لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسكوت عنه في السياسة السودانية «أسرار وخفايا» 13
لا يزال الغموض والإثارة يحيطان بإلقاء القبض على الإرهابي كارلوس صديق الترابي!! دخل متنكراً باسم مستعار وأجر شقة فاخرة في حي راقي في الخرطوم!! أقام علاقة مع امرأة سودانية فائقة الجمال؟؟
نشر في الوطن يوم 17 - 09 - 2014


إضاءة
الزمن المتخثر يمضي ومازال الزيف حقيقة، عاماً خلف عام، والوطن يسقط في التجربة خيطاً من الدماء بين الجرح وحد لسكين يختبئ في صرر المهجرين والمشردين والنازحين والمذبوحين واللاعبين في السياسة بين النار والموت يأتمرون على الناس ضد الناس النازحين والمهاجرين.
من دبّّر من خطط وسحب الارض من تحت خطوات الناس في دارفور ؟ والدفاتر عتيقة لا من الناس من سأل ماذا فعلوا؟ والحرب تحمل الموت تزور القرى والقرية خلف القرية تقتل أسماءها وتنام، واللعبة تكبر تصبح بحجم الكبار من القوات المتعددة الجنسية ... ثم ... ثم... حاول أكامبو تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة ذلك المصطلح الذي رسمته اسرائيل لسياستها الخارجية في بعض الدول التي لم تنجح معها سياسة التهديد والوعيد في الهجوم العسكري والمحاصرة التي تقوم بتنفيذها نيابة عنها أمريكا وكانت تلك أوهام مدعي لاهاي بالاعتماد على الفوضى التي كانت ستزيح البشير ومن خلالها تظهر شخصيات جديدة لنج !!
لا يزال الغموض والإثارة يحيطان بعملية إلقاء القبض على عبدالله بركات أو الارهابي كارلوس في الخرطوم وتسليمه إلى فرنسا، ذلك الرجل الذي استطاع لأكثر من عقدين من الزمن الإختباء عن عيون أجهزة أعتى المخابرات والدول ليقوم بتنفيذ عملياته من باريس إلى بيروت، ومن عنتيبي وتطال يده كل مكان على الخريطة ليتحول إلى أسطورة بما نسجته حوله الصحافة وأجهزة الإعلام.
٭٭ فمن هو كارلوس؟
- كان لكارلوس مقدرات ضخمة في التنفيذ والتمويه والإختباء، وفي أساليب ماكرة في العمليات التي ينفذها، وكان يستخدم في ذلك تبادل الأدوار بين المنظمات المختلفة سواء أكانت منظمة «بادرماينهوف» في ألمانيا أم «الالوية الحمراء» في إيطاليا أم «الجيش الاحمر الايرلندي» أم «فصائل المقاومة الفلسطينية» أم الأفراد هنا وهناك، وكان ذلك أحد العناصر المهمة في تحقيق عملياته دون أن تظفر به أي من أجهزة الإستخبارات العالمية التي كانت تبحث عنه..!!
وقد ذكرت لكم في حلقة سابقة الظروف والملابسات التي دفعت بكارلوس أن يترك مكانه الآمن في دمشق إلى اليمن بتعليمات صريحة من أمريكا، وقد كان مقيماً من قبل في سوريا لتلحق واشنطن باتفاقية السلام في الشرق الأوسط ووادي عربة.
وقد تم شحنه مخدراً إلى فرنسا من الخرطوم؟!
ولم تستفد الحكومة السودانية من هذه الصفقة الكبيرة من فرنسا التي رفضت إبعاد المتمرد عبدالواحد محمد نور عن أراضيه فضلاً عن تسليمه للخرطوم..!!
٭٭ فكيف تمت صفقة تسليمه؟
هل هناك دولا اكتشفت وجوده؟
ومن هم الذين أوقعوا به؟؟
أم أن هناك دولا اكتشفته فتطوعت بتسليمه؟
وكيف تم القبض عليه أصلا إلى أن سلم إلى فرنسا؟؟
هذه الأسئلة وغيرها حاول الكاتب والصحفي السوداني المقيم في الولايات المتحدة ابراهيم علي ابراهيم من خلال جمع الوثائق والمعلومات ودراستها وتحليلها لإلقاء الضوء على جوانب مثيرة من حياة الارهابي الأسطورة رامبروس مانشيز كارلوس ولا سيما في الفترة التي قضاها في الخرطوم.
