر غرق قارب    ريال مدريد لفينيسيوس: سنتخلى عنك مثل راموس.. والبرازيلي يرضخ    نقل طلاب الشهادة السودانية إلى ولاية الجزيرة يثير استنكار الأهالي    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    السودان..إحباط محاولة خطيرة والقبض على 3 متهمين    توّترات في إثيوبيا..ماذا يحدث؟    اللواء الركن (م(أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: موته وحياته سواء فلا تنشغلوا (بالتوافه)    دبابيس ودالشريف    منتخبنا المدرسي في مواجهة نظيره اليوغندي من أجل البرونزية    بعثة منتخبنا تشيد بالأشقاء الجزائرين    دقلو أبو بريص    هل محمد خير جدل التعين واحقاد الطامعين!!    اتحاد جدة يحسم قضية التعاقد مع فينيسيوس    حملة في السودان على تجار العملة    إعلان خارطة الموسم الرياضي في السودان    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    تحديث جديد من أبل لهواتف iPhone يتضمن 29 إصلاحاً أمنياً    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا خير فينا إن لم نقلها.. ويا سيادتو الخلق ضايقي
بقلم: عثمان بوب
نشر في الوطن يوم 25 - 11 - 2013

بسبب الجهد والإرهاق المتواصل الذي بذلته في سوق أبو حمامة والذي خصصته محلية الخرطوم لتخفيف أعباء المعيشة تعرضت لوعكة طارئة وحادة دخلت على إثرها لمستشفى رويال كير وقضيت به عشرة أيام، وقد كانت الفترة التي قضيتها تحت العناية فرصة لمراجعة النفس وهي تشبه حالة جرد الحساب وبرغم المعاناة فقد كنت استرجع شريطاً طويلاً من تجارب العمل العام ومعاناة بعض الزملاء ممن سخروا أوقاتهم لخدمة الأهالي، وتذكرت حالات بعينها قدم فيها بعض قادة العمل الطوعي ضريبة باهظة التكاليف وتذكرت القيادية ثورة رمضان من حي الديم وسط وهي التي قدمت روحها في سبيل العمل العام ولم تجد من بواسي أبناءها واستعرضت حال بعض المسؤولين الذين لا يحترمون العمل الطوعي أو العمل العام ويجملون وجوههم في مواسم الانتخابات وحالهم يشبه حال النمارة الذين يظهرون فقط في موسم جني البلح. وأخونا محمد احمد يقول إن الآفة هي ذلك النوع من المسؤولين الذين يقولون ما لا يفعلون حتى أصاب الناس الإحباط وخلال الشريط الذي استرجعته وقفت عند المجاهدات التي كنت أقوم بها وخاصة تلك التي تسببت في دخولي لمستشفى رويال كير وقلت في نفسي أليس الإجهاد الذي قادني لهذا الحال يشبه إصابات الملاعب أو هو أقرب للاصابة أثناء تأديه الواجب ،وأخونا محمد احمد الذي كان يرافقني طيلة فترة العلاج قال (بصراحة يا صديقي أقولها لك وما تزعل مني أن بعض المسؤولين يعتبرون أمثالكم من نوع المغفل النافع ومتى ما استنفذ المغفل صلاحيته يستبدل بآخر).
