في غرة شهر يونيو انعقد المؤتمر الأول لمنطقة الديوم العتيقة المتجددة في صالة الخدمة الوطنية، شرفه بالحضور الأستاذ صلاح ونسي من قيادات المجلس القيادي، ووزير رئاسة الجمهورية وأخوة كرام من الولاية والمحلية يتقدمهم اللواء «م» عمر ابراهيم نمر رئيس المؤتمر في المحلية وشباب المحلية السياسية يتقدمهم الشاب الخلوق «سامي». انعقد في هذه المنطقة المؤتمر القاعدي في إحدى وعشرين شعبة أساس رفعوا فيها التمام تحية لمنطقتهم الجديدة، توج بقيام مؤتمر المنطقة والذي شهد له كل من شاهده بالنظام والوفاق والإعداد، كنت أجلس في المؤتمر إلى جوار الصديق والأخ الكريم محي الدين ود المبارك الصحفي الذي يكتب طوعاً ورغبة في كل الصحف ودار بيني وبينه حواراً طويلاً عن ذكريات مايو الثورة، فبادرني والرجل لماح بأن قال لي إن حسن وإعداد ووفاق المؤتمر لابد من ورائه مخرج حصيف صاحب خبرات تراكمية خاصة الورقة التي قرأتها انت فيما اسميتها الورقة العامة وتناولت محورين مهمين الأول المحور السياسي واعجبتني كلمات ان الإصلاح الحزبي يبدأ بالمراجعة ومحاسبة الذات ومن لا يحاسب نفسه لا يقوى على محاسبة الآخرين، وأن لابد ان تشارك المؤسسات في الحزب كلها فيه حتى لا يجد دعاة وطموحات واشواق تفكيك النظام ضالتهم وان لا ينال المتربصون مبتغاهم. وزاد أعجابي بأن قلت لا تنسوا أننا رسل دعوة ومنهج بالتي هي احسن والحوار منهج رباني حاور فيه بالعزة في كثير من آيات القرآن الكريم والذين أستكبروا وأخذوا يناورون وجعلوا اصابعهم في آذانهم واصروا واستكبروا، طولوا بالكم عليهم حتى يفيقوا من أحلامهم.. أما في المحور الثاني فأعجبني قولك. لابد أن نقوي النية التنظيمية والشورية فهي بداية وقريد بيم البناء المتين فقط المطلوب النية السليمة والدعوة لله بإخلاص وصدق وأمانة وتجرد وأن لا نكرس السلطات في ايدي أفراد او جماعات دون مراقبة او محاسبة وأن ننهي التضخم الفردي بالمواقع السياسية والتنظيمية والتنفيذية والتشريعية وأن نحسن الإختيار لجميع المواقع وفق معايير دقيقة وقبول ورضا بعيداً عن التكتلات والمحسوبيات والقبليات والجهويات تلكم امراض كادت أن تفتك بالحزب والدولة معاً. أما الورقة الثانية يا صاحبي هذه تصلح وثيقة لإصلاح حال الحزب قبل الانتخابات القادمة وقد سكبت فيها كل تجاربك متكأ على تجربة ابريل 0102م الذي تم الإعداد لها قبل سنوات وكان الحصاد الكسب الذي حققه الحزب والتفويض الذي وجده من الشعب السوداني. يا ترى هل الآن نحن مستعدون بنفس الحماس؟ واجابتك الحاسمة أن الانتخابات السابقة لم تقيم تجربتها حتى الآن وهذا بداية التخوف والخرمجة التي احدثتها ولاية الخرطوم في دمج المناطق والهياكل بعد بداية الدورة وابعاد الذين قادوا الانتخابات السابقة من المسجل الحزبي مروراً بالسجل الانتخابي متعدية بالتدريب دون اسباب واضحة وليتهم يعلمون أنهم أبعدوا خبرات اختاروا الجلوس على الرصيف والهجرة داخلياً وخارجياً، واهملوا حتى ونحن نبني الدورة الرابعة. وأندهشت الى حديثكم عن عيوب هذه الولاية الملازمة لها منذ الدورة الثالثة عدم الاستقرار في القيادات وفي ذات الوقت فشلها الذريع في معايير اختيار الأشخاص في المواقع أينما كانت حتى أصبحنا لا نحسن اختيار السكرتيرين، فأصبحت المياه تجري من تحت الأرجل وتعددت الوان الفساد الإداري وأعجبتني قولة العالم البروف حسن مكي الذي قال إن المؤتمر الوطني ضل الطريق ولكن الإنقاذ لازال عندها الفرصة الأخيرة للإصلاح... فقلت يا سيد ود المبارك إننا ركنا لشعارات هلامية وتركنا الفكرة وساومنا بها.. ويا سيد قالها سيدي ومولاي الإمام الشافعي: إِذا رُمتَ أَن تَحيا سَليماً مِنَ الرَدى وَدينُكَ مَوفورٌ وَعِرضُكَ صَيِّنُ فَلا يَنطِقَن مِنكَ اللِسانُ بِسَوأَةٍ فَكُلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلناسِ أَلسُنُ وَعَيناكَ إِن أَبدَت إِلَيكَ مَعائِباً فَدَعها وَقُل يا عَينُ لِلناسِ أَعيُنُ وَعاشِر بِمَعروفٍ وَسامِح مَنِ اِعتَدى وَدافِع وَلَكِن بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ ثم قال مردفاً: تَحَكَّموا فَاِستَطالوا في تَحَكُّمِهِم وَعَمّا قَليلٍ كَأَنَّ الأَمرَ لَم يَكُنِ وَلَو أَنصَفوا أنُصِفوا لَكِن بَغَوا فَبَغى عَلَيهِمُ الدَهرُ بِالأَحزانِ وَالمِحَنِ فَأَصبَحوا وَلِسانُ الحالِ يُنشِدُهُم هَذا بِذاكَ وَلا عَتبٌ عَلى الزَمَنِ وودعت الصديق العزيز ود المبارك على أمل اللقاء بإذن الله والله يولي من يصلح