ولد كارلوس في العاصمة الفنزولية كاركاس من أبوين فنزويليين في 21 اكتوبر عام 9491م وهو أكبر شقيقيه بنين، فلادمير، وكان أبوه شيوعياً
عاش كارلوس طفولته البائسة، حيث انفصل والده عن والدته، وتنقل هو واخواته مع والدتهم من فنزويلا إلى جاميكا ثم إلى المكسيك وكوستاريكا في الولايات المتحدة ثم تصالح أبوه مرة أخرى بعد سنوات لتعود للأسرة للعيش في فنزويلا والتي كانت تعيش وقتها حالة من الفوضى السياسية حيث انتشرت الحركات الثورية وانتظم كارلوس عام 4691م في منظمة الشباب الشيوعية، وكانت اول عملياته إلقاء قنبلة مصنوعة من البترول على مكتب الخطوط الجوية الأمريكية في كاراكاس إلا أن والده رفض دخوله الأجواء السياسية بعد أن كان نجح وقبل في جامعة كاراكاس فقد كان يخشى على ابنه فقرر إرسال أسرته إلى لندن وبقى بها كارلوس لمدة عامين ، حيث قام من كبار الصحفيين الألمان الذي يساند الصهيونية، ثم توالت العمليات التي كان من أهمها عملية مطار أورلي بالتنسيق مع الجيش الاحمر الياباني والهجوم على مكتب سياحة تابع للموساد في فرانكفورت، وكذلك عملية الأوبك التي اقتحم فيها كارلوس ومعه أربعة أشخاص مقر منظمة الأوبك في فينا واحتجزوا701 شخصاً من بينهم 11 وزيراً للبترول منهم وزراء السعودية والجزائر وليبيا وإيران، وترددت أنباءً عن أن السعودية وإيران دفعتا فدية تقدير بمليار دولار.
اما عملية عنتيبي فجاءت في العام التالي 3991م ، حيث اختطفت مجموعة تابعة لكارلوس طائرة الخطوط الجوية الفرنسية من مطار أثينا وكانت قادمة من تل أبيب وتوجهوا بها إلى ليبيا للتزود بالوقود ثم إلى مطار عنتيبي في أوغندا ، حيث اقتحمت قوة اسرائيلية من الكوماندوز الطائرة وحررت الرهائن.
اما عملية اللد التي قام بها الجزائري بوضيا وفتاة مغربية وأخرى فرنسية بهدف تفجير عدد من الفنادق في القدس ويافا وتل أبيب، فقد فشلت وأعقبها عملية ميونيخ التي أدت إلى مقتل 11 من فريق كرة القدم الاسرائيلي المشارك في دورة ميونيخ عام 2791م.
وقد شارك عدد كبير من النساء كارلوس في تنفيذ عملياته المختلفة وإن كانت أهم امرأة في حياته وهي ألمانية التقى بها مطلع السبعينيات في فرانكفورت وشاركت في عملية اورلي والقى القبض عليها عام 2891م وحينما أفرج عنها عام 5891م تزوجها كارلوس وأنجب منها طفلة والتي كانت الحب الحقيقي في حياته واسمها ماجدولينا كوب.
اما حكاية كارلوس في الخرطوم فتبدأ من ظهر الثالث عشر من ديسمبر عام 3791م حينما هبطت طائرة الخطوط الجوية السودانية رقم 051 القادمة من عمان عن طريق دمشق وعلى متنها 052 راكب كان من بينهم كارلوس وزوجته الأردنية التي تعرف عليها في عمان وتزوجها هناك وكانت تدرس طب الأسنان في بيروت، وكان كارلوس يحمل جواز سفر رقم 3005 ويرافقه في الرحلة خمسة من معاونية وحراسه الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر لبنانية وبعد أن أكملوا اجراءاتهم في المطار إتجه كارلوس وزوجته إلى فندق هيلتون الذي يقع عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض في الغرفة 701 بينما أقام آخرون في فندق القرين فيلج هذه البيانات والأرقام التي أوردها الكاتب وصدرت في مجلة الإهرام القاهرية.
بدأ كارلوس يتحرك في الخرطوم تحت ستار انه رجل أعمال قدم للسودان للقيام بتنفيذ مشروعات إستثمارية وإعانة رجل اعمال أردني يقيم في الخرطوم في مجال صناعة النسيج وقدم له النصح والمشورة والتشجيع.