وأخونا محمد احمد يقول لو كانت جهودك تلك في ميادين كرة القدم لوجدت العناية والإهتمام من مجلس إدارة الفريق ومن المشجعين في المساطب ولكن يا صديقي لا تحزن ولا تندم على ما فات لان ضحايا العمل العام لهم رب يحميهم، ولكن يا سيادتو لماذا يفضل بعض المسؤولين المطبلين وحارقي البخور بالرغم من أنهم مثل شجر الزقوم لا تسمن ولا يغني من جوع ، ولكن هكذا غريبة الدنيا كما كان يغني الراحل الفنان الخالدي ......... وأخونا محمد احمد بالرغم مما يجري داخل المستشفى وهو يتابع العلاجات التي كنت أتلقاها كان مشغولا بسؤال لم يستطع السكات عليه وهو كيف تهيأ لمواطن أغبش اشعث مثل عثمان بوب أن يدخل هذا الصرح العظيم رويال كير وهو ليس لاعباً ولا متلاعباً ولا فناناً مغني ولا يحظى بدعم من أقطاب ولا مجلس إدارة والأغرب من كل ذلك أن كل الذين يتعاملون معه من النوع الذي يمشي على الشمبر ويحتاجون لمن يعينهم ولكن لقد فات على أخونا محمد احمد أن هؤلاء هم سبب نزول الغيث عند الإستسغاء ويا محمدأحمد أن العمل الاجتماعي وتقديم الخدمة لمثل هؤلاء فيه خير كثير ويكفي انهم رغم الفقر أوفياء ولك أن تنظر للكم الهائل من الزوار الذين تكبدوا مشقة الوصول لمستشفى رويال كير وهم من البسطاء الذين يجمعون حق قفة الملاح مثل دم الحجامة وهم من النوع الأصيل الذي يعرف الوفاء، وأقول للاخ محمد أحمد إن العمل مع هؤلاء البسطاء ما بيقع الواطة ولك أن تعلم أن بعضهم قد جاء للزيارة وهو لم يسمع بمستشفى رويال كير من قبل ومنهم من وصل للمستشفى بعد معاناة وبعد أن استقطع من وقته وجهده، ومعظمهم من كبار السن، ومما زادني قناعة بالعمل الإجتماعي الدعوات العفوية التي كان يطلقها بعض البسطاء وببراءة الأسر المتعففة التي تقدم لها الخدمة قد تسمعك دعوة (الله يديك الصحة) وأنا أقول إن من بين آلاف الدعوات قد تستجاب دعوة واحدة وهي لا تقيم بثمن وأنا أقف عند واقعة أخذ العينة بتلك الحقنة العملاقة ، وقد كان أفراد أسرتي يتخوفون من أخذ العينة لانهم يخافون من الأورام الخبيثة ومعاناتها وما بعدها وعندما استسلمت لاخذ العينة بمستشفى دار العلاج وبعد أن وضع البنج وقبل إدخال الحقنة ذات السبعة سنتمرات لأخذ العينة من الجانب الأسفل للرئة اليمني، وقبل ثواني من غرز الحقنة لتحترق الظهر حتى تصل موضع العينة المراد أخذها شعرت بالنقالة وهي تدفع للوراء وسمعت الطبيب البارع أمير السني وهو يقول خلاص يا حاج وأنا في حيرة من أمري لأني لم أشعر بأي أثر للحقنة وهي تخترق ظهري ولما سألت عما حدث قال الطبيب أمير السني إن الصورة التي ظهرت في الأجهرة أمامه أبانت أن الرئة سليمة ولا داعي لأخذ العينة وعندما سألت نفسي هل أنا في دار العلاج أم في دار الأرقم لأني قد تشبعت بالأمان، وفوق ذلك سمعت الطبيب يوجه أبني لإسترداد قيمة العينة.
ويا سيادتو ربما يكون ذلك الفضل بسبب دعوة من أحد المغمورين من البسطاء وحقيقة أن مستشفى رويال كير ومستشفى دار العلاج يجمع بينهما قاسم مشترك هو الطفرة في الأجهزة وفي نوعية الكوادر المؤهلة والأمانة في التعامل مع المرضى، وذلك ما تؤكده حالة أخذ العينة واسترداد الرسوم بعد أن دخلت الخزينة ونحن نعلم أنه من النادر أن تسترجع أموال بعد دخولها الخزينة.
وإبان فترة علاجي بمستشفى رويال كير لمست معاملة انسانية من الأطباء والسسترات ومن الواجب أن أنقل الإشادة وأخص بها الإختصاصي الدكتور مهدي البدوي والدكتورة مها صديق عجيل، فقد كان لهما الفضل بعد الله في كل ما تحقق حتى خرجت معافى، وأخونا محمد احمد الذي كان يتعجب لدخولي مستشفى رويال كير ويعتبر ذلك من باب الشلاقة لأنه يعتبر المستشفى من نوع خمسة نجوم وأن تكلفته عالية وكان يحلف بالطلاق بان عثمان بوب سيبقى في مستشفى رويال كير لحين السداد، وهي عبارة تطلق على كل الذين يحررون الشيكات ويعجزون عن السداد.
وياسيادتو لقد اعتاد الأهالي أن يطلقوا عبارة «من رأى ليس كمن سمع» وأنا أضيف عليها بأن أصدق من ينقل الصورة على حقيقتها هو من عايش الواقع ودخل المستشفى وتلقى العلاج في غرف العناية وتجول بين الأقسام والتخصصات.
