سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيت الزعيم الأزهري .. المكان ليس كبقية الأمكنة هل تصدقوا أن الزعيم الأزهري بنى بيته بالدين والسداد بالتقسيط؟
بيت الزعيم محاط بتأريخ وأشخاص ونضالات كلها مرتبطة بالحركة الوطنية
ماذا قال المحامي الذي نقب في بيت الأزهري بعد انقلاب مايو 9691م؟
بيت الزعيم إسماعيل الأزهري الواقع في الركن الجنوبي الغربي من حي (بيت المال) وهو أحد أحياء مدينة أم درمان العريقة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالثورة المهدية ف( بيت المال) كان يمثل مقر وزارة المالية- بلغة اليوم- في دولة المهدية. إذن المكان ليس كبقية الأمكنة، فكل ركن فيه وكل حجرة أو بهو فيه يضج بالوطنية.. ففي هذا البيت تولدت وشبت الحركة الوطنية منذ سنوات حراكها السري في عشرينيات القرن الماضي وصولاً إلى سنوات تشكيل مؤتمر الخريجين والذي انبثقت عنه الحركة الاستقلالية بأحزابها المعروفة والحركة الاتحادية بأحزابها المعلومة.. وفي خضم هذا الحراك الوطني ولدت من رحمه قامات وطنية مثل الزعيم إسماعيل الأزهري والأستاذ إبراهيم المفتي والدكتور عبد الحليم محمد والأستاذ محمد نور الدين والأستاذ حسن عوض الله والشيخ علي عبد الرحمن الضرير والأستاذ مبارك زروق والزعيم محمد أحمد محجوب وغيرهم من المناضلين السودانيين الذين صنعوا بمجاهداتهم ونضالاتهم استقلال السودان. جغرافيا المنزل: منزل الزعيم الأزهري في موقعه المعلوم يقع في ناحية شارع الزعيم الأزهري وهو الشارع العابر إلى كوبري شمبات الرابط بين مدينتي أم درمان والخرطوم بحري ومن ناحية الشمال يقع المنزل في شارع السيد علي الميرغني الذي يبدأ من المحطة الوسطى أم درمان وينتهي على شاطئ وكورنيش نهر النيل ويقع المنزل في الشارع الذي يبدأ من بوابة عبد القيوم مروراً بسجن أم درمان (النزيلات) ماراً بالمدرسة الأهلية حتى خور الكبجاب في التخوم الشمالية حي أبوروف. ومن المهم التركيز على أن منزل الزعيم الأزهري محاط بتأريخ وطن وأشخاص وطنيين ونضالات الحركة الوطنية، فمنزل الزعيم الأزهري يقع على مرمى حجر من المدرسة الأهلية (الوسطى) التي تشارك الوطنيون السودانيون في إنشائها بذرة للتعليم الأهلي في السودان، ويقع إلى الشرق من مسجد الشيخ الضرير الذي ظل أبناؤه وأحفاده يرفدون الحياة العامة بالعلماء في الشريعة واللغة وبزغ نجم الكثيرين منهم في عالم السياسة والصحافة والأدب والقضاء الشرعي. كما إن المنزل يقع إلى الشمال الشرقي من منزل الأستاذ عبد الخالق محجوب السكرتير الأشهر في الحزب الشيوعي السوداني، وبرغم ما صنع بينهما الخلاف السياسي الحاد الذي انتهى إلى حل الحزب الشيوعي السوداني بمباركة ورعاية الزعيم الأزهري - إلا أنهما كانا يتعاملان كجارين، وهكذا السياسة السودانية والتي لا تعرف قطع الوشائج الاجتماعية . منزل بالدين والسداد بالتقسيط: هناك شواهد كثيرة تدلّ على أن بيت الزعيم الأزهري قد قام بتشييده بجهد شديد وفي ظروف بالغة التعقيد وهذا دليل آخر يدل على نزاهته فالوثيقة المنشورة مع هذه المادة تؤكد نزاهته وحرصه الشديد على نظافة يده وحرصه على المال العام.. وتحكي الوثيقة بخط يد الزعيم الأزهري وتشير كما أورد الأستاذ مصطفى محمد الحسن في كتابه عن الأزهري أن هذا الدين وما سبقه كان بسبب بناء منزله على أن يقوم بسداد هذه الديون بالتقسيط، ويلحظ من الوثيقة حساسيته المفرطة فاستدرك في ذيلها بعبارة مكونة من أربع كلمات (وآسف لإزعاجك بضيق الظرف). البيت وأهل البيت: بدأ واضحاً أن بيت الزعيم إسماعيل الأزهري وأهل بيته قد تشربوا القيم الوطنية الأصيلة فالبيت كان بيتاً عادياً مثل بقية البيوت من حوله وبيت السودانيين في ذلك الزمان وأثاثه من ذات نوعية الأثاث المستخدم وهذا ما أكدته شهادة المحامي علي محمد إبراهيم الذي كلفته السلطة المايوية عقب انقلاب 52 مايو 9691م بالتنقيب في بيت الزعيم الأزهري لدعم الحملة التي رمت وقتها إلى التقليل من صورته الزاهية لدى الرأي العام المحلي والعالمي، ولكن الأستاذ المحامي علي محمد إبراهيم كان شجاعاً ونزيهاً في المهمة التي كلف بها حيث قال الكلمات التالية والتي ننقلها بحرفيتها (ده شنو دا ما عندو أي حاجة.. شوية عناقريب لا تختلف عن الموجود في بيوتنا وأمكن بيوتنا أحسن منها، بل إن بيتي أنا أحسن من بيت الزعيم وعفشه) وكتب تقريره الرسمي بعبارات مشابهة لشهادته الشفاهية أنفة الذكر حيث قال (وجدته بيتاً عادياً وأقل من البيوت العادية ولم أجد قطعة أثاث مستوردة وكل الأثاث من الموجود في السوق لا يوجد شيء).