سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فشل مؤتمرات الصلح القبلية.. الأسباب والحلول.. تجار السلاح والحرب وراء النزاعات القبلية في كردفان ودارفور..
الحركات المسلحة والمتمردون أكبر ممول لحرب القبائل..
مازالت الحروبات القبلية في السودان تحصد الأرواح وييتم الأطفال وتثكل الأمهات وترمل النساء وتخلف الجرحى... بما تعد الحروبات كما في السابق فقد اختلفت الآليات والوسائل الحربية.. فالسلاح الناري أصبح في متناول الجميع وحل محل السلاح الابيض كالسكاكين والسيوف والحراب.. والتي كانت تستعمل في الحروبات القبلية في السابق.. فلا تكون الخسائر فادحة كالتي تشهدها حروبات هذا الزمن.... بالأمس وردت الأنباء تحمل أخباراً مؤسفة عن قتل وقع بين الحمر والمعاليا في غرب كردفان بمحلية الاضية خلف 32قتيلا و 11 جريحاً حسب خبر الزميلة (الانتباهة) ، الجدير بالذكر أن البرلمان القومي أوفد وفداً يضم أكثر من 17 نائباً ومعهم ممثلين للقبيلتين بغرض عقد مؤتمر صلح يوقف القتال.. وعاد الوفد بضمانات من القبيلتين وتحديد موعد للمؤتمر، ولكن لم تمض أياماً حتى وقعت هذه الأحداث المؤسفة أمس الأول وهذه ليست المرة الأولى التي تفشل فيها مؤتمرات الصلح.. فكثيراً ما تكون هناك مؤتمرات للصلح بين القبائل وتفشل بعودة الأطراف للقتال وهنا لابد من سؤال .... لماذا تفشل مؤتمرات الصلح وخاصة في دارفور وكردفان ؟؟؟ - للاجابة على هذا السؤال تحدث ل(الوطن) السيد حسب الرسول عبدالله عضو اللجنة العليا للسلم الاجتماعي بالسلطة الاقليمية بدارفور ووزير الشؤون الاجتماعية السابق قائلاً : هناك عدة أسباب لفشل مؤتمرات الصلح أولها ضعف الإدارة الأهلية في ما عادت كالسابق لديها مكانتها بين أفراد القبيلة ولها قبضة قوية وتنفذ ما تعارف عليه من قوانين عرفية، ومن الأسباب أيضاً أن الذين يؤكل لهم مهام هذه المؤتمرات لديهم مصالح في إطالة الإجراءات وطول المؤتمرات وربما ترك ثغرات للفشل للاستفادة من النثريات والمخصصات والمنصرفات، ايضاً هناك سماسرة للحرب وتجار السلاح الذين تكون مصالحهم في استمرار الحروبات لذلك تجدهم يؤججونها ويأتون بالفتن ما استطاعوا لذلك سبيلا، وقال ايضاً من الأسباب الإستعانة بممثلين للقبائل المتناحرة من المركز والسياسيين الذين هم بعيدين كل البعد عن قبائلهم وليس لهم تأثير اجتماعي يذكر، وهذه المؤتمرات لا تأتي بالذين يحلون السلاح ويقاتلون في ميدان الحرب من الشباب وهؤلاء لا يمتثلون لأوامر أحد.. ايضاً هناك أشخاص مستفيدون من الحروبات لتنفيذ أغراض دنيئة كالنهب والسلب، وأضاف أن الحركات المسلحة في دارفور وكردفان لها دور مهم في هذه الحروبات لإنحيازها لأحد الأطراف ومده بالسلاح ثم تانياً الأجندة السياسية التي تريد تمزيق هذا البلد وهي أجندة داخلية وخارجية. تحدث إلينا أيضاً الأمير الصادق الحريكة عز الدين أمير المسيرية، وقد اتفق مع السيد حسب الرسول في تدخل الحركات المسلحة وتعتبر في كثير من النزاعات طرفاً فيها، وأضاف قائلاً: إن مؤتمرات الصلح غالباً يكون فيها تمثيل واحد وهو جانب الحكومة والجهات الرسمية وهي ضعيفة في المتابعة لسبب بسيط لأنهم ليسوا أصحاب وجعة (والجمرة تحرق الواطيها) عكس الادارات الأهلية لأنهم متضررون من الحرب ويعيشون بين الناس ومن أهم أسباب انهيار اتفاقيات هذه المؤتمرات عدم التزام الحكومة بما يليها من مهام كترسيم الحدود وإنشاء الدوانكي والحفائر وعادة ما تقوم النزاعات في الولايات بسبب مصادر المياه والأراضي ومصادر الرعي، وفي هذه الحالات تتسبب إجراءات الحكومة في تطويل أمد الإلتزامات وتوكل الأمر لشركات وعطاءات وغيرها كما أن السلطات الحكومية بطيئة في المتابعة وتنفيذ اتفاقيات مهمة كدفع الديات والصف وهذه الأشياء تحتاج لمتابعة لصيقة وهذا هو دور الادارة الأهلية الذي يجب أن تقوم به لأنهم يعيشون وسط الناس ويعرفون عاداتهم وطبائعهم فقط تحتاج الادارة الأهلية للقيام بهذا الدور على الوجه الأكمل لبعض المعينات كوسائل الحركة ووسائل الاتصال وغيرها وعلى الحكومة توفير ذلك. أما السيد محمد عبد الرحمن حامد رئيس شورى المؤتمر الوطني بولاية غرب كردفان وعضو المجلس التشريعي فقد بدأ حديثه متأسفاً على احداث الاضية بين المعاليا والحمر داعياً الطرفين للتحلي بالأخلاق وضبط النفس.. أما عن مؤتمرات الصلح فقال إن هذه المؤتمرات تمر بمرحلتين وهي التحضيرات الأولية كأخذ الوعد من الأطراف بالمصالحة وموافقتهم وتهيئة النفوس لذلك ومن ثم المرحلة الثانية وهي عقد المؤتمر وتنفيذ المقررات ولكن كثيراً ما يحصل اختراق للمرحلة الاولى بتدخل أصحاب الأجندة والمصالح من تجار الحرب والسلاح والمخدرات والمتجارة بالقضايا. وما حدث أمس بين المعاليا والحمر هو مثال حي لحالة اختراق ايضاً تفشي الأمية بين القبائل هو سبب رئيسي وخاصة بين الشباب لأنهم وقود هذه الحروبات، لذلك يجب توعيتهم وأهم من ذلك استيعابهم في هذه التصالحات ولا ينبغي حصرها في كبار السن والأعيان لتحصين هذه المؤتمرات من الفشل لابد من مراعاة الحالة النفسية لأهل الدم وأقرباء القتلى والتعامل معها بحكمة ومراقبة والتوافق بين مكونات المجتمعات وعلى الدولة فرض هيبتها وإنزال المقررات في تاريخها المحدد وأن تكون السلطة هي الراعي الحقيقي لأي اتفاق حتى لا تحدث اختراقات، ختاماً أدعوا الأجهزة الاعلامية للقيام بدورالتوعية والتربية وتبصير الناس وأن تتحرى المفيد للناس في هذا الجانب وتترك ما يعد سالباً. هذا هو حديث الادارة الأهلية والحكومة والسلطة التشريعية وهم المعنيون بالدرجة الأولى بهذه الأزمة وهي أزمة انسانية كبيرة بلا شك تتطلب تضافر الجهود وأن يعمل المجتمع بكل مكوناته للحد منها.