خلال مخاطبته الإحتفال الذي نظمته اللجنة الولائية لولاية شمال دارفور والذي يهدف للحد من العنف ضد المرأة ، كشف محمد بن شمباس الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور عن لقاء مرتقب بينه والحركات الدارفورية المسلحة الرافضة لسلام الدوحة مطلع الاسبوع الحالي بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا من أجل تقريب وجهات النظر كخطوة أولى تليها خطوات أخرى من أجل تحقيق السلام بالمنطقة ، وحسب شمباس فأنه سيبعث برسالة من أهل دارفور إلى الفصائل المتمردة تكشف معاناة أهل دارفور وكرههم إلى الحرب ومحبتهم ورغبتهم الجامحة إلى السلام ، وجولة شمباس المرتقبة مع الفصائل المتمردة والتي وزع لها رقاع الدعوة كانت بعلم وموافقة الحكومة التي قطعاً انها أعطت الرجل محدود الصلاحيات ، كل الصلاحيات بيد أن الرجل كانت له صولات وجولات وفتح ملفات عديدة وخطوط مباشرة مع جوبا حتى تكللت تلك المساعي إلى حقيقة ماثلة ازالت عثرة المفاوضات مع جوبا قبل أن تقطع الطريق والإمداد أمام الفصائل الدارفورية من جهة وكذلك قطعت (المشيمة) الحبل السري الرابط بين الجبهة الثورية ودولة الجنوب ، وهكذا أصبح الممثل الخاص للأمم المتحدة ممسكاً بخيوط اللعبة السياسية بأحكام متزنة ، وهذا ما جعل بعض الخبراء يرون أن الرجل بمقدوره أن يلعب دوراً محورياً في اقناع الفصائل الدارفورية الرافضة لاتفاقية الدوحة بالالحاق بركب السلام ، سيما أن الجبهة الثورية بكل تحالفاتها قد أصبحت في مرمى نيران قواتنا المسلحة التي أصبحت قاب قوسين من دك حصون كاودا الموقع الاستراتيجي والأخير للتمرد ، كل هذه المعطيات ربما جعلت الفصائل المتمردة أن تقبل الدعوة وتسارع بالجلوس في طاولة المفاوضات دون قيد أو شرط بعد أن أصبحت مواجهة بصيف ساخن وطويل. إعلان إنتهاء التمرد: في وقتٍ سابق أعلنت الحكومة أن العام القادم هو آخر فصل من فصول التمرد، والحكومة التي نجحت في تحجيم وتقليل من تحركات الفصائل المتمردة بدبلوماسية واستراتيجية واضحة من خلال فتح صفحات عديدة وجديدة مع تشاد ودولة جنوب السودان لم تعلن نهاية التمرد إلا لأنها قد أحكمت إغلاق المنافذ التي كانت تطل من خلالها الفصائل المتمردة لتعوث في الأرض فساداً ، ويرى المراقبون أن الحكومة لم تستكين بأستراتيجيتها الدبلوماسية وحسب ، بل تركت الباب موارباً من خلال تشكيل لجنة للاتصال بالفصائل المتمردة ، بل ذهبت الحكومة لأبعد من ذلك عندما وضعت صديق وديعة على رأس اللجنة، وهذه خطوة وصفها المراقبون بالموفقة لجهة أن وديعة لديه قبول واسع وسع قيادات بعض الفصائل وما يعضد ذلك هو ماحققته لجنة الاتصال من نجاحات خلال جولتها الافريقية والاوربية ، ونحسب أن مسعى اللجنة تقابلة مساعي أخرى متمثلة في تحركات الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقي يوناميد ، هذا فضلا عن التحركات والاتصالات المكثفة التي ظل يجريها دبي مع بعض قادة الفصائل ، وليس ببعيد عن الأذهان لقاء أم جرس الذي يراهن عليه الرئيس التشادي في حسم التمرد بدارفور ، كل تلك المساعي قد جعلت الحكومة أن تجزم بأن العام القادم هو آخر فصل من فصول التمرد. ٭ تكهنات بدخول بعض قيادات التمرد في التشكيل الوزاري : أرجع بعض المراقبين تأخير الحكومة عن إعلان التشكيل الوزاري المرتقب إلى المباحثات والمشاورات التي ظلت يجريها بعض الوسطاء لإقناع بعض قادة التمرد للدخول في ركب السلام، بل قالت رشحت معلومات أفادت بأن الدكتور علي الحاج أصبح أقوى المرشحين لمنصب نائب رئيس الجمهورية ليحل مكان دكتور الحاج آدم يوسف، كما رشحت معلومات مماثلة أشارت إلى دخول دبجو وجبريل ابراهيم ومناوي إلى الحكومة القادمة حال التوصل معهم إلى اتفاقيات ، بإستثناء دبجو الذي بات مرشحاً لمنصب والياً لإحدى ولايات دارفور.