سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تدني نسبة التحصيل الأكاديمي لطلاب الثانوي .. أين الخلل؟ طلاب وأولياء الأمور تغيير المناهج شكل عقبة .. وزارة التربية والتعليم : أقرت بوجود فجوة في الموارد
من الملاحظ هذا العام تدني نسبة التحصيل الأكاديمي لطلاب المرحلة الثانوية «أولى ثانية» في الامتحان النهائي وإذا ما استفسرت عن نتيجة معظم الطلاب تجدهم راسبين على الأقل «4 7» مواد رغم أن الطلاب من مدارس مختلفة يا ترى أين يكمن الخلل هل في المعلمين أم في التلاميذ أم في وزارة التربية والتعليم التي لم تمد التقويم إلى فترة مناسبة بعد الإجازات الطارئة التي تعارضت أثناء العام الدراسي أم في إدارات بعض المدارس التي تركت أسلوب الضبط والحسم والربط وسط الطلاب والمعلمين وهناك بعض المدارس التي ينتهي الدوام بمبانيها عند الساعة «03:21» وهذا التوقيت نهاية دوام بعض رياض الأطفال في ولاية الخرطوم. الوطن استمعت إلى آراء جهات عديدة ذات صلة وخرجت ب: ٭ طلاب يشكون الطالبة علوية أحمد أبدت شكواها من بعض المعلمين الذين يخلصون بابا بأكمله خلال ساعة ونصف أي في «حصة دبل» وأضافت علوية دائماً يحدث ذلك في نهاية العام الدراسي عندما تقترب الفترة من الانتهاء فتكون الحصة مجرد أداء واجب- على حد تعبيرها بغض النظر عن ما إذا كان الطالب قد استوعب الدرس أم لا، وتؤكد أن هذه الطريقة في التدريس هي أحد أسباب الفشل عند الطلاب لعدم استيعابهم كثيرا من المواد خاصة الطلاب الفقراء الذين لا يملكون ثمن الدروس الخاصة. وختمت الطالبة علوية حديثها موجهة رسالة إلى إدارات المدارس لضبط التقويم الذي يجب أن تنتهي عنده الدراسة ووضع تدابير تحسباً لحدوث أية ظروف طارئة حتى لا يدفع الطلاب الثمن. ٭ صورة سالبة أما الطالب «ش .ش» يدرس في إحدى مدارس محلية شرق النيل قال: إنه رسب في «7» مواد وأرجع ذلك إلى عدم إلمامهم واستيعابهم كثيرا من المواد وأنهم يخافون من إبداء أية شكوى لإدارة المدرسة فذلك يؤثر على علاقتهم مع المعلمين داخل المدرسة وقد تعكس الشكوى صورة سالبة ومشوهة للمعلم، وأضاف في الكثير من الأحيان يصبح الطالب هو الضحية ويفقد نسبته التي داوم على تحصيلها وأشار إلى أن الظروف التي مرت فيها المحلية من السيول والأمطار التي اجتاحت المنطقة كانت سببا أيضاً في تدهور وانتظام الدراسة في الوقت المحدد. ٭ أولياء الأمور والمعاناة محمد علي «أب لطلاب في مرحلتي الثانوي والأساس» بدأ بإلقاء اللوم على إدارة المناهج مشيراً إلى أن تغيير المنهج كل حين والآخر والاختلاف الكبير في المواد التي يدرسها الطالب غير التي درسها والوالد وكذلك التي درسها الأخ الأكبر الذي تقع على عاتقه مراجعة الدروس، وأكد أنهم لا يستطيعون إيصال المعلومة بالطريقة الصحيحة المطلوبة لأن المقرر جديد بالنسبة لهم، وأكد محمد أن هذه أول خطوة في معاناة أولياء الأمور والأُسرة مما يجعلهم يلجأون للبحث عن من تكون له كفاءة وخبرة عن ذلك المنهج الجديد، وأضاف أن الطالب الذي تريد مساعدته «سواء أكان أخا أو ابنا» يسخر من عدم إلمامك بالمعلومة الصحيحة التي تريد توصيلها له. ٭ رأي محايد ولكن الأُستاذة إيمان إبراهيم فقد جاء رأيها محايداً لمهنتها وأرجعت تدني نسبة التحصيل الأكاديمي لطلاب المرحلة الثانوية إلى خلل في طريقة تدريس بعض المعلمين الذين لا يستطيعون توصيل المادة إلى الطلاب وتؤكد إيمان إذا كانت نسبة الرسوب على مستوى الفصل قليلة ولا تقدر بنسبة يكون التقصير من بعض الطلاب ولكن إذا زادت النسبة عند 05% فتُحسب على المعلم وقالت لا يعقل أن أكثر من نصف الطلاب لا يستوعب وأضافت أن فترة التقويم السنوي كافية جداً لإكمال المقرر إذا حدث مزيد من الانضباط في إدارات المدارس وأشارت في الختام إلى ضرورة الالتزام باللوائح المهنية. ٭ رقابة وتقوى الله من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل هذا ما بدأت به الأستاذة إكرام عبد الله مستنكرة أسلوب بعض المعلمين في ممارسة الضغط والسخط على الطالب الذي يرفع يده في الفصل ملوحاً بعدم استيعاب الدرس أو أية نقطة لم يدركها وقالت بما إن هناك أجر مقابل العمل الذي تقوم به فلا بد من مراعاة تقوى الله في أداء العمل حتى يبارك الله فيه وأوضحت قائلة فترة الإجازات التي تداخلت على العام الدراسي دون مد التقويم أثرت بصورة واضحة في نتيجة الطلاب وزادت معدل الرسوب فالمقررات كثيرة والفترة قصيرة مما جعل بعض المعلمين يدمجون الدروس في بعضها فانعكس على نسبة التحصيل. ٭ ضعف التدريب أرجع خبير تربوي تدني نسبة التحصيل الأكاديمي إلى ضعف عملية تدريب المعلمين ففرصة التدريب لا تشمل جميع المعلمين وتأتي بعد مرور أعوام ،قال ليس هناك خطة في توزيع الفرص على المعلمين وأضاف موضحاً أن الإجازات التي كانت خلال العام أثرت بصورة كبيرة في إكمال المقررات الدراسية وقد انعكس ذلك في نتيجة الطلاب هذا العام، وأشار بالقول لا بد من تكافؤ الفرص بين جميع المعلمين حتى يستطيع المعلم إيصال المادة إلى الطالب، وأكد أن هناك معلمين وصلوا درجات مختلفة دون أخذ فرصة للتدريب سوى على النطاق الداخلي أو الخارجي وذكر أن الدورات التدريبية هي خير معين للمعلم. ٭ فجوة في الموارد أرجعت وزارة التربية والتعليم الاتحادية تدني استيعاب الطلاب بالمرحلة الثانوية إلى أسباب عديدة منها وجود فجوة في الموارد بلغ «541» مليون دولار، وشكا عدد من مديري التعليم الثانوي في ولايات دارفور من انهيار المدارس، وهناك ولاية تشكو من قصور عام، وقال عبد المحمود النور وزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم خلال تصريحات سابقة إن الهجرة من الريف نحو المدن وازدياد الطلب على التعليم زاد من الاكتظاظ في بعض المدارس حتى اضطرت الوزارة إلى نظام الدوامين لبعض الطلاب لتفادي ازدحام الفصل الذي بدوره يؤدي إلى عدم التركيز والاستيعاب.