سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سرقته الهجرة.. وهجره الشعر.. واعاده محمد الدرة بعد زواج 27 عاماً وأغلب قصائدي كتبتها من أجلها
أشفق على هذا الجيل من الشباب لأنهم لا يعرفون الشعر ولا الموسيقى
حوار: رحاب إبراهيم
هو شاعر رغم اكتظاظ خزينته بكل أنواع الشعر العاطفي والاجتماعي إلا أنه لم يجد وسيلة مناسبة توصل ما يخطه من كلمات رائعات إلى القارئ أو المستمع السوداني ربما يكون ذلك سوء حظ لأن الكثيرين أشباه الشعراء يجدون أراضي خصبة ينثرون فيها أتفه الكلام وأرخص الكلمات فكيف لا نجد لهذا المبدع ربع تلك المساحة فالأستاذ عبد العظيم مدني عبد الماجد الذي ولد في حي السيالة بمدينة عطبرة عام 1952 وله أكثر من 35 عاماً وهو يكتب الشعر ولكن لماذا لم يجد حظاً وافراً من الانتشار رغم أن قصائده مميزة جداً ويمكن أن تكون شعراً مغنى ..... جلسنا إليه وتجاذبنا معه أطراف الحديث وكانت هذه حصيلة حديثنا معه .. * متى كانت بداياتك الشعرية ؟ بدأت كتابة الشعر منذ المرحلة الوسطى وتمكنت من الكتابة بعد دخولي المرحلة الثانوية وكنت في ذلك الوقت أميل أكثر إلى كتابة الشعر العاطفي رغم تناولي بعض القضايا الاجتماعية الأخرى ، وللحقيقة والتأريخ 95%من ذلك الشعر العاطفي كتبته لزوجتي أم ابنتي وكان ذلك قبل أكثر من 30 عاماً قبل أن نتزوج . * 35 عاماً أليست كافية لتكون شاعراً مرموقاً في البلاد ويعرفك القاصي والداني؟ هي كثيرة ولكن منها أكثر من 14 عاماً انقطعت عن الشعر والكتابة وعن السودان حيث هاجرت إلى المملكة وهناك انقطعت عن الكتابة تماماً ، وحادثة محمد الدرة هي التي أعادتني للكتابة مرة أخرى عام 2002م ومنها لم أنقطع عن الكتابة . * ما هي أقرب قصيدة إلى قلبك ؟ كل القصائد لي معها ود خاص ولكن أكثر تعلقي بقصيدة كتبتها من أجل ابنتي الوحيدة هبة التي انتظرتها 15 عاماً حتى حباني الله بها وهي أطول قصيدة كتبتها ، ولي قصيدة أخرى كتبتها لزوجتي بعد 27 عاماً من الزواج حتى أن بعض أقاربي وأهلي مستغربون هل هناك مشاعر حتى الآن كهذه وكان اسم القصيدة سيدتي الجميلة . * هل تميل إلى الكتابة في نوع معين من الشعر؟ لا أميل في الكتابة إلى مدرسة معينة وأتناول بعض القضايا الاجتماعية والمشاكل اليومية ، فإذا لم نستطع تقديم شيء للمجتمع فسأقوم بمعالجة بعض قضاياه بالكلام المنظوم . * هل قمت بإجازة قصائدك في المصنفات الأدبية والفنية ؟ لم أستطع إجازة ولا قصيدة فعندما ذهبت إلى المصنفات وجدت أن رسوم إجازة القصيدة الواحدة أكثر من عشرة جنيهات وأنا لدي أكثر من مئة قصيدة فما هي معايير دفع هذه الرسوم ولماذا أدفعها؟. * حدثنا عن القصيدة التي نظمتها للمحافظة على العملة ... قبل أربعة أعوام بعد تغيير العملة ذهبت إلى بنك السودان المركزي وأنا أحمل تلك القصيدة ولم أكن أرمي لشيء سوى المحافظة على عملتنا نظيفة وسليمة وقلت في فكري أن أذهب إلى البنك المركزي عسى ولعل تصنع بها إعلانا حتى تصبح المحافظة على العملة شعارا ولكن رجعت بإحباط شديد من الاستقبال عندما أخبر موظف الهدف أحد الموظفين في الداخل عبر الهاتف عن طلبي قال له فليذهب إلى المصنفات الأدبية فعدت أدراجي والإحباط أثقل كاهلي، وهذه بعض من أبيات القصيدة : يا أخوانا جميع احترموا العملة دي رمز سيادة وعزة أمة حرام والله نكون أسبابا ونصبح ناس ما عندنا همة ليه ما تكون في المحفظة سالمة بعيد من زيت وترابة وغمة ليه ما تكون في إيدنا جديدة نظيفة ظريفة تبرئ الذمة يوم رابطاها الحاجة في توبا وداك الحاج لافيها في عمة. * ألم تفكر في التعامل مع أحد الفنانين؟ فكرت في مرة ذهبت إلى الفنان الشاب الراحل محمود عبد العزيز ولكنني لم أوفق في مقابلته لأنه كان في الخارج ولكنني سلمت مدير أعماله أنس الأمين عددا من القصائد ولكنها لم تصل إليه حتى انتقل عن دنيانا وما زالت القصائد في منزله بالمزاد. والآن أتمنى التعامل مع أي من الفنانين فقط من يستطيع توصيل الرسالة . * وماذا عن حلم الديوان الشعري ؟ حلم الديوان يراودني منذ 30 عاماً وقد حان الآن وقت تحقيقه وكان حلم اسم أول ديوان «بكاء الشموع» وسيكون اسم المولود الثاني «صرخة أم» ثم «هبة يا هبة». * ما رأيك في شعر الشباب المغنى هذه الأيام؟ هذه الأيام لا يوجد شعر ولا غناء فقط موسيقى صاخبة والعيال تنطط دون معرفة ماذا يقال، وهذا ما جعل الكسل يتبدد في داخلي هل يستطيع هؤلاء الشباب تلحين تلك الكلمات لأن هذا الجيل صعب أن نحكم عليه بصفة فنان، قبل أيام استمعت إلى حفل جوار المنزل فدهشت من غناء الفنان الذي أخذ ينده في المناطق السكنية منطقة تلو الأخرى لم أدرِ ما الذي يقصده أو إلى أين يريد الوصل هل هذا هو الفن . * كلمة أخيرة .. أقدم صوت شكر إلى صحيفة «الوطن» لأنها أعطتني فرصة كانت أشبه بالحلم وشكر خاص لكل من قام بتشجيعي رغم قلتهم فقد كانوا فقط المحيطين بي لهم جزيل الشكر. -- امتحانات الكيمياء واللغة العربية أوقفت الطلاب .. من يضع امتحانات الشهادة السودانية؟ من الذي يضع امتحانات الشهادة السودانية هل هم موجهون متخصصون في المواد أم دكاترة تختارهم إدارة الامتحانات لوضع الامتحانات بمزاجهم وإذا كانت الامتحانات يضعها دكاترة فهذه مصيبة وكل الدلائل تشير لذلك وليس بعيدا على وزارة التربية والتعليم التي أتت بوكيل من التعليم العالي في حين يوجد علماء وخبراء في التعليم العام يملأون منصب الوكيل بكفاءة عالية والدلائل السابقة تشير لذلك من خلال الدكتور معتصم عبد الرحيم والأستاذ محمد أحمد حميدة، وإذا كانت التربية والتعليم تأتي بوكيل من التعليم العالي متحدية كل الأعراف لا يستبعد أن تأتي بدكاترة من التعليم العالي وهم بعيدون كل البعد عن التعليم العام ليضعوا امتحان الشهادة السودانية مصير كل أهل السودان. امتحان اللغة العربية وضع بطريقة غريبة وقد تم التركيز على باب البلاغة والطلاب ذاكروا القواعد والأدب بتوازن مع البلاغة وامتحان الكيمياء خيب الآمال ولا يوجد طالب واحد في السودان خرج من الغرفة قبل الجرس الأخير لأن الامتحان أكثر من الزمن وكان من المفترض في وضع الامتحان مراعاة الزمن وترك زمن للمراجعة. نحن ننادي بأن توضع الامتحانات من قبل لجان من الموجهين المختصين في المواد لأنهم قريبون من المنهج والمعلمين والطلاب فالدكاترة الذين يضعون الامتحانات انتقموا من الطلاب في عدد من المواد ربما تؤثر على مصير الشهادة وتحتاج إلى معالجات عند التصحيح. -- رؤية ختام امتحانات الشهادة يسدل اليوم وفي كل ولايات السودان ستار امتحانات شهادة المرحلة الثانوية وهو الامتحان الأهم والمحطة التي تفرق بين التعليم العام والعالي وحقيقة الامتحانات لم تكن سهلة كما استعد لها الطلاب والمدارس.. اليوم تفارق المدارس الثانوية الحكومية والخاصة طلابها الذين سيجلسون اليوم لورقة الرياضيات الأساسية للأدبيين والمتخصصة للعلميين، والرياضيات سابقا كانت تسمى فراق الحبايب لصعوبتها وحالياً الرياضيات سهلة خاصة للأدبيين الذين لا يحتاجون إليها في كلياتهم إلا الذين يدرسون اقتصاد ومحاسبة وقد قضى الطلاب ثلاث سنوات في تلك المدارس وخلقوا علاقات طيبة مع الإدارات والمعلمين وهي علاقات امتدت إلى الأسر وأصبح أولياء الأمور جزءا من مجتمع المدرسة.. لقد صرف أولياء الأمور كثيراً من المال لمقابلة احتياجات الطلاب من الحصص الخاصة والحصص الجماعية وحصص التركيز وأصبحوا لا يثقون في المدارس ولا يقتنعون بما تقدمه للطلاب رغم أنه مجهود كبير.