وهكذا بدأ كارلوس يستقر في الخرطوم والتقى بتاج السر مصطفى آنذاك وحصل بعدها على ترخيصات برأسمال قدره 05 الف دولار ثم التقى بالدكتور علي الحاج القيادي في الجبهة الإسلامية الذي كان يشغل وقتها منصب رئيس هيئة الإستثمار في السودان فأقام كارلوس باستئجار شقة فاخرة في حي راقي وظل يتردد على عدد من الاندية واختار لنفسه اسم عبدالله بركات وكان يتكلم عربية ركيكة.
وتقول العاملة في منزل كارلوس وهي أريترية الجنسية إنه عاش أيامه الاولى في الخرطوم في شبه عزلة فلم يكن يخرج من منزله كثيراً وكان فندق المريديان مكانه المفضل.
ويقول العاملون في الفندق انه كان يختار مكاناً قصياً ليجلس به وكان قليل الكلام وغالباً ما يجلس حوله ثلاثة أو أربعة أشخاص من مرافقيه وحراسه، وأشاروا إلى انه كان لطيفاً وكريماً معهم.
وفي حديث طريف مع حلاق المريديان بالخرطوم يقول كان كارلوس يضع رأسه بين يدي ولم أكن أعرف انه كارلوس الارهابي وحتى إذا عرفت ما كان لي أن أفعل شيئاً فقد كان زبوناً كريماً ولطيفاً
ثم بدأ يتعرف على مجتمع الخرطوم واتسعت دائرة علاقاته حيث كان يحضر الحفلات الخاصة وحفلات الأعراس ترافقه زوجته الاردنية الجميلة لينا والتي تبلغ من العمر 52 عاماً وكان يقدم نفسه على أساس انه كوبي من أصل لبناني.
ويقال ن كارلوس أقام علاقة مع امرأة سودانية كانت على قدر كبير من الجمال وعلى علاقة واسعة بمجتمع الخرطوم الراقي وربما تكون تلك المرأة أحد الأسباب إلى اكتشاف شخصيته؟!
وأضاف الكاتب السوداني المقيم في الولايات المتحدة ابراهيم علي ابراهيم عبر مقاله في الاهرام العربي ، ولكن ما الأسباب التي دفعت كارلوس إلى السودان؟
لقد كان وراء رحلة عدم الإستقرار التي واجهت كارلوس في سنواته الأخيرة، قاضي التحقيق في قضايا الارهاب جان لوي «بروجيير» الذي عثر على أوراق سرية عن كارلوس ونشاطاته، ووصلت هذه المعلومات إلى السلطات السورية، وهو ربما يكون قد دفع السوريين إلى التخلص من كارلوس، وهناك العديد من الإحتمالات حول كيفية انتقال كارلوس للسودان من سوريا بجواز سفر يمني ، فاما أن يكون قد تم باتفاق بين دمشق والخرطوم واما أن تكون الخرطوم قد استدرجته لأنها تريد استخدامه او تسليمه إلى الغرب كقربان ترجو به رفع الحصار عنها وفك طوق العزلة المفروضة عليها ولا تدري أن الغرب هو من وراء تحركاته الأخيرة؟!
فيما يرى البعض أن المخابرات الاردنية هي التي دفعت به إلى الخرطوم بمعاونة المخابرات الأمريكية «السي اي ايه» حتى لا يعوق وجوده مسيرة تطبيع العلاقات بين الاردن واسرائيل أو أن تكون الولايات المتحدة قد سعت بدفع السودان بالارهاب فهي التي أرسلته وهي التي تدين السودان لوجوده بها.
ولكن كيف تم اكتشاف وجود كارلوس هل تطوعت الحكومة السودانية بتسليمه أم تم ذلك في اطار صفقة؟ الرئيس السوداني عمر البشير أكد وقتها حينما سئل عن الصفقة والتسليم أن السودان لم يكن يعرف كارلوس كأفراد أو تنظيمات وما كان أحداً يتوقع ظهوره في الخرطوم ، ولكنه دخل بجواز سفر دبلوماسي عربي، حيث كان يمكن لاي عربي دخول الخرطوم بدون الحصول على تأشيرة وأضاف البشير ان كارلوس لفت النظر بعد شهرين حينما أراد أن يقيم في الخرطوم، وأجر شقة واشترى سيارة فبدأت أجهزة الأمن تشكك في حامل جواز السفر الدبلوماسي الذي يريد أن يقيم، ولاحظت ايضاً انه لم يتصل بالسفارة التي يحمل جواز سفر دولتها، ثم حدثت مشكلة عرضية مع أحد السودانيين وصلت إلى مركز الشرطة وبدأت الشكوك تزداد حول هوية هذا الشخص، وبدأ الشك يدور حول أن يكون هو كارلوس.
