عبارة العنوان أعلاه أطلقها السيد رئيس الجمهورية لدى افتتاحه مدينة الصفوة السكنية، وقد صادفت هوى في نفسي خصوصاً بعد المشاكل التي أثيرت حولها في الفترة الماضية إذ أثبتت الهيئة الفرعية لنقابة عمال المستشفى فشلها التام في معالجة هذه القضية بالحلول المعقولة ونزعت عن نفسها رداء الوطنية وأظهرت عنتريات فارغة ولم تساير الخطة الموضوعة للمخطط الهيكلي البناء. لا يمكن أن تظل الأحداث والقضايا والمباني في مكانها مدى الدهر والى يوم الدين فإن مستحدثات الحياة ومتغيراتها المختلفة تجعل من المستحيل أن تظل الأمور المتعلقة بالإنسان على وتيرة واحدة باستمرار وجودنا على هذه البسيطة، فالتغيير سمة الحياة والإنسانية على مر العصور، والجمود صنعه الإنسان المثبط والمقعد على الجانب الطيني له. وللاستلهامات والمواكبة التي ينبغي تتبعها واتباعها جاءت النوايا لنقل مستشفى الخرطوم من مكانه الحالي إلى موقع آخر لاعتبارات مشروعة وخطط موضوعة ضمن المخطط الهيكلي لولاية الخرطوم، فلا يمكن أن يشذ موضع جهة أو معمار (معترس) لهذا الخطط مهما كانت الدواعي.. حينما بنيت مستشفى الخرطوم من موقعها الحالي كان طرفياً وكان معقولاً لبعده عن المأهولات السكانية أو غيرها.. ولكن بفعل التزاحف والتزاحم عليها صارت في قلب العاصمة ودونكم الازدحام والتكدس الحاصل بشارع الحوادث وداخل المستشفى لأنه يستقبل المرضى ومرافقيهم وزائريهم من مختلف مناطق السودان مما يجعل موضع ومواطيء القدم فيه عسى أن لم يكن مستحيلاً.. كانت رؤية ثاقبة ونظرة فاحصة من حكومة ولاية الخرطوم ومن البروفسيور مأمون حميدة وزير الصحة بنقل خدمات الاستشفاء والعلاج والصحة الى مكان تواجد الناس وليس للأطراف كما يقال، فليس كل المواطنين يقطنون في الأطراف وأقول لوزير الصحة لاتعبأ ولا تهتم ولا تلتفت لأصوات النشاز والشاذة والهجوم الشرس المتواصل عليك من البعض لأغراض مختلفة ومتفاوتة ومتباينة لا علاقة لها بخدمة الناس.. أحسم أمرك أخي والي ولاية الخرطوم وحدّد قطعة أرض تقام عليها مستشفى الخرطوم ليكون مرجعياً على المستوى الثالث حسب ما راه اتحاد عمال ولاية الخرطوم وجهّز وأحضر (بلدوزراتك) بعد ذلك لهدم هذه المستشفى لأن مكانها الآني صار غير لائق وسر في تنفيذ مخطط ولايتك الهيكلي مطبقاً القانون بقوة حتى تتجنب المشاكل التي تحدث فيه باستمرار من أصحاب المصالح المشتركة داخل المستشفى وخارجها في (لقاطات) العيادات الخارجية حولها.. أسأل الله أخي الرجل القرآني الدكتور عبدالرحمن الخضر أن يجعلك من أصحاب اليمين لتقيم التنمية المتوازنة ذات الابعاد الاجتماعية الحقيقية وأسأل كذلك ان يبعدك من أصحاب اليسار الذين لا هم لهم سوى ايقاف مسيرة التنمية ومواكبة جمالياتها في مجال العمران وغير ذلك من الأهداف المصوبة لأناقة العاصمة. ومستشفى الخرطوم ليس صنماً يعبد وحتى الاصنام التي عبدت أزيلت والجبال الراسيات انتهت بفعل التعرية وعوامل أخرى ومباني عاتية حطمت لاحتياجات الإنسان (تتخذون من الجبال بيوتاً) و(إرم ذات العماد)، فلماذا تظل مستشفى الخرطوم على حالها مدى الدهر؟