المتماسكة تعني مجتمعاً متماسكاً والمجتمع المتماسك يعني بلداً متماسكاً ، هذه حقائق لا تخفى على أحد ، هناك مشكلة تعاني منها العائلات في وقتنا الحاضر تتمثل في انتشار النزعة الفردية وفتور العلاقات بين أفراد الأسرة ، ومن أكبر الأخطار على الأسرة هو تفككها وعدم وجود روح التعاون الجماعي بين أفرادها. وضع العائلة يتدخل في صحة أفرادها وقد ثبت علمياً بأن العائلة التي تعيش حالة من التماسك والوحدة يتمتع أفرادها بصحة جيدة وتعرضهم للأمراض أقل بكثير من أفراد العائلة التي تغيب عنها مقومات التماسك والترابط العائلي ، وكذلك الحالة العاطفية للعائلة تتدخل حتى في الصحة العقلية لأفرادها. ليس من السهل تحقيق التماسك بين أفراد العائلة ولكنه ليس بالمستحيل أيضاً ، و تماسك العائلة ووحدتها يعني أيضاً نجاح أفرادها في الدراسة والعمل والحياة اليومية بالإضافة إلى الثقة بالنفس أمام المجتمع بشكل عام. ولننعم بأسرة متماسكة يجب على كل فرد فيها إدراك أخطائه وأفضل حل لتصحيح الخطأ هو الإعتراف به أولا ومن ثم محاولة تصحيحه بالشكل السليم ، ولن تفيد أية جهود لتصحيح الخطأ إذا لم يكن هناك اعتراف به ، و على الإخوة إدراك أخطائهم تجاه بعضهم البعض والإعتذار عن ذلك الخطأ والإعتراف به وتحمل المسؤولية. و إدراك كل فرد من أفراد العائلة لأخطائه يساعد على عدم تطور سوء التفاهم وتفاقم المشاكل لأنه متى ما أدرك الفرد خطأه واعترف به فان الغموض يختفي وتصبح الصراحة هي الأساس. وكذلك على العائلة إظهار العواطف وتفادي إخفائها لأن ذلك يؤدي إلى تصادمات بين أفرادها ، ويجب اظهار الحب والإحترام والإعتراف إن كانت هناك عواطف سلبية ، يجب أن يكون موقف العائلة موحداً في إظهار العواطف أمام الآخرين وأمام بعضهم البعض ، ويجب تجنب الروتين في العلاقة بين أفراد العائلة. اما التعاون في الشؤون المنزلية يجب أن يكون الأساس في العلاقة بين أفراد الأسرة وأن لا يكون الاعتماد على الأم أو الأخت فقط في ترتيب الشؤون المنزلية لأن ذلك يعتبر مسؤولية الجميع ، وليس هناك عيب من قيام الأب أو الابن في تنظيف وترتيب الشؤون المنزلية. كونوا عائلة سعيدة وستجدون الحياة أجمل وستتمتعون بكل دقيقة مع بعضكم لان العمر ما معروف متى ينتهي. كل الظواهر الجديدة أصبحت تصنع حاجزاً بين أفراد البيت الواحد وكل واحد منهم أصبح يسبح عكس التيار فهذا مشغول بالافلام وهذا بالانترنت وذاك بالفيس بوك واليوتيوب ولا أحد يعرف عن الآخر شيء ماذا جرى له، وقد لا يعرف ما إذا كان مريضاً او على صحة جيدة والهم الأكبر الآن الواتساب الذي جعل الأشخاص كالمجانين كلٍ تركيزه على شاشة موبايله ويوزع الضحكات والإبتسامات ولا أحداً يعرف ماذا أصابة أو ما يقراه حتى يصل إلى هذه الدرجة من اللا وعي بمن حوله لقد حول هذا الواتساب الناس إلى آلات لا يتكلمون إلا عبر شاشات هواتفهم ماذا جرى وما الذي سيجري بعد عامين وما هي الأشياء الجديدة التي قد تظهر ربنا يستر علينا وعلى الأجيال القادمة.