أفلح الأُستاذ: إبراهيم مالك عضو اللجنة المركزية لاتحاد عمال ولاية الخرطوم ورئيس الهيئة النقابية لعمال البترول والتعدين والكهرباء حينما رمى اجتماع اللجة المركزية قبل السابق باقتراح رائع بخصوص إقامة وتنظيم الاتحاد رحلات نقابية علمية وتعريفية وثقافية للبلدان المجاورة والمناطق ذات الأثر النقابي المرتبط بالسودان وحركته النقابية وغيرها من دواعي ودوافع الإقدام على النيل من فوائد السفر المعروفة. ويحمد لاتحاد عمال ولاية الخرطوم تجاوبه الطيب مع هذا الاقتراح الرائع وتنفيذه رحلة نقابية علمية لدولة إريتريا التي احتوت على رؤساء الهيئات النقابية ولاية الخرطوم وأعضاء المكتب التنفيذي بداية لتتالي رحلات قادمات تبعث أمل المعرفة وتتسبب في التغيير النفسي والروحي وتزيل عنهم رهق العمل المتواصل وتنشيط جميع الجوانب المملة التي تحيط بالمتابعات العملية كانت رحلة رائعة أدت أغراضها تماماً وحققت الأهداف المرجوة منها، وحمدت الله كثيراً على مرافقتي نفر كريم وجدت كل خصال الخير والأخوة الصادقة وكانت ليالي السمر وحلقات الذكر والترفيه والضحك والسرور والاغتباط فضلاً عن توقيع اتفاقية توأمة بين اتحاد عمال ولاية الخرطوم وعمال الإقليم الأوسط بأريتريا وتوثيق العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين. ظلت العلاقات بين الشعوب ضاربة في جذور التأريخ معبّرة عن نفسها لا يشوبها ما يعكر صفوها ويلحظ أن العلاقات بين شعبي دولتي أريتريا والسودان تأخذ مناحٍ عدة ومتعددة فأقرب الدول الإفريقية إلى دولة السودان هي دولة أريتريا مما جعل التشابه في السحنات والعادات والتداخل القبلي والقوميات المشتركة فنجد كثيراً من القبائل السودانية موجودة في داخل إريتريا حتى اللهجات نجدها متداولة بصورة طبيعية وسجية. ينجذب الشعب السوداني باستمرار لزيارة دولة أريتريا رغبة منه في الاستماع بطبيعتها الساحرة والخلابة والتي تأخذ بالأذهان وتسيطر على الآذان وتحيط بالألباب إذ أن الخضرة التي تكسو الجبال وغيرها من معالم خلق الله في هذا البلد الطيب تجعل المتأمل يدرك أن المولى عز وجل قد حباها بنعم قلّ وجودها في دول العالم. فضلاً عن التعامل الراقي والرائع الذي يجده المواطن السوداني من شقيقه الأريتري الذي يدهشنا ويشجينا ويجبرنا على رفع القبعات له للجوانب الإنسانية الفطرية التي يقابل بها بقية الشعوب. حينما تجاوزت بعثة اتحاد عمال ولاية الخرطوم في رحلتها التأريخية التعريفية الترفيهية منطقة تسني الحدودية مع كسلا بدأنا نشعر ببرودة الطقس كلما ارتفع البص المقل لنا وأحسسنا كذلك بدفء مشاعر الحنينة والطيبة التي تحتويها جوانب هذا الشعب الحُر الأبي، والروعة والأناقة والنظافة التي تحيط بمجالات حياته المختلفة. وعند زيارتنا إلى ميناء مصوع وفي طريقنا إليه دلفنا على منطقة «فلفل» وشوارعها المتموجة والمتعرجة فوق الجبال بصورة غير مسبوقة ولا توجد في منطقة أفريقية، ولما وقعت أبصارنا على منظر السجن من تحتنا ونحن فوقها في أعلى الجبال كاد الاستمتاع والانتشاء أن ينسينا أنفسنا وتدافعنا نلتقط الصور ووصلت درجة تسبيحنا للمولى عز وجل وتنزيهه عن كل منقصة وتجليه بهذه القدرات التي تدل على حُسن صنيعه في هذه الحياة الدنيا مرحلة