ولاشك أن تصريحات البشير تثير الكثير من التساؤلات كما انها تتناقض في بعض جزئياتها مع تصريحات لمسؤولين سودانيين آخرين كما أن كارلوس أكد عند التحقيق معه أمام القاضي جان لوي بروجيير أن القيادة السودانية كانت على علم بحقيقة شخصيته ، وأن اتصالاته كانت تمت على أعلى مستوي خاصة مع الدكتور حسن الترابي منظر النظام آنذاك.
ويُقال أن كارلوس كان على علم بالمساومات التي جرت بشأن تسليمه بين الحكومتين الفرنسية والسودانية لكنه يستبعد قيام السودان بمثل هذا العمل، وقال محاميه جاك فيرجس فيما بعد أن ما حدث لكارلوس في الخرطوم عملية إختطاف غير شرعي وأن الترابي والحكومة السودانية غدروا بضيفهم وعقدوا مع الحكومة الفرنسية صفقة غير مشرفة كان أهم بنودها ما تقاضوه من مساعدة فرنسا للحكومة في حربها ضد المتمردين في جنوب السودان؟!
ولكن كيف علمت سلطات الأمن السودانية بوجود كارلوس في السودان؟ تدور حول هذا الأمر روايتان: احداهما أن كارلوس كان يحتفل مع صديقيه «شاهر وجاد الله» وهما من المجموعة التي رافقته إلى الخرطوم وزوجته بمناسبة عيد ميلاده الرابع والأربعين في منزله في حي العمارات في الخرطوم واحتسوا كميات كبيرة من الخمر، مما أفقد صديقه جاد الله السيطرة على نفسه وبعد نهاية الحفل غادر صديقاه المنزل وسقط جاد الله وهما يبحثان عن سيارة تاكسي، وفي هذه الأثناء مرت سيارة شرطة فأقتادهما إلى مركز الشرطة وأثناء التحقيق معهما كان جاد الله يهزي بكلمات كانت بداية الخيط لوصول أجهزة الأمن لكارلوس فيما تقول مصادر أُخرى إن طالب دراسات عليا سوداني كان يسعى لإستكمال دراسته في باريس تصادف وجوده في مركز الشرطة وأستمع للتحقيق مع شاهر وجاد الله، وقام بتسريب تلك المعلومات للسفارة الفرنسية في الخرطوم.
اما الرواية الأُخرى فتقول إن إبن العشيقة السودانية لكارلوس كان مستاءً من تردده على متجر والدته الذي خصصته لبيع التحف، مما أدى لوقوع مشاجرة بينه وبين كارلوس طالباً منه ترك والدته، وحينما لمح الإبن الذي يبلغ من العمر 02 عاماً مسدساً في جيب كارلوس الخلفي حاول إنتزاعه وأدى الصراخ إلى تجمع المارة وإلى تدخل الشرطة، وفي مركز الشرطة اكتشفت الشرطة أنه يحمل جواز سفر دبلوماسي وبعد إتصال الشرطة بوزارة الخارجية ثبت أنه لم يكن مسجلاً ضمن الدبلوماسيين الأجانب وتمكنت السلطات السودانية في القبض على كارلوس بعد تخديره إثر قيامه بعملية لإزالة كيس دُهني في إحدى خصيته، وتم نقله مباشرة إلى مطار الخرطوم، حيث كانت طائرة من طراز فالكون 09 من سلاح الجو الفرنسي رابضة في المطار وعلى متنها فرقة من رجال مكافحة التجسس ومن بينهم فيليب روندو المعروف بلورنس العرب الذي ظل يطارد كارلوس حوالي عشرين عاماً «إنتهى ».
