منذ فترة بعيدة ظللنا ندي العيش لغير خبازه إتعلموا فينا الحلاقة في رأس اليتامى، أو أكلوا الأخضر واليابس والحكاية أصبحت لعبة مكشوفة، أي واحد يركب في الموقع وينزل من غير حساب وبعد مدة قصيرة جداً يظهر الهمس والجهر والحديث عن المستور والمسكوت عنه عشان كده قلنا كل واحد يجيء بجماعته ويذهب بجماعته واسهبنا في أن المشكلة ليست في المسؤول الأول فقط بل هناك في كل مرفق عصابة نهب مُصلح ترسم وتصور. فقد ضلينا الطريق بعد السنوات الأولى لقيام الانقاذ لأننا فقدنا العدل والجودة والإتقان والخبرة بل نظفنا الطريق أمام أصحاب الحظوة وجهلاء الخبرات بما أسميناه التمكين وأبتدعنا له المسميات الفئوية أمانات العاملين التي خوفت الإدارة وثكلت النقابات، وبدينا نضع الأشخاص في غير موقعهم المناسب وأتذكر في بداية لقاءات تنوير الخدمة المدنية مع أخونا المجاهد د.الطيب محمد خير تحدثت عن مشكلة الإدارة في عدم مقدرتنا على وضع اللقاءات الإدارية في مواقعها وضربت مثلاً بوزير الخارجية البروفيسور حسين أبو صالح العالم الجليل وكان الوحيد في السودان لجراحة المخ والأعصاب والسودان حواه والدة من الدبلوماسيين والقانونيين والسياسيين والأمثلة تزداد يومياً، فما الذي يبعد الأخ الرياضي المطبوع المتدرج والعالم الإداري، بعيداً عن إدارة الرياضة في السودان وإذا أبعدته لعبات وأيدي لماذا لم تعينه الدولة وزيراً للرياضة والشباب وما الذي يبعد الأستاذ الجليل عبد المنعم عبد العال عن وزارة الرياضة والشباب بالجزيرة هؤلاء من أعرفهم وعملت معهم لدورات في الاتحاد العام فكلهم وطنية ومؤهلات علمية وفنية وعلاقاتهم ممتازة مع المجتمع الرياضي، فقط أشهد لهم بالطهارة في الأيدي ولا يخشون في الحق لومة لائم وفضلنا أن نلهث في الرياضة وراء رجال المال وأستبدلناهم برجال الإدارة وأي مال من غير إدارة جيدة وممتازة يتبدد في الفاضية، هكذا في كل مرفق، قاتل الله السياسة التي أضرت بالخدمة المدنية حين كادت أن تنهار الدولة وأخذنا حتى في الحكم تقدم ولاة كل مؤهلاتهم أطباء أو معتمدين عسكريين وإيه يعني وزير مالية «مهندس» وكمان زدنا الطين بلة بعد قيام ثورات الربيع وأخذنا نتحدث عن الشباب بدون أن نؤهلهم ودون خبرات قطع شك أردنا استبدال الخوف بالخوف كلها هذه قنابل موقوتة شوف تبدأ في الانفجار على رؤوسنا وظهرت ملامح إصلاح ولكن صدقوني من صنع الفساد لا يمكن محاربته. ولي عودة