جاء الى مكاتب الصحيفة معرِّفاً بنفسه انه محمد الفاتح مصطفى. وقال انه جاء إلينا أشعث أغبر حافياً ليصرح بأنه لم يقدم استقالته من منبر السلام العادل الذي هو عضواً في مكتبه القيادي كما ورد في الصحيفة أمس ضمن عدداً من المنسلخين، إنما هو في اجازة عن الحزب هذه الايام. وقال إن هذه المعلومة الخاطئة بخصوص انسلاخه جاء بها وقيع الله حمودة شطة وهذا الاخير اخبره بها مهدي عبدالكريم حسبما قال. فيما اثنى محمد الفاتح على أخلاق شطة، وقال إنه رجل نقي وتقي وطيب وصافي السريرة، ولكنه ضحية للحالة الثأرية. وفي سؤال عن ما اذا كان المنبر حقق اشواقه واحلامه، نفى ذلك وقال إن كل المواعين السياسية الموجودة الآن باختلاف اسمائها لا تحقق احلام اي شخص. وعن ملاحظاته على العمل في الحزب، قال إن أية مؤسسة بها الجيد والسيء وهي موجودة في هذا المنبر الذي كان قبله كل من اراد التحدث او الكتابة لأنهم شكلوا حوله هالة. وقال انه من الطبيعي أن يكون هناك عدد من القيادات المنسلخة من الحزب كغيره من الاحزاب معرض لذلك لأن التجدد مهم. اما التشكيك في البعد المالي هذه مسألة يفترض ان تحسمها الادارة المالية. فهي المنوط بها التحقق من صحة حديث هذا وذاك، ربما يتحدث البعض عن ارقام لا يعرف صحتها اياً منهم وقال عن نفسي لا اعرف تفاصيل الحسابات لأنها موجودة لدى المدير المالي فقط. وعن تاريخ انضمامه للمنبر والاسباب قال انه انضم اليهم منذ اكثر من اربعة اعوام لأنه وجد هناك توافقاً كبيراً بين آرائه والمنبر. في ما يتعلق بفصل الجنوب ذاكراً تلك الندوة التي كانت عام 1983م بحضور بيتر باكوس والتي اقرت باتفاقية اديس ابابا هي الحل لمشكلة الجنوب آنذاك ولكنه ذكر لهم ان الفصل بين الدولتين هو الحل الامثل حتي يعيش الشعبين في تجانس لان كل الاتفاقيات التي ابرمت في الفترة من 47 حتي 92 لم تنجح في شيء وبعد ذلك بفترة التقيت بالطيب مصطفي في احدى الندوات بجامعة الخرطوم تناقشنا حول موضوع انفصال الجنوب لان كل الحديث العاطفي المتمثل في انا واخوي ملوال وغيرها من الشعارات غير المنطقية، وهذا الطرح كان الاقرب لمنبر السلام علماً بأنني لم آخذ لك من بعد عرقي او ديني. هذا وقد علمت «الوطن» من جهة اخري ان الاستاذ محمد الفاتح قد كتب «ورقة نقدية» مرفوعة لقيادة المنبر تحوي رؤية خاصة به حول ما يجري داخل المكتب القيادي للحزب المذكور كتبها الفاتح وغادر الى دامر المجذوب.