وهذه الرواية الأخيرة تطابق رواية البشير ولكن ماذا إستفادت من صفقة تسليمه لفرنسا؟ سؤال لا يزال عالقاً ؟! وهل تعلم الحكومة أن واشنطن وراء إرساله للسودان لدفع السودان بالإرهاب تماماً كما فعلت مع طالبان عندما إستقبلت أسامة بن لادن الذي كان ايضاً بالخرطوم قبل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر؟
ولماذا لم تحاكمه عندما علمت أنه وصل أمره للشرطة أي تحاكمه في السودان بدلاً من تسليمه لفرنسا بدون مقابل وتدين أمريكا في فرية رعايتها للإرهاب الذي حاولت أن تدفعها به؟
لتحصد الهزيمة كاملة وتعيش سيناريو فيلم مرعب بعنوان الإبتزاز وإستمرار لغة التهديد من خلال لعبة مزدوجة فالحكومة الأمريكية على لسان كبرائها في واشنطن تعلن إنها مقتنعة بأن حكومة السودان تعمل ضد الإرهاب بينما المؤسسات الأخرى خاصة التي تتحدث إلى الرأي العام لا تخفى عداءها للسودان وتوجه إليه الإتهامات متتابعة ومتنوعة فالسودان لم تترك له وسائل إعلامها فرصة إلا وانتهزتها بالمسؤولية عن تمويل ودعم الجماعات المتطرفة وإعلان المقاطعة الإقتصادية والحصار ، وهذا النفوذ الواسع يحجب أي اصلاحات منشودة وإتهامات بالتواطؤ في إتفاق غير مكتوب مع الإرهابيين بترك تنظيماتهم تعمل بحرية فتستفيد اولاً بتخويف المجتمعات الغربية من وجود هذه التنظيمات لإخافة شعبها من الخطر على الديمقراطية وحقوق الإنسان إلى آخر المعزوفة، وتمتد هذه اللعبة المزدوجة إلى حافة الهاوية أو اللعب على المكشوف بدعم حماس وإيران انه الإبتزاز بإستخدام حرب الإرهاب دون توقف ، ورغم سذاجة هذا الطرح إلا أن موقف الحكومة تجاهه ضعيفة وخاصة إزاء المنظمات الإنسانية التي تمارس التجسس ضد الدولة والتآمر حقيقة وليس مجازاً مثل إتهام أمريكا والحكومة تقف مكتوفة الذراعين إزاءها لأن كثيرين من المسؤولين الحكوميين لم يعوا الدرس ولا أبعاد المؤامرة ومثال ذلك بتاريخ 72 نوفمبر 8002م ناقش مجلس الأمن في جلسة مغلقة خصصها للسودان تحدث فيها «ماربي عيهينو» نائب الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام الذي أشار إلى الصعاب الفنية التي تواجه نشر قوات الهجين واعتبر أهمها عدم توفر الإرادة السياسية لحكومة السودان التي وافقت على العملية الهجين دون شروط ولكنها ظلت تضع العراقيل أمام تنفيذها وفي نفس الوقت ناقض حديثه عندما قال إن كثيراً من الدول الأفريقية التي أبدت مشاركتها بالقوات تنقصها الخبرة والإمكانات وحذر من أن القوات التي ستنتشر مع كل النواقص لم تكن هي القوة المطلوبة ولن تؤدي عملها بالشكل المطلوب وسيكون الفشل وبالاً على مجلس الأمن وعلى هيبة الأمم المتحدة وبرجعونا إلى تلك المفردات ندرك أنه أراد أن يقول إن القوات الأفريقية لا تستطيع أن تنفذ المخطط المرسوم الأوسط قوات دولية تابعة للأمم المتحدة ، وهنا يقصد حلف الناتو الذي يريد أمريكا أن يكون هو في دارفور لخدمة مصالحها.
فعلام قبلت الحكومة إذن؟!
ولماذا لا تنتهي الحكومة وجودها في دارفور طالما انها عاجزة عن حفظ السلام بشهادة مجلس الأمن فالعجز والفشل تصنعه وتتسبب فيه الولايات المتحدة نفسها لابتزاز السودان.
فقد طالبت الولايات المتحدة من الأمين العام بان كي مون سرعة إرسال قوات إضافية لدارفور بحلول شهر يوليو من عام 8002م وأضاف ولياسون المبعوث الأمريكي للسودان في ذلك الوقت في الرسالة التي كشفتها وكالة «الأسوشيتدبرس الأمريكية أن بلاده التزمت بنحو مائة مليون لتدريب تلك القوات ولكن تلك الأقوال ذهبت أدراج الرياح وتصاعدت الهجمة ضد حكومة السودان.
نواصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.