هذا هو سؤال يحق لكل فرد من افراد السوداني ان يتقدم به الى جهات الاختصاص والجهة المسؤولة في الدولة، ولكن بكل اسف لم يجد رداً على هذا السؤال لأنه وحسب معرفتي الشخصية والبسيطة جداً لا اقول الا كما يقولون، تتعدد الاسباب والموت واحد. لأنه لقد مات الجاني والمجني عليه، ولقد طوى الشعب السوداني فراش البكاء، إلا اهالي منطقة قدو الذين لا زالوا يبكون عليه بدمع الدم، لأنهم كا نوا يعوِّلون عليه آمالاً عريضة وكانوا هم الذين يهللون ويكبرون ويذبحون الذبائح لكل زائر جاء ليرى سير العمل في المصنع من زمن وضع اللبنات الاولى وحتي وصول مراحل متقدمة، بل كادت ان تكون الاخيرة. ولكن فجأة وبدون ما ترى شيء من مقدمات الموت، فاضت روح فقيد الشعب السوداني اولاً واهالي منطقة قدو ثانياً، وناح كل نائح من أهل الكرم والذبائح، ولم يجدوا من يعزيهم او يشاطرهم الاحزان في فقدهم الجلل السيد/ مصنع غزل ونسيج قدو. ولكي نضع النقط فوق الحروف عزيزي القارئ، دعني اسرد لك بعض الشيء من تاريخ هذا المصنع الذي كانت بدايته ونهايته في حكومة مايو، ومن هنا يمكن ان نقول اسباب موته فساد قديم، وأيضاً فكرة قيامه فكرة قديمة من المستعمر الانجليزي الذي اكتشف المنطقة الصالحة لقيامه، وبالتحديد منطقة قدو لجوها وجفافه الشديد وموقعها المناسب وموقع خط السكة الحديد القريب منه، ومشروع الزيداب ليس بالبعيد منه، ولكن وبكل أسف ذهب الاستعمار قبل اكتمال الفكرة ويا ليتها تمت والله لكنا ورثنا مصنعاً لا شبيه له في افريقيا اطلاقاً، ولكن هذا هو قدرنا وايضاً شاءت الاقدار أن تكون هذه الفكرة حبيسة في ادراجها، ومرت عليها كل الحكومات الديمقراطية والعسكرية بعد الاستقلال الى ان جاءت حكومة مايو ولسوء الحظ عثرت على هذا الملف الذي غفل عنه ما سبقها من حكومات، فكانت فكرة المشروع مكتملة من حيث تحديد المكان والخرطة والسعة، بل يمكن تكون أن حتي دراسة الجدوى وعلى الفور تم الاتفاق مع الحكومة الايطالية لتمويل المشروع، وفعلاً تم الاتفاق ووصلت مراحل العمل فيه الى ان وصلت كل الآليات من مكنات ومعدات كثيرة وثقيلة، إلا أنها وبكل اسف تُركت في العراء بمحطة كبوشية لمدة طويلة حتي مرت عليها الاتربة والامطار الى ان فقدت الصلاحية للعمل، وكان هذا على مشهد كل الناس، المحطة اصبحت وكأن ما بها مقابر للحديد. وبالاختصار لقد انتهت المدة المتفق عليها من الطرفين والمصنع لم تدُر عجلاته، وطبعاً السبب بقصور من الجانب السوداني ليظل العمل واقف حتي جاءت مدة الاعفاء المتفق عليها، وايضاً انتهت. فماذا حصد الشعب السوداني بعد ذلك غير الديون والتي ليس له فيها يد؟، وهذا بسيط من كثير وهناك جانب آخر يخص منطقة قدو الذين يعتبرون ما اصابم من ضرر شئ طبيعي. لأنهم هم جزء من الشعب السوداني، ولكن الشيء غير الطبيعي هو موت محطة السكة الحديد وكأنما هي جزء من اجزاء المصنع. والحقيقة هي غير ذلك، بل هي اقدم من المصنع (ذاتو) لأنها كانت سندة اريد بها خدمة المواطنين في المنطقة نسبة للكثافة السكانية والعائد المادي الذي تجنيه السكة الحديد ترفيع هذه السندة الى محطة، وفعلاً قد كان واصبحت محطة تقدم خدمات عظيمة للناس وللمصنع، حيث تم مد خط عديل من المحطة الى المصنع، وذلك لتسهيل وصول معداته وآلاته عبر هذا الخط، ولكن وبكل أسف عندما توقف العمل في المصنع وأصبح لا حراك له وبصورة عجيبة وغريبة توقف دور المحطة بتوقف خدماتها المنوط بها حيث تم سحب العاملين منها واصبحت مكاتبها ومنازلها خاوية على عروشها، ونحن اهل المنطقة واهل المنفعة الحقيقية في وجود المحطة والمصنع معاً على قيد الحياة، ولكن لما شاءت الاقدار ان يموت المصنع حيرنا امر السكة حديد الي ما اقدمت اليه بوقف خدمات هذه المحطة مع انها هي كيان قائم بذاته ولا علاقة لها بموت او حياة المصنع. ومعروف ان هذه المنطقة بها كثافة سكانية كبيرة وموارد زراعية عديدة بما فيها البصل المشهور بمنطقة قدو، فكيف فات هذا على اخواننا المسؤولين في هيئة السكة الحديد؟ فنحن مواطنو منطقة قدو كبار وصغار نساءً ورجالاً نرجو ونلتمس من السيد مدير عام هيئة السكة الحديد رفع هذا الظلم الذي وقع علينا والذي بدورنا نعتبره عفواً ليس عمداً، لان واقع الحال يشير الى ذلك ولا يوجد مبرر بقفل هذه المحطة ووقف خدماتها التي حرمنا منها زمناً طويلاً، ونريد ان نتمتع كغيرنا بخدمات القطار السريع الجديد ولك منا جميعاً السيد المدير فائق الاحترام والتقدير. ع/ اهالي منطقة قدو