عالية جداً فاستدعينا كل الآيات القرآنية التي عبّرت عن هذه المناظر الخلابة ونحن ننظر إليها ميدانياً على الأرض ولأول مرة نرى السحب من علٍ ونعرف وندرك كيفية تكوينها من جانبها الأعلى، فكان بجد منظراً بديعاً حضره أعضاء البعثة في دواخلهم وأودعوه في ذاكرتهم كيومٍ أبدي لا يضاهيه يوم في البهجة والجمال، وقد ثمل بسببه عمال ولا ية الخرطوم حتى النخاع. إن الآمال معلقة على الشعبين ليتعاونا إلى أبعد مدى للاستفادة من خبرات وصفات وعلوم ومعارف بعضهما حتى تتطور الحياة في كليهما إلى ما هو مبتغى ومأمول ونوصلها إلى المرفأ المطلوب والمرغوب، ونتفوق على بقية الشعوب بتقديم الأنموذج الطيب والمحتذى والمثال الحي والأثر الثر لكل شعوب الدنيا نسعى في إيفاد وتصدير علاقة ثنائية مشتركة ذات أبعاد غير مألوفة في جوانب التنمية وفي أُطرها المختلفة بين الشعبين الرائعين. وقد بدأنا نتلمس خطى ذلك من خلال الاتفاقيات والتوأمات التي وقعت بين عمال دول السودان إريتريا وإذ تمّ التوقيع بين القيادات النقابية الموجودة في الأقاليم الأريترية المتاخمة لولايات السودان ونبلغ أربع اتفاقيات وهي التوأمة بين عمال إقليم القاش بركة مع نظيره في ولاية كسلا واتفاقية بين عمال إقليم عنسبا مع اتحاد عمال ولاية القضارف وتوأمة بين عمال إقليم شمال البحر الأحمر بأريتريا مع اتحاد عمال ولاية البحر الأحمر بشرق السودان، واتفاقية بين عمال الإقليم الأوسط بأريتريا مع اتحاد عمال ولاية الخرطوم، إضافة إلى الاتفاقية الدائمة القديمة بين الاتحاد العام لنقابات عمال السودان والكنفدرالية الوطنية لعمال أريتريا. ومما أثلج صدرنا علمنا بوجود عشرة بروفيسورات في مجال البيطرة والزراعة يقدمون خبراتهم وعلومهم ومعارفهم متعاقدين بكلية «حملمالو» الزراعية في منطقة كرن في إطار تعاون كبير بين البلدين، ومعلوم أن الجندي السوداني قد ساهم في تحرير كرن ووقف مع المقاتلين حتى خلدوا في الأغاني السودانية، وأثناء وجودنا بأسمرا وصل وفد من جامعة الخرطوم بدكاترة متخصصين في مجال التعدين للمساهمة في قيام كلية للتعدين والمعادن في أسمرا. وعلمنا كذلك أن هنالك اتفاقية وبروتكول في المجال الصحي وقع منذ العام الماضي سيفعل في بحرهذا الشهر وسيأتي عدد من الخبراء والاستشاريين والأطباء السودانيين يقودهم وزير الصحة الاتحادي السيد بحر أبو قردة لإنزال علمهم الكبير والعالي في كلية الطب أريتريا ويحضر كذلك منذ ثلاثة أعوام بصورة سنوية عدد من دكاترة الطب جامعة الجزيرة لممتحنين خارجيين للإشراف على تخريج طلاب الطب في أريتريا، ويصاحب ذلك احتفال ضخم وأتمنى قيام البرتكول الثقافي الذي يشمل التعليم حتى يساهم المعلم السوداني في رفعة شأن التعليم في دولة إريتريا ولا توجد دولة مجاورة لأريتريا تعليمها متقدم ويمكن أن تفيدها سوى السودان والسودان نفسه استفاد تعليمياً من مصر وأفاد دول الخليج وغيرها. تتكامل جوانب الإبداع وترتفع درجة الاطمئنان بعد أن وضعت قيادتا البلدين أيديهما فوق بعضهما للانطلاق بهما نحو آفاق أرحب تجلب الخير والسعادة للشعبين اللذين يستحقان ذلك لروعتهما وطيبتهما وخلقهما وقد لهجت ألسنة أعضاء البعثة بما لاقوه من حفاوة معهودة وكرم حاتمي من سفارة السودان في أسمرا.