وأنا أقول بكل الصدق إن مستشفى رويال كير قد فاقت ما كنت أتوقعه لأنها بحق أنموذج يمثل طفرة في المعدات والخدمات وفي العناية والتمريض، وقد دخلت المستشفى وفي ذهني تلك الأغنية التي كنا نرددها عندما كنا صغاراً« وكلماتها تقول (البنسلين يا تمرجي ونادي الحكيم يا تمرجي) ووقتها كنا نعجب بذلك الممرض المثالي واسمه الكناني لأنه عرف بالزي الأبيض الأنيق والعلامات المميزة في كتفه، ولكن يا حليل زمن التمرجي والممرض الملتزم بالزي مثل الكناني فقد أصبحوا من الماضي بعد أن ظهرت السسترات من جنوب شرق آسيا.
وياسيادتو بالرغم من شفقة أخونا محمد أحمد وخوفه من أن أبقى لحين السداد في رويال كير فقد يسر الله لأبنائي وزملاء العمل العام أن يقوموا بسداد الرسوم على داير المليم، فقد أكرمني الله كذلك بتخطي عقبة العينة والحقنة ذات السبعة سنتمترات، وبذلك تكون المقاييس في رويال كير قد تم عبورها.
ويا محمد أحمد لقد كنت أراهن على الأسر المتعففة وفقراء الأحياء والأوفياء من الزملاء في ساحة العمل الإجتماعي، وقد تفوقوا في الاختبار ووقفوا معي حتى خرجت سالماً «لا حقنة ولا مشرحة ورحم الله شيخنا البرعي ولو كنت انتظر دعماً رسمياً» لبقيت فعلا« لحين السداد» ولكني قد توكلت على الحي القيوم الذي رزقني من حيث لا احتسب وبعد الذي لمسته من وفاء ومن كرم وكرامات أجد نفسي أكثر حماساً «لمواصلة العمل الإجتماعي وخدمة الأسر المتعففة. وياسيادتو لقد كانت فترة العلاج والانتظار بغرفة العناية بمثابة استراحة محارب قضى أكثر من أربعين عاماً في ساحات العمل الاجتماعي ومثل تلك الاستراحة كانت فرصة للتأمل ولمراجعة الحسابات، وأخونا محمد أحمد الذي ظل يرافقني طيلة فترة العلاج قد أخرج فتوى من عنده فقال إن المكافأة والجزاء على العمل العام قد لا تكون بالمال لأنها تجارة مع الله ويكفي أن يكرمنا الله باستجابة لدعوات البسطاء الذين نتعامل معهم ودعوة بسيطة في كلماتها ، ولكن معناها كبير مثل (الله يديك الصحة والعافية ) تكفي ونسأل الله أن تستجاب دائماً واخونا محمد أحمد يقول أحمد الله الذي أبعد عنك الحقنة وأخذ العينة.
ومن هنا وقدام أبقى عشرة على قضاء حوائج الناس وياسيادتو أن استراحة المحارب في مستشفى رويال كير قد وفرت الوقت لمراجعة الكثير من البرامج والأساليب وطرق العمل التي كنت أنتهجها وبكل الصدق أقول إن فترة المستشفى قد جعلتني أفكر كثيراً«في حال المستشفيات الخاصة والخدمة التي تقوم بها الرأسمالية الوطنية والمستثمرين الجدد في مجال المستشفيات وقد تأملت كثيراً» في أنموذج رويال كير ودار العلاج وبعد المراجعة للحال قديماً «أدركت أن الإستثمار سابقاً كان قاصراً على التجارة والصناعة والزراعة» أما حكاية الدخول في المستشفيات فتعتبر من المبادرات الشجاعة التي تستحق الإشادة وتجربة رويال كير قد تفتح الباب لآخرين ليطرقوا باب الإستثمار في مجال المستشفيات وأنموذج رويال كير قد أبان أن الجودة والإتقان وحسن التعامل مع المرضى يعتبر من أهم عناصر كسب ثقة المتعاملين مع المستشفيات واستراحة المحارب التي قضيتها بالمستشفى جعلتني أتفاءل بنجاح عملية توطين العلاج وجذب المرضى من دول الجوار، وقد تصادف أن قابلت مجموعة من المرضى من الوافدين من شرق افريقيا.
وياسيادتو أن آلاف المرضى من بلادنا يهاجرون لتلقي العلاج في دول بعينها ويدفعون ملايين الدولارات ونحن في مرحلة نعاني فيها ونحن في أشد الحاجه لأي دولار يصرف على العلاج في الخارج، وأخونا محمد أحمد يقول إن بعض المرضى ممن يسافرون لتلك الدول يعودون أحياناً بنفس الأعراض والأمراض التي غادروا بسببها وأخونا محمد أحمد يقول تخيلوا أن مقاسات الصناديق التي تحمل الموتى من تلك الدولة قد أصبحت معروفة المقاسات لكل الحفارين في المقابر وبعض المرضى يقولون إن علاجهم في تلك الدول تم على أيدي أطباء سودانيين وأخونا محمد أحمد يقول إن مستشفى رويال كير أو دار العلاج لا تختلفان عن أي مستشفى يذهب إليه المرضى في تلك البلاد، ورويال كير كمثال قد أعدت نفسها لتوطين العلاج، وقد جهزت مهبطاً للطائرات لتضمن سرعة وصول الحالات الطارئة، وقد شاهدت غرفاً وأجنحة لكبار الشخصيات من الداخل والخارج، وأخونا محمد أحمد الذي كان يرافقني بالمستشفى لفتت نظره ملاحظة لم يستطع السكوت عليها فقال ياجماعة سؤال هل حصل أن شاهدتم أية كديسة في رويال كير؟ وبالرغم من انه سؤال ساذج غير متوقع إلا انه أعاد للذاكرة حادثة قديمة نقلها لنا أخونا محمد العوض المفتش الأسبق للصحة بوسط الخرطوم فقد ذكر انه أثناء جولة تفتيشية لبعض المطاعم ليلاً وجد حلة قيزان ضخمة وهي ممتلئة باللحوم وهي تشبه كميات الضلع التي تجهز للمناسبات وقال انه أمعن النظر وتأكد أن اللحوم التي كانت تجقجق في حلة القيزان لقطط وقطع الشك باليقين عندما وجد جوالا معبأ بجلود القطط السمان وعند التحري إتضح أن القطط تم اقتناصها من مستشفى الخرطوم وأن زبائن الليل من المطاميس كانوا يتلذذون بتلك اللحوم وهم يحتسون الجن والبيرة أم جمل ويتبادلون الكبابي الشب بشغف وواقعة القطط السمان حدثت أيام الجاهلية ايام الخرطوم بالليل، وقد تناولت تفاصيلها الصحف في ذلك الزمان والحمد لله الذي جعل مستشفى رويال كير منزوعة القطط ولكن سيبقى السؤال لماذا يتزايد عدد القطط في بعض المستشفيات حتى يصل لمعدل ثلاثة قطط مقابل كل مريض ، وربما يكون السبب هو نوعية الوجبات التي تقدم وقد لاحظت في رويال كيرأن مسؤولة التغذية كانت تستطلع آراء المرضى، وتحدد نوعية الوجبات ولكن القطط السمان تسرح وتمرح حيث تكون الوجبات بطريقة عدي من وشك أو بطريقة قدر ظروفك فتجهز الوجبات وكأنها صنعت خصيصاً للقطط فيمتنع عن تناولها المرضى.
ويا سيادتو أن الاهالي يذكرون بالخير البروف مامون حميدة ويقولون انه يجتهد لتغيير الواقع المتردي، ولكن في ظروف صعبه قد لا تشجعه لأن مشكلة العلاج وتأهيل المستشفيات تحتاج لامكانات ضخمة والرجل يحاول أن يصنع من الفسيخ شربات، وتلك قمة الشطارة ونحن لا ننسى أن نشيد بالإنجازات التي تمت في مستشفى النو وفي الجانب الشرقي من مستشفى ابراهيم مالك المخصص للمخ والأعصاب.
ونرجو أن يضع البروف مامون حميدة معايير للجودة يقاس بها مستوى الخدمات في المرافق الصحية ونرجو أن تمتد أيادي التغيير لتصل مستشفى بحري بعد أن أصبح يمثل صورة لأسوأ مستشفيات الضهاري.
ويا سيادتو لقد أخذ الأهالي يصفون المستشفيات الحكومية بأنها تشبه لحمة التسعيرة ولا يتعاملون معها إلا مكرهين
وأخونا محمد أحمد يقول إنه ظل يتابع الاخبار عن توطين القمح، ولكن دون أن يشعر بأي أثر لأن النوايا الحسنة فقط لا تكفي إذا غابت الإرادة والتمويل والرغبة الصادقة والنتيجة هي صفوف الرغيف ونقص الوزن بأمر الولاية وتقليص العدد.
و يا سيادتو أن فرص نجاح توطين العلاج قد تكون كبيرة ومتاحه لان البنيات الأساسية موجودة والرغبة متوفرة وكل المدخلات متاحة ويكفي أن نشير لأنموزج رويال كير لانه مقنع ولكن الخوف من تزايد العمالة الوافدة وخاصة الكوادر الطبية والسسترات من جنوب شرق آسيا فهم يتقاضون أجوراً بالدولار وبعد أن ارتفع سعر الدولار ستواجه المستشفيات مشكلات حقيقية فرضت عليها لأن امكانات المستشفيات قد لا تقوي علي الصمود وأخونا محمد أحمد الذي كان يرافقني فترة العلاج قد أستفاد من تواجده داخل المستشفى وانشغل يجمع المعلومات حتى وصل مرحلة قال فيها والله توطين العلاج دا مضمون 100% وأن مستشفى رويال كير بدأت بعدد 150 سرير للمرضى وهي تنفذ خطة لبلوغ العدد 400 سرير والمستشفى تقدم خدماتها لمرضى السكري والمسالك البولية وتوفر عمليات لقسطرة القلب كما توجد بمستشفى رويال كير غرف خاصة للعناية بمرضى القلب وغرف أخرى للعناية المكثفة والوسيطة ومستشفى رويال كير به أقسام للأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي والأشعة والموجات الصوتية وأشعة الأسنان ويوجد بالمستشفى قسم خاص لهشاشة العظام وقسم للعيون وقسم للعلاج الكيميائي وقسم كامل للعلاج الطبيعي وقسم لامراض السمع والمناظير.
وبصراحة لقد وجدت في مستشفى رويال كير ما يطمئن القلوب والمستشفى بها عشر غرف للعمليات من بينها غرف لعمليات العظام والتوليد ويا سيادتو أن بعض المستشفيات الخاصة قد استطاعت أن تستجلب أحدث المعدات بعد أن أطمانت على وجود الكوادر المؤهلة وخلال حركتي أثناء وجودي بالمستشفى تعرفت على العديد من الأجهزة المتطورة ووصلت لقناعة بان المتاح عندنا يفوق الموجود في المستشفيات التي يهاجر إليها المرضى وما وجدته في مستشفى دار العلاج ما أظنه سيكون متاحاً في أية دولة لان ما لقيته ليس شطارة ولا مهارة في فن العلاج فقط فقد وجدت الأمانة المهنية والأسلوب الراقي في التعامل مع المرضى ، وأخونا محمد أحمد يقول معقول بس نلقى في أية دولة غير السودان ما وجدناه في رويال كير أو في دار العلاج ومعقول تتكرر واقعة الغاء أخذ عينة بتلك الطريقة وتسترد القيمة كمان ، وأخونا محمد أحمد يقول كان من الممكن أن تؤخذ عينة تحصيل حاصل لتحصيل الرسوم وبعدها يقال إن العينة سليمة.
ولكن يا هو دا السودان انسانه من نوع المؤمن الصديق والدول التي يتدافع نحوها أهلنا للعلاج ويصرفون فيها ملايين الدولارات تعتبر العلاج نوع من التجارة، وقد شاهدت في مطار إحدى تلك الدول السماسرة والمروجين وهم يحملون اللوحات وعليها أسماء المستشفيات والأطباء وقد علمت أن في تلك الدولة يعتبر العلاج نوع من الإستثمار وواحد من الموارد المالية.
ويا سيادتو أن الإهتمام بأمر العلاج وتوطينه يستحق التركيز لأن له فوائد مركبة أولها وقف نزيف العملات والمطلوب اقناع أهلنا بفرص العلاج المتاحة، وأرجو أن يجد المستثمرين في حقل المستشفيات قدراً من التسهيلات قبل أن تنتكس المبادرات وفي مداخلة لمرافقي أخونا محمد أحمد قال إن رويال كير قد بدأت تتعامل مع بطاقات التأمين ومنها بطاقات شركة شيكان و بمناسبة بطاقات التأمين أرجو أن أنقل الشكوى التي أثارها بعض الاهالي أثناء زيارتهم للاطمئنان على صحتي بعد خروجي من المستشفى و قد كانت مشكلتهم تتلخص في تعثر عمليات استخراج بطاقات التأمين الصحي من هيئة شوامخ وهم يقولون إن رسوم التأمين للاسرة قد زادت من خمسة وعشرين جنيهاً في الشهر إلى أربعين جنيهاً و يقولون إن ادارة شوامخ بدأت تشترط استخراج البطاقات في شكل مجموعات لا تقل عن الخمسين، وفي ذلك تعجيز وتعطيل وبعض الأسر تسابق الزمن لإسعاف مريض عزيز عليها.
ويا سيادتو أن أبسط ما تقدمه الدولة هو التأمين الصحي وأخونا محمد أحمد يقول ممكن نقبل زيادة الرسوم التي طرأت ولكن لن نقبل التسويف والمماطلة في استخراج البطاقات وطبعاً المرض لا يمهل والمطلوب هو تسهيل الإجراءات والله الموفق.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.